الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

آنّا أخماتوفا تردّ على أسئلة أسعد الجبوري عبر "بريد السماء الافتراضي": كنت أُغوي الرجال بحسب المزاج وأجعل جسدي مأوى لاحتفالات الآخرين

أسعد الجبوري
Bookmark
آنّا أخماتوفا تردّ على أسئلة أسعد الجبوري عبر "بريد السماء الافتراضي": كنت أُغوي الرجال بحسب المزاج وأجعل جسدي مأوى لاحتفالات الآخرين
آنّا أخماتوفا تردّ على أسئلة أسعد الجبوري عبر "بريد السماء الافتراضي": كنت أُغوي الرجال بحسب المزاج وأجعل جسدي مأوى لاحتفالات الآخرين
A+ A-
وجدنا آنا أخماتوفا واقفةً أمام مرآةٍ عملاقة، وهي تتفحص وجهها بتلك الأنامل الرقيقة تحت مصابيح كبيرة، فيما كان نسرٌ أسود يقف إلى جانبها على صولجان مرصّع بالذهب والمجوهرات. كان الوقت ليلاً يفرض فيه الهدوء سطوته على الأحياء في تلك المنطقة المفتوحة. ما إن اقتربنا من الشاعرة الروسية حتى التفتت إلينا مبتسمةً، وهي تمد إلينا يدها مصافحة. بعد ذلك بقليل، حلّق النسرُ فوق رأسها، بينما تناولت هي الصولجان المرصّع، ثم أمرت حراسها بفتح باب منزل كبير، فدخلنا مندهشين من روعة المكان وسحره. وجدتنا منبهرين بتصاميم المكان وهندسته، فابتسمت قائلة: تفضلوا في الجلوس. هذا المنزلُ مكان إقامتي الآن. وجدنا في المعلومة التي قالتها في خصوص مكان إقامتها مفتاحاً للحوار. فسألناها على الفور مبتسمين: ■ هل كانت ولادتكِ في روسيا خطأ فادحاً؟- ربما لولا ذلك الخطأ الافتراضي، لما كان قادني قدري إلى الشعر، فأكون ثرية بكل تلك الآلام.■ هل تقصدين آلام مشنقة الشعر المثقلة بحبل الإرهاب الحديدي الذي رفرف فوق رأسك؟- ومَن غير حديد ستالين؟ لا أحد. كأن ذلك الديكتاتور تربّص بي منذ أن ولدتُ في بلدة بلشوي فونتان إحدى ضواحي مدينة أوديسا الواقعة على البحر الأسود، ليلاقيني في فترة تبلور صوتي داخل رحم الشعر الروسي في بدايات العام 1911. ■ هل تدينين بشيء لزوجك الأول الشاعر الروسي نيقولاي غوميليف في ما يخص التجربة الشعرية؟- كان نيقولاي غوميليف حبي الأول الذي قام معي بتربية الشغف المتبادل على جميع طرق جسدينا الملتهبة العاصفة، وخصوصاً أنه مُنظّر حركة "محترف الشعراء" المناهضة للشعر الرمزي.■ لكنكما انفصلتما بعد ثمانية أعوام من الزواج. هل كان ذلك لأسباب سياسية؟- تلك فترة زواج كافية. فقد شعرتُ بأن تربتي تحتاج إلى الإصلاح الزراعي قبل أن أدخل مرحلة البوار الإيروسي.■ طُردتِ من اتحاد الكتّاب السوفيات على الرغم من قصائد المديح في حق الديكتاتور الحديدي ستالين؟- لقد سقطتُ في أمراض الواقعية، وكان عليَّ أن أقفز فوق حبالها، للتعلق ولو قليلاً بالأشكال التجريدية، وتلك التي تعتمد على تكريس مواد المخيّلة في بناء النصوص وتكوين تصاويرها.■ لماذا جعلتِ نصوصكِ أسيرة لطقوس بوشكين وباتيوشكوف وآخرين من قائمة الأسلاف السوفيات؟- كنت شاعرة شعبية، وكانت كلّ شوارع العالم تمرّ بين حروفي ضمن التعابير البسيطة التي تنتمي إلى قوة نفوذ الإيقاع الخاص بالناس المضطهدين ولغاتهم المتكسرة على الألسن وفي أعماق القلوب الحزينة.■ ولكن على الرغم مما لحق بكِ من اضطهاد سياسي، بقيتْ محركاتُ العواطف تدور في أعماقك من دون توقف. كأن المآسي هي إيقاعك الشعري. أليس ذلك غريباً؟!ـــ لقد تطبعنا بالعهد الستاليني، ولم يكن أمامنا إلا الصمت أو الانتحار أو الهجرة. وأنا رفضت مغادرة روسيا، لأنني نباتٌ لا يستطيع فراق جذوره.■ فعلت ذلك على الرغم من حملات الانتقاد التعسفية ضدك شخصياً كأريستوقراطية...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم