محمية غابة بولونيا مهدّدة "بالزوال"

تحولت التعديات على الاحراج سياسة ممنهجة في لبنان، فبعد التجاوزات بحق حرج بيروت، اتى دور محمية غابة بولونيا المهددة بالزوال او اقله تخريب المحمية المصنفة وفق مرسوم يعود الى العام 1942 ضمن اهم المعالم البيئية والتاريخية في لبنان مثل غابة الأرز. 

بدأ التهديد بحق المحمية بطلب وقف دير مار يوحنا الصابغ الموافقة على تحول تصنيف العقار رقم 983 من منطقة الخنشارة العقارية التابع لبلدية غابة بولونيا ووطى المروج من zone G الى E1 ليتمكن الوقف من البناء والاستفادة من المساحة الواسعة للحرج والتي تزيد عن 22530 متر مربع وتضم مئات اشجار الصنوبر المعمرة.

ادارة الوقف تؤكد انه لن يتم قطع اي شجرة بل الاستفادة من المساحات الخالية داخل المحمية، فيما يسأل الاهالي عن كيفية البناء داخل محمية دون التعرض للشجر او كيف ستشق الطريق داخلها وماذا عن مواقف السيارات وغيرها من الأمور البسيطة التي ترافق عملية البناء ما يحول غابة الصنوبر الى غابة باطون.

المطالبون بالتغيير يدعمون طلبهم بقرار مجلس بلدية غابة بولونيا ووطى المروج الرقم 133 للعام 2016 والذي وافق على تحويل تصنيف العقار رقم 983 من G الى E1، وتصديقه من المديرية العامة للتنظيم المدني.

محاولات تغيير التصنيف لم تكن وليدة الساعة، فبحسب بعض المطلعين إن المشروع يعود الى سنوات الا ان البلديات السابقة لم توافق عليه، وقد طلب وزير الزراعة انذاك اكرم شهيب عبر كتاب موجه الى المديرية العامة للتنظيم المدني المحافظة على طابعه الحرجي، وتمنى شهيب تأكيد التصنيف واتخاذ الاجراءات القانونية للحؤول دون تغيير وجهة استعماله. قرار الوزير والذي استند الى المادة الرابعة من القانون رقم 558 بتاريخ 24/7/1996 والذي لحظ ان من مهمات مديرية التنمية الريفية والثروات الطبيعية حماية الثروة الحرجية وبأن العقار المذكور وفق تعريف منظمة الاغذية والزارعة، غابة صنوبر وتحت تصنيف G لدى المديرية العامة للتنظيم المدني.

اليوم ينتظر الاهالي القرار الذي سيسمح بتغيير التصنيف او يمنع التعدي على حرج صنف محمية طبيعية. فهل يرضخ المجلس الاعلى للتنظيم المدني الى الضغوط امو يقوم بواجبه في المحافظة على البيئة ومئات الاشجار المعمرة؟ الجواب اليوم الساعة الاولى بعد الظهر.