الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

توفيق الباشا يتحدث عن شؤون الموسيقى وشجونها

Bookmark
توفيق الباشا  يتحدث عن شؤون الموسيقى وشجونها
توفيق الباشا يتحدث عن شؤون الموسيقى وشجونها
A+ A-
ذات يوم من عام 1991، جلست الى مائدة الموسيقى اصغي الى مؤلفها واستمد من كلامه مذاقات حارة، مرّة، يكسوها الحنين، او متبلة بالذكريات التي تحوك في الزمن المسرع خيوط نغم لا تنكسر ولا تقطع صلاتها بالأمس. اليوم، وبعد احد عشر عاماً، التقيت الاستاذ توفيق الباشا حول المائدة ذاتها، كأن الزمن توقف عند فصل من الكلام لم ينته. فالموسيقى كالسنديان تمد جذورها في تربتها بلا حدود، حاضرة معتقة في الزمان والمكان، تطيّب الروح والخواطر ولا تفرغ من نسغها مهما مرت عليها ازمان. اتجاه حديثنا في بدايته كان "مهرجان الموسيقى العربية الجادة"، الاول من نوعه في عالمنا العربي، نسقت له اوركسترا القاهرة السمفونية بغية الانفتاح على العالم من خلال لغة موسيقية عالمية يصل العطاء العربي من خلالها الى شعوب الغرب على اختلافها. "اتجاهات عربية" عبارة لا تشير الى شعارات ايديولوجية او مذاهب سياسية. انها عرفان للانسان المتكلم بلغة الموسيقى، الذي يخاطب ارضه ويعرّف عنها بالنغم، اسلوبه الانشائي وسيلته. وانطلاقاً من هذا المحور حدثنا توفيق الباشا كلّي الاقتناع بأن استمرارية هذا المهرجان السنوي سيكون لها المردود النيّر للوجه الثقافي العربي.  استاذ توفيق، فهمت منك ان "مهرجان الموسيقى العربية الجادة" الذي اقيم في القاهرة بين 2 و16 شباط الفائت يهدف الى اثراء الحياة الثقافية في مصر اولاً والتعريف بالموسيقى الجادة في الوطن العربي والعالم. لكن من كان وراء هذه الفكرة؟ - من فضائل اوركسترا القاهرة السمفونية انها اوكلت بامورها الجدية الى لجنة من المستشارين المثقفين تولوا قيادة هذا المركب ببرامجه ومشاريعه. والفكرة هي للسيدة سمحة الخولي العضو في لجنة اوركسترا القاهرة. سيدة مثقفة وصاحبة بصيرة واعية. انها قرينة المؤلف الراحل جمال عبد الرحيم احد ابرز مؤلفي الجيل الثاني الذين ساهموا في اثراء الحركة الموسيقية المصرية القومية. عرضت منذ اكثر من عام تحقيق مهرجان للمؤلفين العرب يتحوّل في ما بعد سنوياً. والفكرة هذه حلم كل مؤلف موسيقي عربي في صراعه مع حضارته.  ألم تكن للمؤلف العربي قبل هذا المهرجان فرص البروز واطلاع العالم على مؤلفاته؟ - نحن فئة من الناس سلاحنا الفكر والثقافة. دفعتني الى الكتابة الموسيقية منذ اوائل الخمسينات الحال السيئة التي لمستها في موسيقانا. فضولي حيال جذوري التراثية جعلني اكتشف كنوزاً لا تحصى، الى الكنوز العالمية التي اكتسبناها من دراستنا الطويلة لها، الفيت نفسي إزاء مسؤولية كبرى لسد الفراغ في دنيانا الموسيقية، كما ألفيت جيلي من المحافظين غارقاً في مدارس غنائية غربية، غريبة عن محيطنا ومجتمعنا. شعرت في تلك الاثناء بأننا بتنا قادرين على توظيف ما اطلعنا عليه، لصنع شخصية موسيقية غنائية تمثل حضارتنا وحاضرنا والا كانت "الطقطوقة" هي الغالبة. وددت كفنان ان ارضى عن ذاتي بدءاً، وعثرت على هذا الرضى في الكتابة الموسيقية الكبرى غير المطلوبة في المؤسسات الاعلامية، وهي الموسيقى الاوركسترالية في توافقها الصوتي والتقنيات المتوافرة في الموسيقى العالمية. وفيما انا اكتبها كنت متنبهاً الى عدم الشرود عن خدمة موسيقانا الشرقية العربية.  ولكنها ليست المرة الاولى التي تعزف فيها اوركسترا القاهرة السمفونية مقطوعات لك؟ -اوبرا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم