اشترِك في نشرتنا الإخبارية
اليباس " يفترس" حرج جرد بعبدا المتن الاعلى، فمن يعوض على تراجع انتاج الصنوبر؟
نشر بعض رواد مواقع التواصل الإجتماعي صوراً لظواهر اليباس على بعض مساحات حرج أشجار صنوبر جرد بعبدا والمتن الأعلى، ما ينذر بتراجع إنتاج هذه الزراعات، التي توفر مردوداً أساسياً لما لا يقل عن 500 عائلة في قضاء بعبدا، بحسب ما نقلها الينا العميد المشارك في كلية العلوم الزراعية والغذائية في جامعة الروح القدس –الكسليك ورئيس قسم الهندسة الزراعية فيها الدكتور نبيل نمر.
"وصل اليوم اليباس بنسب متفاوتة على ربع مساحة الحرج" بحسب نمر، والذي أعد دراسة عن ظواهر اليباس على أشجار الصنوبر في لبنان ومنها في الحرج المذكور ومشكلات أشجار الصنوبر المثمر، طرق علاجها والإجراءات الاستباقية والوقائية لتفادي هذا اليباس". برأيه، "إن مكافحة هذا الواقع كان ممكناً من خلال اعتماد بعض التدابير الوقائية التي يتم تنفيذ بعضها، ويبقى بعضها الآخر قيد الدرس".
وأعلن انه "يمتد على مساحة شاسعة في قضاء بعبدا، والذي ينضوي تحت لوائه 48 ضيعة"، مشيراً الى انه "يعود في غالبيته الى ملك خاص أو لأوقاف مسيحية، بينما تولي بلديات المتن اهتماماً بنحو 15 في المئة من مجمل مساحته العامة".
من المسؤول؟
اعتبر الأستاذ المساعد في كلية العلوم في الجامعة اللبنانية الدكتور جان إسطفان ان التغيير المناخي الذي شهده لبنان زاد من اعداد كل من حشرة "خنفساء قتح الصنوبر" او Tomicus destruens”" و "بق الصنوبر الدخيلة" أو ”Leptoglossus Occidentalis”، وهي "حشرة انتقلت من اوروبا الى تركيا وصولاً الى لبنان حيث اكتشفت في العام 2015، وهي السبب الرئيسي لقلة إنتاجية الصنوبر في الاعوام الماضية".
وشرح اسطفان انه "في العام الماضي عانى لبنان من تصحر "مقلق" لأن موسم هطول الأمطار توقف كلياً في أواخر آذار 2016"، مشيراً الى ان "هذا الشح ادى الى نقص المياه في الغابات في لبنان عموماً، وكان له اثره السلبي على الحرج المذكور". قال:" لجأت الشجر الى استخدام "مخزون" المياه الخاص لديها لتأمين استمراريتها. كان لهذه المرحلة تداعيات سلبية وضاغطة على ديمومة الشجر، التي افرزت بعد انتهاء مخزونها بعض المكونات الكيميائية التي تجذب اليها مجموعات عدة من الحشرات الخشبية".
"موت" وشلل
في العودة الى تشخيص مستوى اليباس، اعتبر نمر أن 40 في المئة من المساحة اليابسة في الحرج تأثرت بحشرة "حفار الساق"، وهي مجموعة حشرات صغيرة الحجم، تتوغل بأعداد هائلة في الشجر، وتتغذى من خشبها ما يعرضها الى ذبول واصفرار في بعض أغصانها ويباس كامل للأشجار". أما "خنفساء قتح الصنوبر" فتظهر، وفقاً لنمر، على شكل حشرات غير الناضجة في الربيع، وتتجه على البراعم الحديثة لتتغذى عليها وتكمل مرحلة نضجها"، مشيراً الى ان "بعد التزاوج، تصنع الاناث انفاق البيض تحت قلف اشجار الصنوبر وتضع البيض منفرداً على جانبي النفق، وهي بدورها بعد الفقس تتغذى اليرقات على الخشب ما يحدث يباساً في كل من البراعم والشجرة". وشدد على أن "بق الصنوبر الدخيلة" هي "من اهم الحشرات الفاتكة "باكواز ومخاريط الصنوبر، وتهاجم اكثر من 40 صنفاً من الصنوبريات، وتبين ان 35 في المئة من الحبوب داخل الكوز النظيف تحمل عوارض حشرة البق الدخيلة وقد تصل الى 60 في المئة، مما يجعل الشجرة مشلولة كلياً".
اين وزراة الزراعة؟
مدير التنمية الريفية والثروات الطبيعية في وزارة الزراعة الدكتور شادي مهنا شدد أن "الوزارة تتعاون مع بلدية بيروت في استعمال المصائد الفيرمونية التي تقلل من أعداد الحشرات الفتاكة بالأشجار بشكل ملحوظ، في حرج بيروت"، لافتاً الى ان "اختيارنا لهذا الموقع مهم لأنه يسمح لنا بمتابعة دقيقة وحثيثة لتجاوب هذه المصائد مع مكافحة الحشرات". واعلن اننا "نتوقع شراء مبيدات خاصة في منتصف تموز المقبل لمعالجة الحشرات التي تتوغل في اشجار الصنوبر في غابات لبنان ومنها في حرج جرد بعبدا والمتن الاعلى".
أما إسطفان فأمل أن تدرج وزارة الزراعة من خلال تعاونها مع جمعيات دولية وبلديات المناطق خطة لإدارة متكاملة للأحراج المشاعية تقوم مثلاً على زراعة شجر جديد وإدارة مسؤولة للتربة في الأحراج ونشر التوعية على طرق حماية الشجر من اليباس وما شابه. بدوره، دعا نمر الى "قطع الاشجار اليابسة او التي عليها ظواهر اليباس، ونقلها من الغابة ليصار الى معالجتها بطرق تقضي على هذه الآفة، عدم تقليم الأشجار خلال الإصابة واستعمال المبيدات التي تعمل من طريق الملامسة على جذوع الاشجار للقضاء على الحشرات الناضجة لتفادي "هجومها" على الأشجار السليمة".
Twitter:@rosettefadel
