الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

أمراء الحرب في حلب وإعادة الإعمار بعد الحرب

المصدر: ترجمة نسرين ناضر
توبياس شنايدر
Bookmark
أمراء الحرب في حلب وإعادة الإعمار بعد الحرب
أمراء الحرب في حلب وإعادة الإعمار بعد الحرب
A+ A-
بعد ستة أشهر من هزيمة قوات الثورة السورية أمام نظام الأسد في حلب، والتي حظيت بتغطية إعلامية واسعة، لا تزال الحاضرة التي كانت رائعة في السابق والتي تُعتبَر المدينة الأكبر في شمال سوريا، تترنّح تحت تأثير التداعيات الناجمة عن سنوات من النزاع العنيف. الخيوط المجتمعية والاقتصادية والمادية الدقيقة التي صنعت على امتداد عقود النسيج الاجتماعي الذي هو في أساس ثروة المدينة، فضلاً عن تماميتها الجغرافية والمجتمعية، ربما تعرّضت لأضرار لا يمكن إصلاحها. اليوم، تحوّل الجزء الأكبر من المدينة أنقاضاً، وبات عدد كبير من سكانها الذين كانوا أباة في ما مضى، يعيشون في فقر مدقع. التحديات الفورية التي تطرحها الحياة بعد استعادة السيطرة على المدينة، بدءاً من إعادة الإعمار وصولاً إلى المحاولات التي يبذلها نظام الأسد من أجل إعادة العمل بالخدمات وإرساء النظام من جديد، قد تعطينا لمحة أولى عما يمكن أن تبدو عليه سوريا بعد استعادة السيطرة التامة من جانب النظام. التدمير والمعافاةالأذى الأكثر وضوحاً للعيان الذي أصاب حلب وما كانت تتمتع به من مزايا رائعة هو الضرر المادي الذي تكبّدته على امتداد أكثر من أربعة أعوام من القتال شبه المستمر. الدمار واسع جداً إلى درجة أن صور الأقمار الصناعية هي الطريقة الأكثر فاعلية لمسحه. بحسب تقويم أوّلي للأضرار يجمع بين التحليل النوعي الجغرافي المكاني والميداني في النصف الثاني من العام 2016، ثلث الوحدات السكنية على الأقل في مختلف أنحاء المدينة تكبّدت أضراراً مادية كبيرة أو تعرّضت للتدمير الكامل. وهذه الأرقام تعود إلى ما قبل الهجوم الأسوأ الذي وقع في تشرين الثاني وكانون الأول.بعد أشهر من سقوط المدينة، لا تزال منظمات المساعدات الدولية والسلطات المحلية بطيئة في تحركها داخل هذه "الأحياء القابلة للدخول حديثاً"، بحسب المصطلح الذي تستخدمه الأمم المتحدة. لا يزال عدد كبير من الطرق التي تقود إلى الأحياء التي تحوّلت ركاماً، متضرراً أو مقطوعاً أو بحالة مزرية. تشير التقديرات إلى أن كلفة إعادة بناء الشوارع التي تفوق مساحتها 70 كيلومتراً والتي تحتاج إلى تصليح فوري، تفوق مليار دولار أميركي. ويُعتقَد أن هناك حاجة إلى مبلغ مماثل لإعادة العمل بمحطة الطاقة الحرارية الكبيرة الوحيدة في حلب، والتي تُعتبَر المنشأة الأهم لتوليد التيار الكهربائي في البلاد، والتي كانت تغطّي، قبل الحرب، ستين في المئة من احتياجات المحافظة. في المقابل، لا تتعدى موازنة الحكومة السورية بكاملها لعام 2017، خمسة مليارات دولار أميركي.في حين انهمكت وسائل الإعلام الرسمية في تسليط الضوء على إعادة الافتتاح الرمزية للساحات والمتاجر والمطاعم من حين لآخر من أجل الإيحاء بعودة الحياة إلى طبيعتها، ليس الواقع بالنسبة إلى السوريين في المنطقة عادياً البتة. فعودة المدنيين كانت بطيئة إلى الأحياء الشعبية في شرق المدينة التي كانت ذات كثافة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم