الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بريطانيا "الكئيبة" أمام استحقاق "بريكست" التاريخي

بريطانيا "الكئيبة" أمام استحقاق "بريكست" التاريخي
بريطانيا "الكئيبة" أمام استحقاق "بريكست" التاريخي
A+ A-


تبدأ بريطانيا اليوم مفاوضات تاريخية للخروج من الاتحاد الاوروبي "بريكست"، بعد انتخابات نيابية مبكرة أضعفت حكومتها، وفيما لا تزال البلاد في حداد على ضحايا الحريق الهائل في برج غرينفيل السكني بلندن. 

ويتوجه وزير "البريكست" ديفيد ديفيس الى بروكسيل للقاء كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه من اجل اطلاق مفاوضات خروج معقدة، يتوقع ان تستمر أقل من سنتين. وصوتت بريطانيا العام الماضي، في استفتاء غير مسبوق على انهاء عضويتها التي استمرت عقوداً في اتحاد الدول الثماني والعشرين، على خلفية القلق من ازمة الهجرة وفقدان السيادة، شكلت نتائجه زلزالاً سياسياً في الداخل وصدمة كبيرة في العالم.

ووضعت الحكومة استراتيجية "بريكست صعب" لخفض أعداد المهاجرين القادمين من الاتحاد الاوروبي على حساب عضوية بريطانيا في السوق الاوروبية المشتركة والوحدة الجمركية. الا ان تساؤلات بدأت تُطرح عن هذه المقاربة عقب الانتخابات النيابية التي أجريت في حزيران وخسرت بنتيجتها رئيسة الوزراء تيريزا ماي الغالبية المطلقة التي كان يحظى بها حزب المحافظين في مجلس العموم. وبدأ البريطانيون العاديون يشعرون بتبعات "بريكست" مع ارتفاع كلفة التصدير بسبب تدهور سعر الجنيه والخوف المتزايد لدى الشركات من خسارة اسواق تجارية. وتمسكت ماي بالسلطة عقب الانتخابات لكنها فشلت حتى الساعة في التوصل الى اتفاق مع الحزب الوحدوي الديموقراطي في ايرلندا الشمالية من أجل تأمين غالبية تخولها الحكم. وفاز حزب المحافظين بـ 317 مقعداً في المجلس من أصل 650 مقعدا، وهو في حاجة الى دعم الحزب الوحدوي الديموقراطي الإيرلندي، الفائز بعشرة مقاعد، لتأمين غالبية ضيقة.

ومن المقرر ان تقدم الحكومة برنامج عملها الاربعاء خلال جلسة افتتاحية للبرلمان، ستليها جلسة اخرى في الايام اللاحقة للتصويت على الثقة بها.

ورأت الملكة اليزابيت الثانية ان حالاً من "الكآبة" تخيم على بريطانيا التي شهدت كذلك ثلاثة اعتداءات "ارهابية" خلال ثلاثة أشهر وحريقاً في برج غرينفيل في لندن قد ترتفع حصيلة ضحاياه الى 58 قتيلاً.

وساهم ضعف الحكومة البريطانية في تأجيج الانتقادات لمقاربتها آلية الخروج من الاتحاد الاوروبي، الا ان آمال الناشطين المؤيدين للاتحاد في اعادة النظر في سياسة "بريكست" لم تحقق أي نتيجة حتى الساعة.

وقاد وزير المال البريطاني فيليب هاموند حملة للمطالبة باستراتيجية "بريكست" اكثر ليونة تعطي الاولوية للاقتصاد. وصرح هاموند الاسبوع الماضي في اللوكسمبور: "علينا حماية الوظائف والنمو الاقتصادي والازدهار". كذلك دعا أعضاء آخرون من فريق حكومة ماي إلى مقاربة أكثر شمولية لاستراتيجية "بريكست" تسمح للاحزاب المعارضة باسماع صوتها، وتتيح الاخذ بآراء اسكوتلندا وايرلندا الشمالية اللتين صوتتا على البقاء في الاتحاد الاوروبي.

وقالت روث ديفيدسون زعيمة حزب المحافظين الاسكوتلندي الفائز بـ13 مقعداً في اسكوتلندا ان على بريطانيا ان تعطي الاولوية لـ"حرية التجارة ونمونا الاقتصادي".

ومن المقرر ان تنطلق مفاوضات "بريكست" في الساعة 11:00 قبل الظهر (التاسعة بتوقيت غرينيتش) بجولة أولى مدتها 90 دقيقة بين بارنييه وديفيس، يليها غداء عمل بينهما يتبعه مؤتمر صحافي.

وستركز فرق العمل على ثلاثة مواضيع رئيسية هي وضع الرعايا الاوروبيين المقيمين في بريطانيا، فاتورة "طلاق" بريطانيا مع الاتحاد، ومصير الحدود بين ايرلندا الشمالية وجمهورية ايرلندا العضو في الاتحاد. وليس هنالك اتفاق بين بريطانيا والاتحاد الاوروبي على تراتبية المواضيع، مع اصرار لندن على مناقشة مستقبل العلاقات التجارية بالتوازي مع مناقشة الطلاق، الامر الذي ترفضه بروكسيل.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم