الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

طرابلس... فرقتهم الحرب وجمعتهم المصيبة في "مجمع الحريري"

المصدر: "النهار"
طرابلس- رولا حميد
طرابلس... فرقتهم الحرب وجمعتهم المصيبة في "مجمع الحريري"
طرابلس... فرقتهم الحرب وجمعتهم المصيبة في "مجمع الحريري"
A+ A-

مطلع الثمانينات من القرن الماضي، بدأت تتشكل خطوط تماس داخل المجتمع في نقطة مشتركة تتقاطع عليها القبة وباب التبانة وجبل محسن. 


هي في الاساس وحدة اجتماعية وسكنية متواصلة فيما بينها. لم تعرف التفرقة الطائفية والمذهبية سابقا. تداخل فيها المسلم مع المسيحي، والسني والعلوي، في احياء وابنية مشتركة. كان مجتمعا ساكنا، هادئا، متعايشا كثير الاتزان.


اواخر السبعينات ومطلع الثمانينات، ارتدت توترات المنطقة الاقليمية صراعات محلية على المنطقة الطرابلسية الشعبية الطابع، والمتنوعة المشارب، وفيها الطرابلسي، وتشكيل سكاني من مختلف مناطق الشمال المحيط بطرابلس. 


لم يكن السكان بوارد الانقسام، ولا التباعد. وعندما بدأت الصراعات العسكرية فيها، بداية على نطاق ضيق، واتسعت بالتدريج، بدأت الفرقة بين الناس، واتسعت مع اتساع العمليات العسكرية.


سنوات عديدة اشتدّ الصراع فيها، وتعرضت المناطق المذكورة لأبشع انواع تبادل الرصاص، والقذائف والقصف. سنوات حوّلت ابنية المجتمع الهادىء الى ركام، او الى ابنية متآكلة لا تقوى على الاستمرار، ولا تصلح للسكن. باتت مخرقة كالغربال، متهالكة قيد السقوط. ولطالما طلب من ابنائها وسكانها اخلاء المتازل حفاظا على حياتهم من انهيارات المباني. 


الى ان بني مجمع ضخم وسط هذه الابنية، عرف بمجمع الحريري، تيمنا بالرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي سرع بوتيرة انشائه صونا للناس، وحفاظا على كراماتهم. 


سكنت في المجمع عشرات العائلات التي دمرت او تصدعت بيوتها، ولعب الزمن لعبته، فمنهم من باع شقته، ومنهم من اشترى، ومنهم من لجأ الى الفارغ منها. 


تقوم وزارة المهجرين، القيمة على المجمع ، بملاحقة عدد من اللاجئين فيه بعد ان فقدوا مساكنهم، ورفعت شكاوى بحقهم لاخراجهم من البيوت. 


المهددون من السكان (ستون عائلة) عقدوا مؤتمرا صحافيا عرضوا فيه قضيتهم، فقالت ام لؤي: "انا من سكان الجبل وبيتي يقع بين الجبل والتبانة. وتعرض للقصف القوي وكنا نختبىء ولا نجرؤ على الخروج واذا اراد ابني الدخول الى الحمام، كنت اخذه اليه زحفا. زوجي يعاني من مرض القلب، ونمنا في مدخل البناية، ثم انتقلنا الى مجمع الحريري وق علمنا انه فيه بيوت امنة. جئتا نتآوى تحت سقفها. والقصة قصة عائلات كثيرة". 



ابو حسن من البقار بين القبة وجبل محسن قال انه "بسبب القصف اضطر للمكوث في مستودع بالشارع بلا اغطية ولا بطانيات ولا فرش ولا مياه لمدة ١٨ يوما. وبسبب تصدع المنزل جراء القصف انتقلنا الى مجمع الحريري وسكنا بيتا فاضيا". 


وتحدثت ام لؤي باسم العائلات المستهدفة واعلنت اطلاق حملة "تحت سقف" لنبقى تحت سقف بيوتنا، لكن في نفس الوقت تحت سقف القانون. 


وتوجهت ام لؤي الى "صندوق المهجرين ومصرف لبنان داعية للتحاور، والبحث في طريقة تؤمن لنا القروض الميّسرة ونحن ايجابيون ومستعدون للتفاهم مع الصندوق".

حملة"تحت السقف" أعلنت سلسلة مطالب وهي:

١ - البقاء تحت سقف منازلهم التي تهجروا إليها، ولكن في الوقت عينه تحت سقف القانون.

٢ - التوجه لصندوق المهجرين الذي قام برفع دعاوى على العائلات، وتأكيد الإستعداد على التفاوض معه بكل ايجابية من اجل شراء البيوت.

٣ - التوجه لكل من وزارة المهجرين ورئاسة الحكومة الذي يتبع إليها صندوق المهجرين، وكذلك الى مصرف لبنان من اجل تأمين قروض ميسرة لشراء البيوت لأن العائلات هم مهجرو حرب.

وبعد المؤتمر الصحافي، جلس الأهالي سويا، على سفرة واحدة في الحديقة العامة وتناولوا طعام الإفطار الذي أعدته نساء من السكان.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم