"هيدا لبنان"؟ لأ. هيدا مش لبنان!

مبروك القانون الانتخابي الجديد. مبروك لأطراف الطبقة السياسية فحسب. لكنه ليس مبروكاً للبنان، ولا للبنانيين. ففي العادة، عندما يستخدم أحدنا عبارة "صُنِع في لبنان"، فإنما يستخدمها على سبيل الافتخار والتشاوف والتعبير عن الاستقلالية وعدم الخضوع لإرادة الأوصياء، ورغباتهم، ومصالحهم. القانون الانتخابي العتيد، صُنِع في لبنان حقاً. لكنه قانون مسخ، مهين، مُذلّ، لأنه يمرّغ الجمهورية في الوحل، وحل الطبقة السياسية. ولأنه يجعل لبنان بيتاً للدعارة السياسية، ويجعله ماخوراً، يدخله "المخوخ" والقوّادون والسرّاقون والزعران وأمراء الطوائف والمذاهب والزعماء والقادة، ليتناوبوا على الجمهورية، واحداً تلو الآخر، وربما في حفلة دعارة جماعية، باعتبار أن الحياء قد زال، ولم يعد هناك أي لزوم للتخفي أو للانفراد. نحن في ظلّ القانون المسخ هذا، نرسّخ مفهوم الجمهورية الفاشلة، الجمهورية – المزرعة، التي لا يحقّ لأيّ مدني أو مواطن أن يشارك...