الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ممثل الإدارة الذاتية في شمال سوريا لـ"النهار": الفيديرالية مستقبل سوريا

سلوى أبو شقرا
ممثل الإدارة الذاتية في شمال سوريا لـ"النهار": الفيديرالية مستقبل سوريا
ممثل الإدارة الذاتية في شمال سوريا لـ"النهار": الفيديرالية مستقبل سوريا
A+ A-

6 سنوات من القتال خاضها أكراد سوريا ضد خصمَين هما تنظيم "#داعش" والنظام السوري، أعلنوا خلالها الحكم الذاتي لتصبح "قوات سوريا الديمقراطية" إحدى القوى الرئيسية في جبهة القتال. وعلى الرغم من التقدم الذي تحقق واستمرَّ طيلة هذه السنوات غُيِّبَ الأكراد عن اجتماعات #جنيف في مسعى اعتبره البعض "إقصائياً" لقوة مشاركة ومقاتلة في الحرب. أما تمدد "وحدات حماية الشعب" المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية فأقلق #تركيا وتوجه على إثره الرئيس رجب طيب #أردوغان للقاء نظيره الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض بحثاً في وقف الدعم الأميركي. لتوضح بعدها الإدارة الأميركية أنَّ علاقاتها مع هذه الوحدات محددة وفي إطار التكتيكات التي تفرضها الحرب ضد "داعش". أما الرئيس الروسي فلاديمير #بوتين فرأى أن لا ضرورة لتسليح الأكراد.

الخط الثالث

ممثل الإدارة الذاتية في شمال سوريا (روج آفا) عبدالله يوسف المعروف بـ "ديار قامشلو" الذي يزور لبنان اعتبر في حديث لـ"النهار" أنَّ "سوريا أصبحت ساحة لتدخل كل القوى العظمى الإقليمية والدولية، ونتيجة لذلك تأذى الشعب السوري وهُجِّرَ الملايين ولا زال الصراع مستمراً. نحن كشعبٍ كردي دعمنا المعارضة في البداية واعتمدنا على الثورة السلمية في مناطقنا ونادينا بإسقاط النظام. ولكن رويداً توضح لنا أنْ لا المعارضة المدعومة من قوى إقليمية كتركيا وأخرى عربية، ولا النظام يقبلان بالحل السياسي والديمقراطي في سوريا ولا بالحقوق المشروعة للشعب الكردي. ومع كل مؤتمر خلال هذه السنوات الست كان السوريون يبنون آمالاً جديدة، من جنيف وأستانه، لكنَّ أياً منها لم يأتِ بنتيجة. والسبب يكمن في أداء المعارضة التي تهدف لإنهاء نظام الأسد، وتضمُّ أكثر من 200 فصيل لم يكن معظمهم معتدلاً، ولا يمثل جميعهم أطياف الشعب السوري. المعارضة تتهمنا بالشبيحة والنظام يصفنا بـ"الإنفصاليين"، لذلك، اخترنا الخط الثالث أي وقفنا على مسافة من المعارضة والنظام. وهذا الخط مؤلف من قوميات وأديان موجودة على هذه الرقعة من الأرض السورية مؤلفة من عرب وسريان وآشوريين وشيشان وتركمان حيث شكلنا وحدات عسكرية، وتوسعنا لتشكيل "قوات سوريا الديمقراطية"، وتمكنا من بناء إدارتنا الذاتية برئاسة رئيس هيئة الدفاع والحماية الذاتية عبدالكريم صاروخان وتشكيل هيئات إدارية من وزارة دفاع، وداخلية، ووزارة المرأة، ووزارة التدريب والتعليم، والمالية، وتضم كل هيئة رئاسة مشتركة تساوي بين المرأة والرجل، وبشكل توافقي مع الجميع. ونجحنا خلال هذه السنوات سياسياً وعسكرياً إذ انضمت إلينا مكونات المنطقة ضد حربنا مع الإرهاب. ونتائج هذا الخط جعلت من الأكراد قوة سياسية وعسكرية على الأرض فساندتنا الولايات المتحدة الأميركية والتحالف الدولي عبر دعم وحدات حماية الشعب بعد تحريرنا كوباني وبدء حملة تحرير مناطق الطبقة والرقة".

نمثل مشروع الفيديرالية الديمقراطية

"مشروع الفيديرالية الديمقراطية هو مستقبل سوريا الذي نمثله نحن"، وفق قامشلو، "أما المجموعات والائتلاف الذين يدَّعون تمثيل الشعب السوري فباتت لهم صبغة دينية متشددة وليسوا مستعدين لمحاربة داعش. وفي السياسة نحن متأكدون أنَّ ما من صديقٍ أو عدوٍ دائمين. قد توجد بعض المصالح المشتركة، ولكن الولايات المتحدة التي دعمت قوات سوريا في مناطق دير الزور عبر إنزال جوي بالقرب من المطار، لم تُبقِ عناصرها أكثر من شهر واحد في المنطقة رغم تدريبهم وتجهيزهم. ومع الوقت، أثبتنا أننا القوة الفعالة على الأرض التي تسعى إلى التغيير من دون إقصاء أي مكون من الشعب السوري وتعمل على حل الأزمة بشكل ديمقراطي يضمُّ جميع الأطياف السورية. كما نرفض بناء الدولة القومية عربية كانت أو كردية لأن نتائجها شبيهة ببناء ديكتاتوريات على الرغم من أننا نسيطر على معظم منابع الاقتصاد من غاز وأراضٍ زراعية ومياه. ولم نقل يوماً أنَّ هذه الأملاك من حق الشعب الكردي بل على العكس هي بالتساوي مع جميع السوريين. وفي اعتقادنا أنَّ كردستان ومنطقة الشرق الأوسط بالكامل هي موزايييك من الثقافة المشتركة".

لا نخضع لقرارات "الكردستاني"

ويضيف: "نحن نعمل وفق فلسفة ومبادىء القائد عبدالله أوجلان لحل الأزمة في سوريا، وهو المنادي ببناءِ أمة ديمقراطية. نتمسك بنهجه ولكن هذا لا يعني أننا نتعامل وفق ما يقرره "حزب #العمال_الكردستاني" إذ نملك قراراً مستقلاً في إدارة شؤوننا من دون تدخل".

وماذا عن نتائج مؤتمرات جنيف؟ يجيب: "نحن مع الحل في حال الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الكردي، ونأمل أن نكون ضمن التحولات وجزءاً منها. نحن نسيطر على 35% من الأراضي السورية، وإن لم نكن جزءاً من الحل نعتبر أنَّ القرارات الصادرة عنها لا تعنينا".

مشروعنا لا يخدم السلطة التركية

من جهتها، تعتبر رئيسة رابطة "نوروز" الثقافية الاجتماعية حنان عثمان في حديث لـ"النهار" أنَّ "الأتراك يرفضون مطالبة الكردي بأدنى حقوقه، فكيف بالإدارة الذاتية. نحن ننادي بمشروع ديمقراطي، ينصُّ على التوجه نحو الديمقراطية والعلمانية والانتخابات الحرة وامتلاك الشعب للثروة وممارسة المعتقدات الدينية كافة. وهذه المبادىء تهزُّ عروشاً وبالتالي لا تخدمُ السلطة التركية التي تخاف هذا النهج. هم يدعمون دولة "مسعود البارزاني" (رئيس إقليم كردستان العراق) لأنه لا يشكل خطراً عليهم، ولكنهم ضدنا. نحن شعب يمتلك الهوية والإصرار، كوباني قاومت أشهر والكل وقف متفرجاً بانتظار سقوطها وصمدتَ، ونحن كذلك".


الأكراد كما بقية الأقليات يصح فيهم القول إنهم يربحون في الحرب ويخسرون في السياسة، وعلى الرغم من اعتبار مطالبتهم بالحكم والإدارة الذاتية "حقاً مشروعاً"، يجد المراقبون أنَّه يكفي الشرق الأوسط تفتيتاً لدوله وتهجيراً لشعوبه.

[email protected]

Twitter: @Salwabouchacra


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم