بالصور: السهرات الرمضانية على شاطئ صور

غالبا ما يستطيع اللبناني التغلب على رتابة الحياة اليومية وقسوتها بإبتكاره نماذج متجددة من أساليب الترفيه، إذ لم تغب هذه المظاهر حتى في شهر رمضان المبارك،وحوّل البعض موائد إفطاره من سفرات البيوت الى خيم البحر الرمضانية.

لا تكاد تصل الى بحر صور الاقل تلوثاً في لبنان حتى تجد الشاطئ قد إرتدى حلة جديدة تكاد تحسبها من بعيد طيور النورس إفترشت رماله، فإذا بها الخيم البحرية. تنحدر الشمس نحو الافق، معلنةً ساعة الغروب وكأنها ترسل إشارات الى المآذن لتطلق أصوات التهليل والتكبير. تفوح رائحة المأكولات الرمضانية.

تسعة وأربعون خيمة صيفية على الجهة الجنوبية من شاطئ صور تستقبل زوارها ليس من القرى الجنوبية فقط بل تتعداها الى صيدا وبيروت وجوارهما. يترافق الموسم الصيفيّ هذه السنة مع حلول شهر رمضان المبارك الذي يزيده كرماً وجوداً.

يتميّز شهر رمضان في هذه الخيم والاستراحات بموائد العائلات التي تقام والدعوات والسهرات التي تمتد الى ساعات السحور، بالاضافة الى الزينة. ولفت محمد طيبة، وهو مالك خيمة أطلق عليها اسم "الخيمة السعيدة 34"  الى "اننا نستقبل إفطارات خلال هذا الشهر،إذ يقبل أعداد كبيرة من العائلات على خيمتنا"، لافتاً الى أن " الزبائن من النبطية ، كفررمان،البقاع ، بيروت ،مغدوشية...". وأشار الى ان اقامة أعياد الميلاد والحفلات خلال هذا الشهر ممنوعة من قبل البلدية الا في حال أخذ إذن من رئيسها .

وتؤثر الامتحانات الرسمية التي تتوسط هذا الشهر على الموسم الصيفي، إذ قال طيبة : " لقد أثرت الامتحانات الرسمية سلبا علينا ولولاها لكان وضع الشاطئ مختلفاً في هذه الاثناء". وتختلف أعداد رواد هذا الشاطئ الذي ينعم بنشاط مذهل وحركة فعّالة للسياح، والتي تتزايد بعد حلول ساعات الافطار، إذ يقبل الصائمون لتناول القهوة والنرجيلة والعصير، بالاضافة الى طلب الحلويات والفاكهة". وأضاف " تتراوح الاعداد ما بين 10 الى 15 طاولة يومياً أما في هذه الاثناء وبسبب الشهادات الرسمية فانخفضت".

تتنوع النشاطات حيث يجري المسبح الشعبي دورات كرة قدم وسباحة وكرة المضرب.إذ لم تغب البلدية عن تنظيم هذه الخيم، وتمنع البلدية الموسيقى الصاخبة والحفلات ولعب كرة المضرب "الباليت"و الالعاب النارية بالاضافة الى منع دخول الحيوانات الى الشاطئ وخاصة الكلاب منها .

وتقوم شرطة البلدية بجولات مراقبة ما بين الخيم لتفقد أمن وسلامة المواطنين، ومنعا لحدوث مشاكل. ويتراوح عدد المنقذين بين حوالي أربعة عشر منقداً موزعين على الخيم البحرية.

وتفرص البلدية نظاما معينا يجب على جميع الخيم التقيد به، كالحصول على شهادات صحية والتأكد من عملية فرز النفايات ومراقبة  برادات الطعام إذ يجب فصل الخضر واللحوم والسمك وان يوضع كل منها في براد خاص.

وتختلف "التسعيرة" ما بين الفرد الواحد والعائلات والمجموعات، وتقدر كلفة الشخص الواحد حوالي خمسة وعشرين الف ليرة لبنانية ويتضمن طعام الافطار مشاوي او سمك ومتبلات وفتوش أو تبولة وبطاطا مقلية بالاضافة الى المشروبات الغازية والماء.

أما هواية السباحة والتي تعتبر أكثر الهوايات ممارسة خلال فصل الصيف فتتركز معظمها في ساعات بعد الافطار. وقال أحد رواد هذه الخيمة " أمارس السباحة يومياً بعد الافطار ولكن في الايام القليلة الماضية كانت الماء باردة قليلاُ ما أعاق ممارستنا لها".

تعج الخيم بصائمي هذا الشهر الفضيل إذ يشكلون زينتها وحلتها ويتمتعون بساعات من التسلية والمرح فتحل ساعات السحور ويفرشون الولائم متمتعين بمنظر خلاب يبهر العيون والنفوس.