الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

الجرافات والحفارات تمحو جبالاً في الكورة... ولا من منجد او معين

المصدر: الكورة - "النهار"
طوني فرنجية
الجرافات والحفارات تمحو جبالاً في الكورة... ولا من منجد او معين
الجرافات والحفارات تمحو جبالاً في الكورة... ولا من منجد او معين
A+ A-

بيئة الكورة تصرخ وتستغيث ولا من منجد أو معين حتى الساعة. الأهالي الذين يرفعون الصوت مع هيئات المجتمع المدني والجمعيات البيئية لا يزال صوتهم أقل صدى من هدير الجرافات والحفارات التي تمحو جبالاً وتنقل أخرى وتقضي على الأخضر في كل مكان.

أهالي بلدة كفرحزير - الكورة هم الاكثر ضرراً لانهم الأقرب الى مواقع الحفر التي تقوم بها شركات الترابة في شكا لتأمين المواد الاولية لتصنيع الاسمنت، وهم الذين اكتووا اكثر من غيرهم بسرطان الرئة الذي قضى على جميع من عمل من ابناء البلدة في شركة الاترنيت في نقل مادة "الكرنكر"المحظور استعمالها عالمياً، وكان آخر الضحايا "ابو انور". حتى إن البعض منهم يروي أن أحد السائقين كان عندما يعود الى المنزل وثيابه عليها غبار هذه المادة القاتلة كان ابنه يتنشقها فمات بالسرطان وهو من كوسبا.





لذلك باتت التحركات المطلبية بوقف العدوان البيئي تنطلق من كفرحزير التي يرأس ابنها جورج قسطنطين العيناتي الهجمة البيئية على الشركات، وقد رفع الاهالي عريضة في هذا الشأن إلى كل من وزارة البيئة، الطاقة والمياه، الدفاع والزراعة. وقد جاء في العريضة التي وقعها المئات من أهالي كفرحزير أن "المقالع التي حفرتها شركتا الترابة الوطنية وهولسيم قد سببت ضرراً بيئياً فادحاً لطبيعة البلدة ومزروعاتها وثروتها من الينابيع والمياه الجوفية، كما سببت ضرراً صحياً خطيراً لأبناء بلدتنا وسائر قرى الكورة". ولفتت المذكرة الى أن هذه "المقالع غيرت معالم البلدة التراثية والطبيعية وقد أزالت الجبال وحولتها إلى أرض صحراوية وقضت على زراعة التين والعنب وتسببت بأفدح الأضرار الكارثية. كما أن هذه المقالع موجودة وخلافاً لمرسوم تنظيم المقالع والكسارات في مكان خاطئ تماماً لأنها تقع فوق مجرى نهر العصفور وفوق ينابيع البلدة التاريخية وبين بساتين زيتونها وأحراجها وقد أزالت قسماً كبيراً من حرج البلدة وقضت على عشرات الآلاف من أشجار السنديان المعمرة، وهي مستمرة في تدمير هذا الحرج بشكل همجي. كذلك أزالت جبال عين إيقاش ومعبر الزاروب وجبل الشميس، وهذه المقالع موجودة فوق مجاري المياه وملاصقة للينابيع ما يشكل مخالفة سافرة لمرسوم تنظيم المقالع والكسارات. كما أن هذه المقالع موجودة ضمن منطقة مصنفة أراضي بناء ولا يحق بأي شكل حفر مقالع فيها".





وإذ اعتبرالعيناتي ان هذه المقالع تنشر الغبار السام المشبع بسيليكات الألمنيوم وسيليكات الكالسيوم الذي يقضي على صحة أهلنا ويسبب لهم مختلف الأمراض، أوضح "ان الضرر الكبير الذي تعرضت له ينابيع البلدة في وادي عين إيقاش هو خير شاهد على هذه الجريمة البيئية. فقد تم طمر عدد كبير من هذه الينابيع كما شحّت أو جفت مياه الينابيع الأخرى. واللافت أن مياه نبع عين إيقاش قد شحت بشكل كبير منذ بدء نهاية الربيع خلافاً لما كان يحصل سابقاً حيث كان الشح في مطلع أيلول، وإننا نربط بين وجود هذه المقالع وبين الضرر الفادح الحاصل أخيرا حيث أنه لا يوجد أي مستجد يفسر هذا الضرر سوى قيام هذه المقالع مباشرة فوق الينابيع".

الجمعيات البيئية طالبت الوزارات المختصة بالآتي:

-الإيقاف الفوري والنهائي لمقالع هاتين الشركتين في منطقة كفرحزير العقارية.

- معاقبة المرتكبين بموجب المادة 64 من قانون البيئة اللبناني.

- الإيعاز للمجلس الوطني للمقالع والكسارات بـ:

عدم إعطاء أي تراخيص لهذه المقالع مجدداً،

إلزام الشركتين المذكورتين باستصلاح هذه المقالع وإعادة تأهيلها وتشجيرها.

حتى الساعة لا تزال الشركات تعد بالتحسين لكن وعودها لا تزال كلاماً وسلاحها فرص العمل العديدة المؤمنة للاهالي في المنطقة، وحتى الساعة لا يزال الحراك الرسمي مقتصراً على الزيارات والتفقد والتصاريح. فإلى متى ستستمر المعاناة؟


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم