الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

ربح المليون وخسر وظيفته والمليون

المصدر: "النهار"
صيدا- احمد منتش
ربح المليون وخسر وظيفته والمليون
ربح المليون وخسر وظيفته والمليون
A+ A-

كان يدرك جيداً ويعلم علم اليقين بوجود كاميرات مراقبة في المؤسسة الاستشفائية التي يعمل فيها موظفاً بصفة ممرض في قسم الاشعة، منذ نحو عشرين عاما، وكان مثالاً في اعطاء المواعظ لزملائه، خصوصاً في المسائل المتعلقة بالالتزام والدين والاخلاق، وفي كل اوقات فراغه لا تفارق السبحة يديه، ومع ذلك لم يتوانَ الممرض "الآدامي" والملتزم عن سرقة المرضى والمصابين.

في تفاصيل الحادثة التي توافرت معلومات عنها لـ "النهار"، والتي قد تبدو للبعض بانها حادثة بسيطة وصغيرة وربما تافهة، على اعتبار ان سرقة مبلغ مليون ليرة لبنانية لا يساوي شيئاً حيال كل ما يجري في البلد وما يسمعه المواطن كل يوم عن سياسة الإهدار والفساد ونهب المال العام، لكن وكما يقول المثل الشعبي:"يلي بيسرق بيضة بيسرق جمل".

اما قصة المليون ليرة لبنانية، بدأت بعد دخول الفلسطيني ل.أ. ز احد المراكز الصحية الاستشفائية في صيدا، إثر اصابته بطلق ناري نتيجة اشكال فردي حصل قبل ايام في عين الحلوة، وفي قسم الاشعة جرى ابدال ثيابه قبل اجراء تصويره في غرفة ىالاشعة. وبعد وقت سأل شقيق المصاب الذي حضر لاحقاً عن ثياب شقيقه لانه يوجد فيها مبلغ مليون ليرة لبنانية، وخلال تفتيش الثياب لم يعثر فيها على المبلغ بكامله الامر الذي حدا بالمسؤول عن قسم الاشعة م. ر مراجعة اشرطة الكاميرات الموضوعة، وخلال التدقيق بها ظهر الموظف الممرض ح. س. أ. وهو يضع الثياب الموجودة في القسم، واظهرت الصور وجود ممرضين رافقا المصاب الاول يدعى ع. م والثاني ح.س.أ. بداية جرى التحقيق فورا مع الاول وعلى الرغم من نفيه بشكل قاطع تم تفتيشه، وتبين انه كان صادقاً في كلامه. ثم جرى التركيز على مساءلة الممرض الثاني الذي استبعد من التهمة بداية لكونه مؤمناً، الا ان صورته التي ظهرت في شريط الكاميرا وهو يحمل بيده كيساً ويضعه في برميل للنفايات، اثارت الشكوك في ذهن المسؤول عن القسم. وخلال التحقيق معه قال له: "كل واحد منا ممكن يغلط، اذا انت اخذت المليون بدك ترجعها والقصة بتضل بيني وبينك وما حدا بيعرف وشقيق المصاب ممكن يتنازل عن المبلغ اذا اعترفنا بوجود المليون لانو كل همه سلامة شقيقه"، وبعد اصرار المتهم على النفي، ابلغه الطبيب المشرف على القسم انه مضطر لابلاغ الادارة، وعلى الارجح أن تسلم الادارة الاشرطة للقوى الامنية وطبيعي ان يتركز التحقيق معك اولاً كونك رافقت المصاب خلال دخوله قسم الاشعة وظهورك وانت تخرج وفي يدك كيس لا احد يعرف ماذا يوجد داخله. عندها اعترف المتهم وقال: "سأرجع المبلغ شرط ان لا يعلم احد بذلك"، ولدى احضاره المبلغ تبين انه كان موضوعاً داخل الكيس الذي رماه المتهم في سلة المهملات.

وبعد ذلك ابلغ المشرف على القسم إدارة المستشفى بما حصل، وعلى الفور استدعى مسؤول الادارة المتهم الى مكتبه وطلب منه التوقيع على كتاب استقالته ولم يكن امامه سوى الموافقة طوعاً وعدم الاعتراض، خشية ان يتحول الامر الى القضاء المختص.

كل من عرف بحادثة الموظف فوجئ بما حصل، لان المتهم كان بنظر الجميع شخصاً متزناً وعاقلاً وايمانه غالباً ما يظهره "زائداً عن اللزوم"، لكن بعض هؤلاء عادوا واستذكروا كيف ان هذا الموظف المتزوج ولديه خمسة اولاد اصبح يقود سيارة "رانج" منذ اكثر من سنتين بدلاً من سيارة "ب ام" قديمة لا تساوي اكثر من الفي دولار اميركي، والبعض وصفه باللص "الغبي" لانه كان يعلم بوجود كاميرات مراقبة وفي نفس الوقت كان يعرف بعدم وجود دليل ساطع لحظة انتشاله المليون من جيب المصاب ولا عن مكان وجودها.



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم