الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

صيد من نوع آخر... لن تجرؤوا على ذلك

المصدر: أ ف ب
صيد من نوع آخر... لن تجرؤوا على ذلك
صيد من نوع آخر... لن تجرؤوا على ذلك
A+ A-

تبعث #الأعاصير مع رياحها العاتية التي تتخطى سرعتها أحيانا 200 كيلومتر في الساعة، الخوف في نفوس كثيرين. غير أن عالم الأرصاد الجوية #غاريت_بلاك معتاد على هذه الظروف القصوى. فهو يهوى التحليق بالطائرة وسط العواصف، لأخذ مقاسات علمية.


في الخريف الماضي مثلا، اجتاز الإعصار "#ماثيو" الذي بلغ الدرجة القصوى (الدرجة الخامسة)، وأصاب هايتي خصوصا، في رحلة قد يتردد كثيرون عن القيام بها. لكن هذه الرحلة أتاحت له أن يقيس بدقة قوة الرياح في الكاريبي وجنوب شرق الولايات المتحدة.  


يبدأ موسم الأعاصير في منطقة الأطلسي في حزيران من كل سنة، وينتهي في آخر تشرين الثاني. وهذا الموسم هو أيضا موسم عمل لبلاك وزملائه. فهو يحلق مع 4 أشخاص آخرين في طائرة "اير فورس دبليو سي جي"، وهي طائرة ضخمة تسمى "#صياد_الأعاصير".   


على ارتفاع 10 آلاف قدم، تخوض الطائرة غمار الإعصار، في مهمة ترمي خصوصا إلى قياس قوة الإعصار واتجاهه. ويقول بلاك: "إذا كان الإعصار قريبا من الشاطئ، نجتازه مرات عدة. وترتج بنا الطائرة بين درجة واحدة و10 درجات". ويضيف: "أحيانا لا نشعر بشيء، وأحيانا يكون الارتجاج قويا".   


أثناء الرحلة، يلقي الخبراء بعض الأجهزة الصغيرة في مواضع معينة من الإعصار، فتقيس أثناء هبوطها الحرارة والرطوبة والضغط وسرعة الإعصار ووجهته. وهذه الأجهزة الموثوق بها، إلى مظلات، ترسل هذه المعطيات إلى الطائرة التي تحيلها على المركز الوطني للأعاصير. 


وتلقى هذه الأجهزة قرب عين الإعصار، حيث تكون الرياح الأشد. ومنها ما يلقى أيضا في عين الإعصار، وهي النقطة الأكثر هدوءا من العاصفة. في الإعصار "ماثيو" مثلا، رصدت رياح سرعتها 270 كيلومترا في الساعة.  


ويقول بلاك: "عموما، لا أكون متوترا. نحن نتمرن كثيرا ونكون مستعدين، ولم يقع معنا أي حادث في إعصار". وتؤدي المعطيات المجموعة في هذه الرحلات الخطرة إلى إعلام السكان في المناطق المهددة حول هذه الظواهر المناخية.  


ويقول جون كانغيالوسي، عالم الأرصاد في المركز الوطني للأعاصير: "قد يظن البعض أننا لسنا في حاجة الى إرسال طائرات إلى داخل الأعاصير، لأننا نملك أقمارا اصطناعية تراقب الطقس. لكن الأقمار الاصطناعية لا تقدم معلومات عن قوة الأعاصير". ويضيف: "ليس هناك سوى طريقة واحدة لجمع المعلومات اللازمة عن الإعصار، وهي الدخول فيه".  


ويقول ريك كناب، مدير الوكالة الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي: "يتطلب الأمر شجاعة استثنائية لفعل ما يفعلون". ويضيف: "نحاول أن نفعل ما بوسعنا لنكون مستعدين" لموسم الأعاصير الذي بدأ يلوح. 


ويشير الى انأعمال المراقبة التي تقوم بها الطائرة "صياد الأعاصير" تسمح بمسح ما يجري في داخل العاصفة أولا بأول، وتقديم توقعات للأيام المقبلة. وهذه التوقعات تساعد السلطات في تحسين تقدير الموقف، ومعرفة ما إن كان يتوجب إخلاء منطقة ما من سكانها لحماية الأرواح من الكارثة الطبيعية. 


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم