اشترِك في نشرتنا الإخبارية
بالفيديو والصور- 6 أشهر أمضاها في الفضاء وثّقها بأجمل صور للأرض
قبل أن يتوجّه إلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، جهّز المهندس الفضائي الفرنسي، توماس بيسكي (39 سنة)، نفسه ليبدأ رحلته إلى الفضاء، ومدتها 6 أشهر، برفقة رائد الفضاء الروسي أوليغ نوفيستكي الذي سيقود المركبة الفضائية التي يبلغ طولها الـ2.2 مترين وبقطر 2.1 مترين. دخل رائد الفضاء الفرنسي إلى الفضاء بسرعة 28 ألف كيلم بالساعة في شهر تشرين الثاني الماضي، ليعود اليوم وبعد 6 أشهر إلى السهول الصحراوية في السهول الكازاخستانية، وفق ما ذكر موقع "لو فيغارو" الفرنسي.
وفي معظم أوقات فراغه، كان توماس ينشغل في تصوير الأرض من كل زاوية. وقد وثّق رحلته بالمئات من الصور الرائعة وأشرطة الفيديو التي نشرها في شبكات التواصل الاجتماعي، من مناظر طبيعية غير منسجمة، إلى الشفق القطبي الشمالي والأماكن الرمزية والمدن الأكثر إضاءة وغيرها. كما قضى الشاب وقتاً طويلاً في التواصل مع الجمهور، وخصوصاً في تويتر.
عاد توماس نهار الجمعة في 2 حزيران الجاري، وقد نقلت جميع المواقع الإخبارية العالمية لحظة هبوطه على سطح الأرض. لكنّ عودته لن تكون بهذه السهولة، فقد تعوّد على مدى 6 أشهر على نظام حياة مختلف تماماً عن ذلك الموجود على الأرض، لذا سيخضع لمراقبة طبية مشدّدة.
FFMozMtSL3E
وللإضاءة على الموضوع، شرح رئيس الأطباء في وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) لموقع "لو فيغارو" الفرنسي عن الإجراءات الطبية والتدابير المتخذة أثناء عودة رائد الفضاء من الفضاء لمساعدته على التأقلم من جديد على الحياة على الأرض، فإليكم شروح بعض الأسئلة:
- كيف ستكون حالة توماس الصحية بعد عودته؟
لدى وصول رائد الفضاء إلى الأرض سيكون جسمه ضعيفاً، إذ فقد في الفضاء جزءاً من وزن عضلاته وعظامه ولم يعد معتاداً على جاذبية الأرض. مشكلتان رئيسيتان قد تواجهانه وهما ارتباك العصب الدهليزي، ويعني اضطراب في التوازن ممّا يسبّب الغثيان أو الدوخة، وانخفاض ضغط الدم الانتصابي ويعني إنخفاض ضغط الدم بدرجة عالية ممّا يؤدي إلى فقدان الوعي. فالجسم تكيّف على انعدام الجاذبية ويجب أن يعتاد تدريجياً الحياة على الأرض.
" frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen>- هل السفر في المركبة الفضائية مضر للجسم؟
يخضع الجسم في المركبة الفضائية لتقلبات متسارعة، بخاصة عندما يمضي الرائد فترة طويلة في حال انعدام الجاذبية. إضافة إلى ذلك، صمّمت مقاعد المركبة على شكل جسم رائد الفضاء، والاستلقاء يسمح بتدفق الدم إلى الدماغ. قد تهتز المركبة قليلاً، خصوصاً عند فتح المظلة الرئيسية، لكن ذلك لا يمثّل خطراً على صحة الأشخاص من حيث المبدأ.
- ما هي الإجراءات الطبية التي سيخضع لها توماس فور وصوله؟
سيتم إخراج توماس من المركبة ونقله على كرسي متحرك بعد التقاط الصور الأولى له، إلى خيمة التمريض حيث سيخضع لفحص طبي أول. ثم يقلع في مروحية لمدة 3 إلى 4 ساعات باتجاه المطار الأقرب حيث تنتظره طائرة طبية لنقله مباشرة إلى مركز رواد الفضاء الأوروبي في كولونيا الألمانية. يبقى تحت المراقبة يومين أو ثلاثة أيام قبل أن يعود إلى منزله. لكنّه يخضع أيضاً لفحوص عدة، ولا سيما التجارب الفيزيولوجية الضرورية لمقارنة وضعه قبل إقامته في الفضاء وبعدها.
- هل يستطيع رائد الفضاء الاستعداد لعودته إلى الأرض مسبقاً؟
يعتبر البرنامج الرياضي على متن المركبة مدة ساعتين استعداداً للعودة. إضافة إلى ذلك، يقوم رائد الفضاء بترطيب جسمه ويتغذى من الملح في اللحظات التي تسبق الإنطلاق نحو الأرض. والهدف من ذلك، هو إعادة كمية الدم إلى وضعها الطبيعي. ففي الفضاء، يصارع الجسم تأثير انعدام الجاذبية من طريق تقليل كمية الدم للحد من تدفقه إلى الجزء العلوي من الجسم. عند العودة إلى الجاذبية الطبيعية، يعود الدم إلى الجزء السفلي من الجسم. وإذا كانت الكمية منخفضة، يسبّب ذلك الإغماء.
- كم من الوقت سيستغرق توماس ليستعيد نشاطه الطبيعي؟
يفقد رواد الفضاء جزءاً من وزن عضلاتهم في حال انعدام الجاذبية. وقد وضع الفريق الطبي برامج إعادة تأهيل فعالة تمكّنهم من استعادة نشاطهم في غضون أسابيع. تبدأ التمارين بتدليك بسيط. وتضطلع التدابير المعتمدة في الفضاء من رائد الفضاء بدور مهم في سرعة الانتعاش.
