الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لولا فوزية وأبو بدر!

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
لولا فوزية وأبو بدر!
لولا فوزية وأبو بدر!
A+ A-

#باب_الحارة من المسلسلات التي حسمنا فيها الرأي منذ زمن. اجترار و"ضحك على الذقون"، لكنّه لا يزال يدرّ مالاً في جيوب صنّاعه (آل الملا)، فيمتصّون عروقه حتى آخر نبض. الحديث المفصّل عنه، له وقتٌ آخر. لا تعني التركيبة الميتة قتْل الوجوه التمثيلية ومساواتهم فيها. ثمة بنية خادعة، وثمة أيضاً أسماء تصنع الدور بروحها. أبو بدر (محمد خير جراح) وفوزية (شكران مرتجى)، ضحكتا المسلسل والأمل الوحيد الباقي لتحمُّل مُشاهدته (ضمير أبو عصام- عباس النوري- أملٌ آخر، وإن ضرب النصّ بالسخافات معاني الشخصية). 

ماذا تريد فوزية في الجزء التاسع من المسلسل (تعرضه "أل بي سي آي" و"أم بي سي")؟ بأداء بديع وعفوية استثنائية، تقف في وجه أبو بدر، وتأمره: "بدّي ولد"! لوهلة، يظنّ أنّها توصيه على حاجات تُبتاع من السوق، وفجأة يستدرك- بأداء بديع أيضاً وعفوية استثنائية- أنّ المطلوب مَهمّة شاقة يتعرّق خوفاً أمام تنفيذها. بمشهد واحد، يُمسك الثنائي المسلسل، ويضخّان الحياة بروحه الميتة. في المساء، استعدّت. تبرّجت كما لا يحصل دائماً، وحضّرت الأطعمة. تفاجأ بصوتها الناعم، وبحُسن سلوكها. رمقها، فوقع أرضاً: "شو عاملة بحالك فوزية؟". أخافته خربطة الألوان على وجهها. "ماذا تريدين؟". "ولد"!، أجابته بعينين مفتوحتين ونبرة حاسمة. يترك هذا الثنائي الوجه ضاحكاً. يحرّكان المسلسل من البلاهة إلى اللحظة التلفزيونية الممكنة. في الليل، حلّت الخيبة. استيقظت فوزية على صداع ينخر الرأس. وفيما كان يتسلل أبو بدر هارباً من ردّ فعلها، أمسكته وأمرته بإعداد القهوة. ورمت في اتجاهه أمراً آخر: "اذهب إلى أبو عصام ليعدّ لك دواء لهزّ الأكتاف". "لم أفعل شيئاً!"، أجابها كالطفولة المطيعة. "لأنكَ لم تفعل، اذهب فوراً!"، أمرته ثانية بالنبرة الحاسمة ذاتها، مُفعَمة بالغضب هذه المرة. في اليوم التالي، أحضر دواء "هزّ الأكتاف" (ذروة الهضامة وهما يهزّان كتفيهما!). كانت على وشك أن تفقد الأمل بـ"جدواه" كرجل في حياتها، وأملها بإنجاب طفل، فمنحته فرصة. كلّ شيء قابل للنقد في "باب الحارة"، "من بابوشه إلى طربوشه". فوزية وأبو بدر وردتان على قبره. 

[email protected] 

Twitter: @abdallah_fatima

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم