الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ليبيا القاسم المشترك بين مانشستر والمنيا \r\nملاذ آمن لتدريب الجهاديين وتصديرهم

ليبيا القاسم المشترك بين مانشستر والمنيا    \r\nملاذ آمن لتدريب الجهاديين وتصديرهم
ليبيا القاسم المشترك بين مانشستر والمنيا \r\nملاذ آمن لتدريب الجهاديين وتصديرهم
A+ A-

سلطت العلاقة الليبية بالهجوم الانتحاري في مدينة مانشستر البريطانية الإثنين الماضي وبالهجوم الدامي الذي استهدف الأقباط في مصر الجمعة، الضوء على التهديد الذي تشكله الجماعات الإسلامية المتشددة التي اغتنمت الفرصة التي وفرتها لها الفوضى في البلد الأفريقي الشمالي لإرساء جذور للإرهاب وتجنيد مقاتلين وتصدير جهاديين لنشر الموت والمجازر في أنحاء أخرى من العالم.               

وفي ذروة قوتها في ليبيا، بسط تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) سيطرته على شريط يمتد مسافة 160 كيلومتراً من الساحل الليبي وجند ما بين ألفين وخمسة ألاف مقاتل، معظمهم من مصر وتونس. وإلى ليبيا ذهب المهاجم الإنتحاري في مانشستر سلمان عبيدي (22 سنة) البريطاني الليبي الأصل مع عائلته بعد إطاحة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011. وأسفر هجوم مانشستر عن مقتل 22 شخصاً بينهم بنت في الثامنة وتبناه "داعش". وأفادت السلطات الليبية أنها اعتقلت شقيق عبيدي في طرابلس وقد اعترف بانه وشقيقه سلمان كانا عضوين في "داعش".

وفي مصر، أرسل الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاتلاته لقصف مواقع للمتشددين في شرق ليبيا بعد ساعات من إقدام مقاتلين من "داعش" على إطلاق النار وقتل 29 قبطياً كانوا في طريقهم إلى دير بعيد في الصحراء بمحافظة المنيا. وأعلن الجيش المصري أن المهاجمين تدربوا في ليبيا. وطالما اشتكت مصر من تهريب السلاح عبر الصحراء على الحدود مع ليبيا الى جهاديين يقاتلون على الأراضي المصرية. كما اعلنت مصر ان المتشددين الذين فجروا كنائس قبطية منذ كانون الأول 2016 قد تلقوا تدريباً في قواعد "داعش" بليبيا.

وتعود جذور التشدد في ليبيا إلى المئات من الشباب الليبي الذي لبى نداء الجهاد في الثمانينات في أفغانستان ضد الروس. وعندما عاد هؤلاء الى بلادهم بعد الحرب، أراد كثيرون منهم تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية في ليبيا. وشكلوا خلايا سرية للهروب من عيون النظام وحاولوا اغتيال القذافي من غير ان يفلحوا في ذلك.

وبعد سقوط القذافي، شكل قدامى الجهاديين والمتعاطفون مع تنظيم "القاعدة" ميليشيات لملء الفراغ في السلطة. ومن أسباب المشاكل التي تعانيها ليبيا الآن إخفاق الحكومة الإنتقالية الأولى في تفكيك هذه الميليشيات ودمجها في الجيش الوطني. وعوض ذلك حولوا ليبيا إلى إقطاعيات.

وتعتبر مدينة درنة في الشرق الليبي، حيث استهدفت المقاتلات المصرية مواقع المتشددين، معقلاً تاريخياً لمجموعات الإسلام الراديكالي وكذلك لعلماء مسلمين بارزين. وقد جعل المتشددون المدينة ومحيطها معقلهم في الثمانينات والتسعينات، تحميها سلسلة الجبل الأخضر. وكانت الخزان الرئيسي للجهاديين الليبيين في العراق. وهناك كتائب كاملة من جهاديي درنة يقاتلون في سوريا.

وإلى درنة، إتخذ المتشددون على مراحل مختلفة مدناً مثل بنغازي وسيرت وصبراتة ملاذاً لهم.


مزيد من الغارات المصرية

وأبلغ مصدران عسكريان "رويترز" أن المقاتلات المصرية شنت ثلاث غارات جوية جديدة السبت في منطقة درنة التي تحاول قوات شرق ليبيا التي يقودها المشير خليفة حفتر الحليف المقرب من مصر انتزاع السيطرة عليها من إسلاميين ومنافسين آخرين.

وقال مصدر في هذه القوات إن الجيش الوطني نسق مع الجيش المصري لقصف مخازن الذخيرة التابعة لمجلس شورى مجاهدي درنة وهي جماعة إسلامية شاملة تعارض "داعش".

وروى أحد سكان درنة أن طائرات حربية شوهدت تقصف منطقة ظهر الأحمر في الشطر الجنوبي من المدينة السبت. وامتنع الناطق العسكري المصري عن التعليق على الموجة الثانية من الغارات.

وقال الجيش المصري في بيان مشيراً كما يبدو إلى غارات الجمعة: "نفذت القوات الجوية عددا من الضربات المركزة نهاراً وليلاً استهدفت عدداً من تجمعات العناصر الإرهابية داخل الأراضي الليبية بعد التنسيق والتدقيق الكامل لكل المعلومات".

وأظهر شريط فيديو بثه التلفزيون الرسمي مع بيان الجيش تجهيز طائرات حربية بالصواريخ وانطلاقها ثم قصف أهداف على الأرض.

وقال إن القوات المسلحة المصرية تواصل توجيه ضرباتها الى "معسكرات الإرهاب" في الخارج من غير أن يورد تفاصيل.

وأصدر "داعش" بياناً السبت نقلته وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم وجاء فيه أن "مفرزة امنية من الدولة الاسلامية نفذت هجوم المنيا الذي استهدف يوم أمس حافلة تقل اقباطاً".


تنديد

وصرح الرئيس الاميركي دونالد ترامب الجمعة بأن "سفك دماء المسيحيين يجب أن يتوقف". وقال إن "الارهابيين يخوضون حربا ضد الحضارة، وعلى جميع من يقدّرون قيمة الحياة أن يواجهوا هذا الشر وأن يهزموه".

اما البابا فرنسيس الذي زار مصر في نيسان، فقد بعث برسالة الى السيسي قال فيها: "لقد احزننا جدا هذا الهجوم الهمجي".


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم