تظاهرات للكفّ عن ذبح السلميّة مسقط الماغوط

نظّم لاجئون سوريون وناشطون حقوقيون تظاهرة في مدينة توبنغن الألمانية القريبة من شتوتغارت طالبوا فيها وقف القتل والمجازر في مدينة السلمية، وفي كل سوريا. وكانت السلمية تعرضت لمجزرة، وتحديداً قرية عقارب الصفية، في 18 من الشهر الجاري راح ضحيّتها أكثر من 52 قتيلاً و100 جريح.  

السلمية، المعروفة بمدينة الفقر والفكر والفقه، وبابنها الشاعر محمد الماغوط، هي ملتقى للتعددية الإثنية والعقائدية والاجتماعية والثقافية، بقي من سكانها الأصليين نحو 150 الفاً ونزح إليها أكثر من 150 ألفاً من حلب وإدلب وريف حماة الشرقي ودير الزور. المدينة محاصرة منذ أربع سنوات، وهذه ثالث مجزرة تشهدها في ظلّ غياب للجيش السوري ووعوده في حماية الأقليات. السلمية، إذاً، المحاصرة من "داعش" شرقاً الذي كان قصف قلب المدينة بصواريخ "غراد" موقعاً 10 قتلى ونحو مئة جريح و"جبهة النصرة" من الجهة الغربية التي تحاول دائماً دخول المدينة، يذود عنها لجان "الدفاع الوطني" بأسلحة فردية وخفيفة قدر ما استطاعوا في ظلّ وجود عصابات مدعومة من أطراف مجهولين تسعى بين الفينة والأخرى إلى ترويع السكان وبث الذعر والخوف في النفوس.

السلمية تعيش وضعاً مأسوياً في ظلّ صمتٍ عالمي مريب وغياب المساعدات الدولية باستثناء شبكة "الآغا خان" التي تجمع التبرعات والمؤن الغذائية لمساعدة النازحين وتأمين البيوت واستمرارية الحياة بمقوّماتها الأدنى.

المدينة حالياً تفتقد أدنى مستلزمات العيش، تزورها المياه مرّة في الأسبوع بعدما عانت انقطاعها مدة أربعة شهور، وانتشار حالات مرضية جلدية وتسمم وغثيان. فيما مدة التغذية بالتيار الكهربائي لا تتجاوز الأربع ساعات، وقد عانى أهلها في الشتاء لعدم توافر المازوت ممّا اُضطرّ أهلها (في كل بيت تجد مكتبة) إلى حرق الكتب للتدفئة.

"أمّ القاهرة" كما تلقّب، لكون الفاطميين انطلقوا منها وبنوا مدينة القاهرة، لن تقهرها الظروف والأقدار مهما اشتدّت وطأتها، هي التي كانت وما زالت تدعو إلى ضرورة التئام الشمل السوري ووقف القتل واتحاد الشعب يداً واحدة، تصرخ اليوم داعيةً الإنسانية إلى التحرّك لوقف المذبحة بحق سكانها وكل مواطن سوري. فهل لا تزال ثمّة ذرّة ضمير تستجيب لنداء المظلوم؟