الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بالفيديو - ستيفاني الفرنسية تبحث عن أمها اللبنانية! قصّة مؤلمة ترويها لـ"النهار"

روزيت فاضل @rosettefadel
بالفيديو - ستيفاني الفرنسية تبحث عن أمها اللبنانية! قصّة مؤلمة ترويها لـ"النهار"
بالفيديو - ستيفاني الفرنسية تبحث عن أمها اللبنانية! قصّة مؤلمة ترويها لـ"النهار"
A+ A-

 ننشر طلب ستيفاني لُورُوLe Roux ريشار،الفرنسية الجنسية واللبنانية الجذور، التعرف على أمها الحقيقية عن سابق تصور وتصميم، لأننا نتطلع الى فتح ملف الأمهات العازبات اللبنانيات على مصراعيه. الهدف الأول من هذه المقابلة، التي أجرتها "النهار" مع ستيفاني، هو كسر محرمات مجتمعنا، والطلب من الأمهات العازبات في لبنان رفع الصوت في وجه كل من ينعت فلذات أكبادهن بمولود غير شرعي. وهي الصفة "المذلة" التي وضعت على شهادة ستيفاني المسماة "نانسي"، وفقاً لما أشارت اليه وثيقة الولادة الصادرة عن المديرية العامة للأحوال الشخصية في وزارة الداخلية اللبنانية.   


من هي ستيفاني؟

لا تقتصر حال والدة ستيفاني، إبنة بلدة بحنس المتنية والتي تسكن اليوم في محيطها، على فتاة من طائفة واحدة لأن الحب لا هوية له، ولا طائفة له ولا دين له. ستيفاني، التي التقيناها بواسطة جمعية "بدائل" أو "Alternatives" تعمل على الحق بالجذور، امرأة في منتصف الثلاثينات تعمل مساعدة ممرضة في احد مستشفيات مدينة مرسيليا الفرنسية،وهي متزوجة من فرنسي من عائلة ريشار ولهما ولدان: اكسيل (7 أعوام) ويوهان (3 أعوام).

يسيطر على حياة ستيفاني "الألم الشديد، الإهمال، اليتم. هذا ما أشعر به فعلياً". تعجز عن التصالح مع ماضيها لأنها ترغب في معرفة ما حصل مع والدتها. علمت ستيفاني أنها ولدت في 30 كانون الثاني 1981، ووُضِعت في دارحضانة القديس منصور دو بول في الأشرفية بعد ثلاثة أيام من ولادتها أي في 2 شباط 1981. تبنتها، وفقاً لها، عائلة فرنسية وانتقلت الى حياة جديدة، وهي طفلة رضيعة لم تتعد الخمسة أشهر. وصلت ستيفاني مع راهبة الى مطار شارل ديغول – أورلي لتتعرف على عائلتها الجديدة المكونة من والدها السيد جان - ميشال لُورُو ، ووالدتها السيدة آنّي لُورُو. وأفادت ستيفاني أن أمها "الجديدة" كررت على مسمعها انها "تسلمتني في المطار رضيعة ضعيفة البنية. عانيت من نزلة صدرية حادة، ترافقت مع حرارة مرتفعة وتفاقم مظاهر جلدية والتهابية من جراء الحمى القرمزية العنقودية". واشارت الى أن العائلة لاحظت أن ابنتهما الوحيدة عانت من صعوبات في السمع، وهذا يعود وفقاً لما ذكره الأطباء الى تأثرها بأصوات القذائف خلال الحرب الدامية في لبنان. ببساطة ، تابعت أم ستيفاني الجديدة علاج صغيرتها لتستعيد عافيتها بعد اسابيع عدة .


معرفة الحقيقة!

علمت ستيفاني أنها طفلة بالتبني في السادسة من عمرها أو حتى قبل ذلك لأن والدتها كانت تردد على مسمعها قصة الأرنب ، الذي يبحث عن جحره. شعرت دائماً كأن والدتها كانت تلمح لها منذ صغرها حقيقة ما أو تحاول دفعها للتقصي عن جذورها. انكبت ستيفاني على مراسلة الأخت بسول، "الراهبة التي اهتمت بي في دار الحضانة"، قالت: "كانت تجيبني عن رسائلي. تردني منها أجوبة عامة عن جملة تساؤلات كنت أرسلها اليها. توفيت الأخت بسول قبل14 عاماً وبقيت في حيرة من امري".

قررت ستيفاني التوجه مع زوجها الى لبنان في العام 2009. حملت معها كل ما ذكرته لها والدتها بالتبني. قالت: "الأخت بسول، التي اهتمت بي في دار الحضانة، رأت أمي الحقيقية وجدتي- أم والدتي البيولوجية. لدى لقائها أمي بالتبني ذكرت ، وأنا كنت معها طفلة في الرابعة أو الخامسة من العمر، أن لدي ملامح متشابهة مع كل منهما.قالت أمامها إنهما سيدتان لبنانيتان من بشرة سمراء مثلي تماماً".

زيارة لبنان

كيف عرفت ستيفاني أن والدتها البيولوجية هي من منطقة بحنس المتنية؟ تجيب باندفاع: "عرفت أخيراً أنني أبصرت النور في بلد بحنس. ولدتني أمي في المنزل، أوفي ملجأ أو في مستشفى بحنس. أعرف انها بذلت جهداً كبيراً لإخفاء حملها خوفاً من الفضيحة". لا تكترث ستيفاني للقاء والدها البيولوجي: "لا أبحث عن أبي الحقيقي، رغم أن له أهمية في الحياة". قالت:" هو يأتي في المنزلة الثانية. لا معلومات لدي عنه. بالنسبة الي، الأم هي التي تحملنا في أحشائها، وتعطينا الحياة. أرغب كثيراًفي أن تربط صورتي كفتاة بأمي".

لا يعرف كثيرون أن الوجع "النفسي"، الذي لازم ستيفاني في حياتها، كان له دور رئيسي في تأخرها في الإنجاب. قالت: "عندما زرت مع زوجي دار الحضانة بكيت جداً. عدت الى فرنسا حاملة معي بعض السكينة. تفاجأت بعد فترة قليلة بانني انتظر مولودي الاول، وهنا عرفت ان الحاجز النفسي، الذي منعني من الإنجاب، ازيل بعد زيارتي الأولى لدار الحضانة".


أحن الى أمي ...

يجب ألاّ يتسرع أي واحد في إطلاق أحكام مسبقة على والدة ستيفاني. فالمعلومات المتوافرة لابنتها أفادت أن أمها البيولوجية إضطرت الى أن تخفي مراحل حملها من رجل وهي في بداية شبابها، في زمن الطيش والحب الصادق. لن تتعب ستيفاني من متابعة الحقيقة لأنها تصبو الى ذلك. عرفت في زيارتها الثانية الى لبنان أن والدتها تعيش في محيط بلدة بحنس. "توجهت اليها وهي تبكي برسالة مؤثرة جداً قالت فيها: "إذا كنت ترينني اليوم عبر الإعلام أو من خلال شاشة التلفزة أو من خلال مقال في الجريدة، أريدك أن تعرفي أنني لم أتوقف عن التفكير فيك، أرغب اليوم في لقائك، في التعرف إليك في حال رغبت في ذلك طبعاً. لديك مكانة خاصة في قلبي وأنا أشعر بشوق كبير إليك".

بكت بحسرة كبيرة، هذا حقها. أكدت أنها ستستمر في تقصي المعلومات عن والدتها. يا أم ستيفاني! أرجو أن تتجاوبي مع رغبة ابنتك. هي تشعر أنك تفكرين فيها، تشتاقين اليها، ورفضت كلياً أن تقبل مجرد التفكير بأنك رحلت من هذه الدنيا لأنها تدرك تماماً أنكما ستلتقيان.

يا أم ستيفاني، كوني جريئة. لا تخافي من أحد لأن المجتمع، الذي يرضى بطبقة سياسية تبقينا "أسرى" النفايات القابعة في الطرق منذ عام أو أكثر، لا يحق لها أن تدينك.

يا سادة، أم ستيفاني لم تخطىء بل أنجبت "ثمرة" حب، اعطت الحياة، لم تجهض لأنها احترمت هذه الروح القابعة في احشائها ... فمن منكم بلا خطيئة فليرجمها بأول حجر!!!

[[embed source=annahar id=1983]]


[email protected]

Twitter:@rosettefadel


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم