الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الراعي: نطالب بحق الدماء البريئة التي أريقت بتأليف حكومة

المصدر: "الوكالة الوطنية للاعلام"
A+ A-

اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال زيارته الراعوية لمنطقة كسروان انه "ما زال اللبنانيون يحملون في العمق الجرح الذي أصابهم بالانفجار في الضاحية الجنوبية من بيروت، إننا نجدد معكم التعازي لأهالي الضحايا البريئة، والدعاء بشفاء الجرحى والمصابين، والتعويض لجميع المتضررين". وجدد "النداء إلى تكوين وحدتنا الوطنية حول شخص رئيس البلاد، ضامن هذه الوحدة، ونطالب، بحق الدماء البريئة التي أريقت، بتأليف حكومة جديدة في أسرع وقت ممكن وبوضع قانون جديد للانتخابات واجراء الانتخابات النيابية، وبدعم الجيش والأجهزة الأمنية، مع رفض الأمن الذاتي، والكف عن التراشق بالاتهامات. إننا نحتاج حقا إلى كلام يعزي ويشجع ويجمع".


واضاف "المطلوب الواحد"، لكي نخرج من أزماتنا، هو البحث عن الرب يسوع، نورا لدروبنا ولحل أزماتنا العائلية والاجتماعية والوطنية. إنه، كما نقرأ في مستهل إنجيل يوحنا "النور الذي ينير كل إنسان آت إلى العالم. نور مملوء نعمة وحقا" (يو1: 17). نور المسيح يعلم عقولنا الحقيقة التي تحرر وتجمع. نوره يوجه إراداتنا إلى الخير والعدل والسلام. نوره يحرك قلوبنا بالحب والمشاعر الإنسانية، فتدفعنا إلى البذل والعطاء".


الكنيسة تجدد نداء الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني، في إرشاده الرسولي "رجاء جديد للبنان"، للمسيحيين بقوله: "إن التزام المسيحيين في ورشة إعادة بناء لبنان مُهمة للغاية، نظرا لجذور لبنان الدينية، والمسيحية بخاصة، ولهوية لبنان الوطنية والسياسية"(فقرة1). ويضيف: "المسيح هو رجاء المسيحيين، بشخصه كراع صالح، ونور حقيقي هادي، وقدرة الله الفاعلة في التاريخ" (فقرة27).
اننا بحاجة إلى هذا الايمان بالمسيح، لكي يقوم المسيحيون بدورهم البناء في عملية نهوض لبنان، بالتعاون مع جميع شركائهم في الوطن. بالعودة إلى الإرشاد الرسولي المذكور نؤكد ونشدد بأن مكونات المجتمع اللبناني المتنوعة مدعوة كلها للعمل معا على إعادة إحياء لبنان، كمهمة مشتركة(الفقرة1). في هذا الإطار، ينتظر من المسيحيين أخذ المبادرة. فإن النزاع السياسي- المذهبي في لبنان، كنتيجة للنزاع الاقليمي مع روابطه الدولية، يستدعي مبادرة منا نحن المسيحيين. إنها المناسبة الفريدة لكي نؤدي دورنا البناء، لأننا لسنا في نزاع مع أحد في الداخل وفي الخارج. وإذ يتكلمون اليوم عن "ربيع عربي"، فإني مؤمن بأن هذا "الربيع" يمر عبر "الربيع المسيحي" من جهة، إذا عاش المسيحيون الشركة والشهادة تجاه جميع المسلمين كما دعانا البابا بندكتوس السادس عشر في الإرشاد الذي سلمنا أياه في أيلول الماضي. كما يمر "الربيع العربي" عبر "الربيع اللبناني" الذي يتحقق في تجديد لبنان في كيانه وميثاقه وصيغته ودوره النهضوي في العالم العربي".


وتابع "إننا نصلي لكي يعي اللبنانيون عامة والمسيحيون بخاصة أهمية دروهم أولا في لبنان، ثم في العالم العربي، عبر التزامهم المحايد. أعني التزامهم قضايا العدالة والسلام وحقوق الانسان وحوار الاديان والحضارات، بعيدا عن المحاور والاحلاف التصادمية إقليميا ودوليا. فلا ننسى أن لبنان صاحب رسالة في محيطه. فسماه بعضهم "لبنان النموذج الحضاري"، وبعضهم "لبنان القيمة المضافة بالتنوع والتعددية"، وبعضهم "عامل استقرار في محيطه"، وبعضهم "ناقل أفكار الحرية والحداثة للعرب والمسلمين". ويصفه البعض الآخر بأنه "رئة الحرية والحداثة"، و"مصدر سلام للمنطقة". ويرى فيه آخرون أنه "صاحب دور كبير في تظهير الصورة الحقيقية للعالم العربي"، بل قالوا فيه أنه "المنارة للعروبة المتنورة".
أمام هذه النظرة إلى لبنان في حقيقة هويته ودوره ورسالته، لا يحق للمسؤولين السياسيين أن يتركوا لبنان في "غرفة نظارة" "ورهينة" حسابات سياسية- مذهبية، ريثما ينجلي مصير الأحداث في سوريا. هذا أمر معيب ومشين بحق لبنان واللبنانيين، وبحق كرامتهم، وقيمة وجودهم التاريخي الفاعل في الأسرتين العربية والدولية".


وختم الراعي "أجل، "المطلوب واحد". وهو يسوع المسيح بالنسبة إلينا كمسيحيين. إنه مطلوبنا الأساسي الذي نبحث عنه لكي نستنير بشخصه وكلامه وبتعليم كنيسته، فنهتدي إلى إيجاد الحلول لأزماتنا الداخلية. "والمطلوب واحد" بالنسبة إلينا كلبنانيين هو ايضا لبنان- الوطن ولبنان- الرسالة.
ويجدر أن نعلن هذا الإيمان ببعديه من هنا، من عشقوت من قلب كسروان، من هذه المنطقة التي تحتل مكان القلب في لبنان، والتي أعطته وجوها تاريخية من أبنائه، ساهمت إسهاما أساسيا في إرساء أسس الكيان اللبناني، بفضل ثقافتهم المسيحية.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم