السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

لا تصعيد استثنائياً ولا حلول وشيكة

المصدر: "النهار"
لا تصعيد استثنائياً ولا حلول وشيكة
لا تصعيد استثنائياً ولا حلول وشيكة
A+ A-

لم تبدل صورة الذكرى ال17 لتحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي من واقع داخلي مشدود الى سلسلة أزمات وتعقيدات ومآزق باتت تطغى على كل شيء بما في ذلك مناسبات وطنية من هذا الحجم البارز . والحال ان اقتراب العد العكسي لأزمة قانون الانتخاب من نهايته وضع البلاد امام قلق تصاعدي لم يجد حتى الساعة أي تطور ايجابي ملموس من شأنه ان يبرده. بل ان تطورات الايام الاخيرة دللت بالحقائق المجردة على ان كل التطمينات الكلامية او التحذيرات المقابلة لا تتمتع بالصدقية السياسية الكافية لانها تنطلق من مواقع رسمية وسياسية مأزومة تبحث عن مخارج لأوضاعها اكثر من عملها من اجل عودة البلاد ساحة استنزاف للصراعات الداخلية فيما يعاني لبنان بشدة تصاعدية تراجعات واسعة اقتصادية واستثمارية ناهيك عن تصاعد خطير في مختلف اوجه الازمات الاجتماعية .

في أي حال رسمت الساعات الاخيرة بمواقف بعض الزعماء ومن خلال المعطيات السياسية عن الازمة الخانقة ملامح مراوحة واسعة لم تتوافر حيال معالجاتها اي عوامل مطمئنة حقيقية ولو ان زعماء أضداد كرئيس الوزراء سعد الحريري والامين العام ل" حزب الله " السيد حسن نصرالله يتقاطعان على محاولات طمأنة الراي العام الداخلي الى ان باب الحل والتوصل الى قانون انتخاب جديد لم يقفل . وتكشف مصادر واسعة الاطلاع ان الايام القليلة المقبلة ستشهد كثافة في المشاورات قد تنجم عنها ترجمة وحيدة لفتح هذه النافذة هي التوافق على اصدار مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب قبيل 29 ايار الحالي تجنبا لاي اثارة اوسع لازمة العلاقات الباردة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري علما ان المصادر تخشى ان يتسم الاشتباك السياسي في حال عدم فتح دورة استثنائية بطابع شديد السلبية بعدما أطلقت تحذيرات من احتمال الفراغ تناولت امكان تبدل الواقع الحكومي وسقوطه وكذلك التلميح الى اهتزاز شرعية رئاسة الجمهورية . وهو الامر الذي تفاعل بقوة في الايام الاخيرة والذي يبدو ، كما تكشف المصادر ، انه أدى الى سكب المياه في نبيذ الجميع وبدء التهدئة والبحث بجدية كبيرة عن مخرج سريع للازمة .

وتشير المصادر في هذا السياق الى ان الكلمة التي القاها السيد نصرالله امس في ذكرى التحرير لم تكن تصعيدية بالمعنى الذي يتجاوز الإطار التقليدي لمواقفه في مناسبات كهذه . ولوحظ ان كثيرين لاحظوا ان كلمة نصرالله لم تكن بمستوى " التخويف " الذي سبقها . والحال ان نصرالله صعد حملته على السعودية وفق ما كان مرتقبا واعتبر انها حاولت اقناع اميركا بالتدخل في المواجهة مع ايران مباشرة كما كرر اتهاماته للسعودية بالوقوف وراء الجماعات التكفيرية في حين دافع عن ايران وقال انها تعمل لحماية المسلمين وتقريب المذاهب . وفي الشأن الداخلي حرص نصرالله على إظهار اطمئنانه الى عدم تأثير قمة الرياض على لبنان اذا قال " اطمئن اللبنانيين ان كل ما صدر من مواقف وبيانات ( عن قمة الرياض ) لن يكون له اي انعكاسات على الوضع الداخلي ".

واللافت ان كلمة نصرالله تزامنت مع موعد بد الجولة الاولى التي قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري على المشاريع الجارية في طرابلس ومنها اطلق تأكيدات لضرورة التوصل الى قانون انتخاب جديد داعيا الجميع الى التنازلات قليلا .  


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم