الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

عنف وتهديد وقتل... وثائق داخلية تحدّد سياسة الاعتدال على "فايسبوك"

عنف وتهديد وقتل... وثائق داخلية تحدّد سياسة الاعتدال على "فايسبوك"
عنف وتهديد وقتل... وثائق داخلية تحدّد سياسة الاعتدال على "فايسبوك"
A+ A-

بعد بضعة أشهر من حصول صحيفة "الغارديان" البريطانية على مئات الوثائق الداخلية النادرة التي تتناول بالتفصيل سياسة الاعتدال على "فايسبوك"، نشرت الشبكة الاجتماعية التي تضم أكثر من ملياري مستخدم ناشط، قواعد برنامجها، مشيرة إلى ما يحقّ لمستخدمي الانترنت نشره وما لا يحقّ لهم نشره. إلّا أنّ هذه القواعد واسعة وغير دقيقة، كما أنّ الوثائق التي نشرتها الصحيفة توفر بدورها أمثلة محددة لفهم أفضل لموازنة "فايسبوك" الغامضة، وفق ما ذكر موقع "لو موند" الفرنسي.

وعلى سبيل المثال، هوجم "فايسبوك" في أيلول 2016 عندما منع من نشر الصورة الشهيرة لـ"فتاة النابالم" العارية لأنّها تكسر قواعد الموقع. والسؤال الذي طرح: لماذا حذفت هذه الصورة وليس فيديو لـ "تنظيم الدولة الإسلامية" ؟ من هنا تكشف الوثائق التي نشرتها "الغارديان" رؤية أوضح لتعامل "فايسبوك" مع المنشورات المختلفة التي يجب الإشراف عليها كل يوم. وكمثال آخر، يمنع "فايسبوك" من نشر تعابير كـ"اقتلوا ترامب" ولكنّه لا يمنع تلك التي تنشرها "الدولة الإسلامية" أو غيرها من المجموعات والأفراد، والتي تكون مليئة بالتهديدات والعنف، وذلك بحسب "فايسبوك"، لأنّه في الحالة الأولى تكون التعابير واضحة وموجّهة إلى جهة محدّدة، وهي تحديداً فئة الأشخاص المحميين كرؤساء الدول والنشطاء والصحافيين وغيرهم. لكنّ الفروق الدقيقة غالباً ما تكون خفية، وللتأكّد مما إذا كان التهديد موثوقا به أم لا، يتأكّد "فايسبوك" من مجموعة من العناصر كالتوقيت والتاريخ وغيرها من التفاصيل المرتبطة بكلّ وثيقة، فإذا تواجدت هذه المعلومات يعني أنّ التهديد حقيقي.

وتكشف الشبكة الاجتماعية عن العديد من الظواهر الأخرى غير التهديد، فمقاطع الفيديو العنيفة للحروب والقتل لا يتم حظرها، باعتبار أنّها ذات قيمة لزيادة الوعي حول الانتحار والأمراض العقلية وجرائم الحرب وغيرها من القضايا المهمة. وتندرج الصور في السياق نفسه، فعادة لا يجب نشر صور عنيفة احتراماً للإنسانية ومراعاة لشعور المشاهد، لكن "فايسبوك" يقوم بنشرها مع التحذير والإشارة إلى أنّها تحتوي على مضمون عنيف.

ويكرّس "فايسبوك" بعضا من هذه الوثائق للعنف ضد الأطفال، إذ يسمح بنشر صور الاعتداء على الأطفال كوسيلة لتوعيتهم. كما يحدّد قواعد للقسوة على الحيوان، فيسمح لجمعيات حقوق الإنسان بنشر مقاطع فيديو مرعبة للمسالخ ولطريقة تعذيب الحيوان العنيفة. ويترافق عادة مع هذه المقاطع تحذير من محتوياتها.

ومنذ أن أطلق "فايسبوك لايف" "Facebook Live" سنة 2016، والناس ينشرون مقاطع فيديو تظهر أدق تفاصيل حياتهم. وتقول الشركة بشكل واضح إنّها لا تمنع هؤلاء المستخدمين من بث هذه المقاطع لأنّها لا تفرض رقابة عليهم أو تعاقبهم، كما أنّ شريط الفيديو المنشور ستتم إزالته بعد مشاهدته لمرة واحدة.

ويسمح "فايسبوك" أيضاً بنشر معلومات جنسية ولكن بدقّة متناهية، فتظهر الصور بعد تعديلها أو كما هي ولكن تكون غير واضحة. وعلاوة على ذلك، تؤكّد لنا هذه المعلومات أنّ على "فايسبوك" الإشراف شهرياً على 54000 فيلم إباحي يستخدم للابتزاز.

وبحسب ما ذكر مؤسس "فايسبوك" مارك زوكربيرغ، انّ فريق الاعتدال المؤلّف من أكثر 4500 شخص لا يمسح جميع المحتويات المنشورة على الشبكة الاجتماعية، فإمّا أن يتجاهلوها أو أن يعيدوا إرسالها تلقائياً إلى المستخدم الذي قام بنشرها مع ذكر أنّها قاسية أو غير لائقة ويطلبون منه إزالتها. والجدير بالذكر أنّ مسألة اعتدال محتوى "فايسبوك" حساسة جداً وتسودها ثقافة السرية. ومع ذلك، تتزايد الضغوط بشكل كبير على "فايسبوك"، فبعدما ظهر نقص وضعف في فريق الاعتدال، بدأت ألمانيا دراسة مشروع قانون لفرض غرامات قد تصل إلى 55 مليون دولار على الشبكات الاجتماعية التي لا تزيل المحتويات غير القانونية خلال أربع وعشرين ساعة.


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم