الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

العميد يطفئ شمعة المنفى الثامنة عشرة: أطلعني السادات على قائمة الاغتيالات واسمي بعد جنبلاط

المصدر: "النهار"
Bookmark
العميد يطفئ شمعة المنفى الثامنة عشرة: أطلعني السادات على قائمة الاغتيالات واسمي بعد جنبلاط
العميد يطفئ شمعة المنفى الثامنة عشرة: أطلعني السادات على قائمة الاغتيالات واسمي بعد جنبلاط
A+ A-
عميد المعارضة في الوطن والمهجر يطفئ اليوم شمعة المنفى الثامنة عشرة. ولا شيء، وللاسف على حد قوله، يدل على انها ستكون الاخيرة في مسيرة الهجرة القسرية الطويلة التي بدأت ذات يوم في السابع من كانون الثاني 1977. صحيح ان العميد الفرنكوفوني لم يجد صعوبة في التأقلم مع اجواء عاصمة "الام الحنون" فبات يعايش فصولها بصقيع شتائها وحساسية ازهار ربيعها وصيف جنوبها وجمال خريفها، الا ان ابن بلاد جبيل يحن الى... لبنان ايام زمان. منذ اللحظة الاولى لم يشأ ان تكون الاقامة دائمة، بل على العكس، ودلالة على تمسكه بطابعها الموقت اختار فندقا وليس منزلا للسكن. تخلى عن دار فسيحة في "وطن زادت فيه مساحة القهر والهيمنة" ليعيش في منفى شقة متواضعة "فسحة الحرية فيها اكبر والكرامة في ارجائها اضمن". شقة حوّل غرفتها الرئيسية قاعة متعددة الوظائف. فيها متحف ذكريات تضيق جدرانها بلوحات وخرائط وصور عن لبنان وبيروت والجنوب وجبيل، بين حلاوة الامس ومرارة اليوم وفيها مكتبة محفوظات لكتب وقصاصات فاض حجمها فتوسع انتشارها بحيث ملأت غرفة النوم ايضا. وفيها كذلك مكتب صغير عليه صور عائلية وعلم الوطن ووردة من... معجبة! وفيها ايضا بضعة مقاعد لاستقبال الزوار والضيوف من السياسيين والصحافيين ايام الاسبوع و"الاوبن هاوس" الشعبي يوم الاحد. اتصاله بالوطن لا ينقطع نهارا وليلا، بالهاتف والتلكس والفاكس، اضافة الى الرسائل والزوار الذين ينقلون صورة حية عن الهموم المعيشية اليومية والمشاكل السياسية المصيرية في آن واحد. والعميد ابن الثمانين يجدد شبابه المستمر ويحافظ على هندامه واناقته الدائمين. وهو لم يفقد شيئا من حيويته ولا من ديناميته ولا روح النكتة التي تطبع شخصيته المحببة. وفي زمن الفضائح حيث تنتشر روائح الفساد ويتقاذف المخضرمون بتهم الرشوة، فان بريق نظافة كف من وصف ب"ضمير الوطن" لم يخف بل على العكس زاد رونقا وتألقا. عجيب امر هذا "العميد العنيد" الذي يزعج احيانا محدثه بعناده وتوقفه احيانا عند تفاصيل بسيطة وتشبثه باقتناعات لا يحيد عنها على رغم ان بعضها مر عليه الزمن. فهو يفضل ان يكون شاهدا للتاريخ بدل ان يكون التاريخ شاهدا عليه. ويخيل في بعض الاحيان لمحاوره ان فكر هذا السياسي العتيق توقف عند ابواب السبعينات، الا ان من يتعمق في المواقف الاساسية يتبين له ان الدافع الى التمسك بها هو الرغبة في عدم المساومة، وان يكن الثمن الشخصي باهظا! فالمصلحة العامة الوطنية تتقدم اي مصلحة خاصة ضيقة. واي مركز او منصب من النيابة مرورا بالوزارة وصولا الى الرئاسة لا قيمة له اذا كان طريق الوصول اليه يستدعي ان يدوس سالكه ما يرفع من شعارات وما ينادي بمبادئ. العمل السياسي عند احد اخر الكبار في لبنان لا يعرف ما هو متعارف عليه في قاموس اليوم من مسلك تكتيكي. او استراتيجي. حتى النهج البراغماتي لا مكان له عند الذي اصبح اسيرا لمواقف و"شروط" يذكّر بها كلما دعت الحاجة. ولكن تبرز اليوم امام عميد حزب الكتلة الوطنية حاجة ملحة الى الانفتاح في السياسة والتحديث في الحزب والتجديد في الذهنية. وتلبية هذه الحاجة اصبحت ضرورة حيوية، خصوصا في بلد من احد اسباب ازماته الاساسية العميقة الفراغ السياسي بفعل تقصير الزعماء القدامى في اعداد جيل شاب يعرف كيف يؤمن في الوقت نفسه ضمان الاستمرارية والتفاعل مع المتغيرات الوطنية والاقليمية. فهل يعرف ريمون اده تجنب الوقوع في اخطاء من سبقه من قادة الاحزاب والزعماء التقليديين اللبنانيين؟ ربما يكون هذا السؤال الاكثر الحاحا لاحد اخر "الزعماء التاريخيين" من جيل الاستقلال الذي شهد انتقال الوطن من جمهوريته الاولى عام 1926 الى الجمهورية الثانية عام 1943 فالى الجمهورية الثالثة عام 1989... فالجمهورية الرابعة التي ينبغي الاعداد لها اليوم وليس غدا. الحديث الحديث مع العميد ريمون اده ليس عملية سهلة بل طويلة تمر في ثلاث مراحل قبل وخلال وبعد. قبل اجراء الحديث لتهيئة الاجواء وخلال الحوار وبعد نهايته لمراجعة مضمونه بعد التأكد من التواريخ والاسماء ونقل الافكار احيانا من الفرنسية الى العربية... وقد تمتد الى ما بعد النشر من اجل تصحيح تاريخ او اسم او حتى توضيح فكرة! يبدأ اده بالتهرب فيقول: "ليس عندي شيء جديد". وعندما تلح عليه وتحاول اثارة بعض الذكريات لكي يرويها يقاطعك: "بلا لف ودوران، مذكرات ما في. ماراح اكتبها قبل ما تنتصرافكاري عندها بيكون الها طعمة"! تستعيد ظروف وصوله الى باريس عن طريق القاهرة في...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم