الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

المرشد الأعلى أذعن لصوت الشارع...ماذا يعني فوز روحاني بغالبية مطلقة؟

المصدر: "النهار"
المرشد الأعلى أذعن لصوت الشارع...ماذا يعني فوز روحاني بغالبية مطلقة؟
المرشد الأعلى أذعن لصوت الشارع...ماذا يعني فوز روحاني بغالبية مطلقة؟
A+ A-

نجح روحاني في انتزاع غالبية مطلقة (57 في المئة من الاصوات تقريبا) من الدورة الاولى، متقدماً منافسه الابرز رجل الدين المتشدد ابرهيم #رئيسي (38 في المئة) بفارق كبير من الاصوات، وسط نسبة اقتراع عالية بلغت 70 في المئة. 

وقد مددت ساعات الاقتراع مرات حتى منتصف الليل لاستيعاب الصفوف الطويلة من الناخبين الذي وقفوا ساعات أمام مراكز الاقتراع في انتظر الادلاء باصواتهم.

ومع بدء ظهور النتائج الاولية التي تظهر تقدم روحاني، خرجت الى الشواع في #طهران فتيات ايرانيات يرفعن شارات النص ر ويطلقن العنان لابواق سياراتهن. وهنأ التلفزيون الرسمي روحاني في بيان مقتضب.

واعتبرت الانتخابات الرئاسية الى حد بعيد استفتاء على السياسات الأكثر اعتدالاً لروحاني والتي مهدت الطريق للاتفاق النووي التاريخي الذي وقع بين طهران ومجموعة 5+1 للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا عام 2015 والذي خفف بعض العقوبات عن الجمهورية الاسلامية في مقابل كبح جماح برنامجها النووي. 

 
ومع أن روحاني آت من قلب نظام الملالي، هو الذي كان إلى جانب الامام الخميني عندما نفي إلى فرنسا قبل الثورة الإسلامية في 1979، ثم نشط في صفوف المحافظين حتى عام 2000 ، جسد آمال الايرانيين الليبراليين والاصلاحيين الذين يتطلعون الى حريات أكبر وانفتاح وعلاقات أفضل مع العالم الخارجي. 

بالنسبة الى الباحث في الشؤون الايرانية بنده يوسف إن رئيسي كان مرشح المحافظين والحرس الثوري بلا شك برغم انقسام التيار المحافظ، فيما كان روحاني مرشح الاصلاحيين وتيار الاعتدال من الجانبين. حتى أنه يعتبر أن الحركة الخضراء التي تشكلت خلال انتخابات 2009 اعتبرت ان "حركة الامل" بزعامة روحاني هي زهرة البنفسج التي تفتحت من الاخضر، ولذلك كان الاصلاحيون موحدين خلف روحاني. ومع أنهم ابدوا قلقهم من وقوع عملية تزوير على غرار ما حصل في انتخابات 2009، " ما حصل هو أن رئيسي هو من اشتكى من التزوير حينما شعر بان النتيجة لصالح روحاني". الى ذلك، رأى في انتصار روحاني دلالات إضافية، وهو أن "الامل في إيران مرهون بالشباب الذي يقلق من سلطة المحافظين. فرئيسي راهن على المحرومين والمتضررين من سياسة رفع الدعم واستخدم خطاباً شعبوياً مليئاً بالحديث عن الدعم والسكن والعمل واعلن نفسه قائد حكومة الشعب. بينما تحدث روحاني عن خطورة المتشددين والمتلاعبين بحاجات الشعب".



الى ذلك، رأى في فوز روحاني أن الاقليات وتيار التغيير مازال يراهن على التغيير السلمي، ذلك أن" صعود شخصية محافظة مثل رئيسي مدعومة من النظام أكثر منها من الشارع كانت ستعني ان ايران من الداخل كانت يمكن ان تتجه الى حلول تعتمد على العنف".

الاقتصاد

كان الاقتصاد الايراني حاضراً بقوة في الحملة الانتخابية، لا بل كان في مقدمة النقاشات الانتخابية. فعلى رغم أن الاتفاق النووي أتاح للشركات الاجنبية العودة للتعامل مع ايران وساهم في تحقيق طهران - حسب صندوق النقد الدولي - معدل نمو كبير بلغ 6,6 بالمئة، لم يكن له دور كبير في خفض معدل البطالة في البلاد البالغ الآن 12,5 بالمئة، علماً أن الشباب هم المتأثرون بشكل رئيسي.



لا يمكن بحسب يوسف القول إن الاتفاق النووي لم يعطِ نتائج اقتصادية "والا من أين جاءت الطائرات الجديدة والعقود النفطية الجديدة وزيارات الوفود الاجنبية ". ولفت الى أن تحسن الوضع اكثر رهن بالرفع الكامل للعقوبات غير النووية و"مرتبط بسياسة رفع الدعم وفساد المؤسسات والهيمنة الاقتصادية من قبل المتربحين من العقوبات واقتصاد الحرس الثوري الخاص". ولذلك، يؤيد الباحث القول إن نتيجة الانتخابات تعكس تأييداً شعبياً للاتفاق من "شريحة الواعين من الشباب الذين سئموا الخطاب المعادي للخارج ويبحثون عن التغيير"، لافتاً الى أن "رئيسي تحدث كثيرا عن فشل الاتفاق، وانه اضر بكرامة ايران ولم يحل مشكلة البطالة لكنه كرر كلام احمدي نجاد الذي مل منه الجيل الجديد. وقدرة روحاني على خفض التضخم لعبت دورا في اقناع الشارع بحقه في استكمال برنامجه".


رئيسي

ومع أن رئيسي متهم بالاشراف على الاعدامات لسجناء سياسيين في ثمانينات القرن الماضي، وحتى أنه يلقب بعضو "لجنة الموت"، يتردد اسمه بقوة لخلافة المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله على خامنئي.

وبرأي يوسف أن خسارة رئيسي لا تعني أنه بات خارج الحياة السياسية "وقد تكون مشاركته في الانتخابات محاولة لتعريف الشارع الايراني به، أو على العكس لحرقه سياسياً لصالح مرشح يريده خامنئي لخلافته، وقد يكون نجله".

قبل الانتخابات، سادت مخاوف من عمليات تزوير، وحذر روحاني الحرس الثوري علناً من التدخل. ولم يكن الاصلاحيون يخشون التزوير فحسب بل كان يقلقهم أيضاً فوز روحاني باصوات ضئيلة، ولكن "الفوز الكاسح سيعزز قوة روحاني من اجل مطالب الاصلاح امام المحافظين".



المرشد

أما بالنسبة الى المرشد، فإن "فوز روحاني او رئيسي لا يقلقه كثيراً. المشاركة الانتخابية الواسعة تعنى ان هذا النظام مازال يعمل، وان لديه عملية سياسية اكثر حركة من انظمة اخرى في المنطقة"، إضافة أن المرشد "الذي لا يعلن موقفه بشكل صريح، لا يظهر أيضاً ما يعارض صوت الشارع".

ويبدو أن الاصلاحيين تعلموا من تجربة 2009. ويشير يوسف المتابع للصحف الايرانية إن الصحف الاصلاحية أعلنت فوز روحاني اليوم قبل اعلان النتيجة الرسمية لقطع الطريق على التلاعب باصواتهم.

 لا يعني فوز روحاني أن يده اطلقت في تنفيذ مشروعه الاصلاحي الذي أقر بأنه واجه عثرات في الولاية الاولى. ويقول يوسف إن "المهمة ستكون أصعب خلال الولاية الجديدة. وفي حال أخفق سينقض المحافظون لنسف كافة الانجازات".



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم