الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ترامب يخاطب الإسلام من السعودية... ماذا يمكن أن يحصل؟

المصدر: "النهار"
ترامب يخاطب الإسلام من السعودية... ماذا يمكن أن يحصل؟
ترامب يخاطب الإسلام من السعودية... ماذا يمكن أن يحصل؟
A+ A-

في الدول الخمس التي يزورها بدءا من السعودية، سيكون بعيداً عن كل تلك الضغوط، لا بل يمكن أن تغطي لقاءاته مع زعماء العالم والاستقبالات الحارة المخصصة له على تلك الضوضاء في واشنطن. ومع ذلك، ستكون الانظار، كل الانظار، مصوبة عليه، وعلى ما سيقوله في السعودية خصوصاً، وفي بروكسيل أمام حلف شمال الاطلسي، هو الذي بات معروفاً بميله الى اطلاق المواقف الارتجالية النارية. 

ومع أن زيارة السعودية "أولاً" تكسر التقليد الذي دأب عليه الرؤساء الاميركيون بتخصيصهم اطلالاتهم الاولى على العالم من دول مجاورة ككندا أو المكسيك، أو حتى بريطانيا، على الضفة المقابلة للأطلسي، يقول الباحث في المجلس الوطني للعلاقات الاميركية الخارجية فهد ناظر ل"النهار" إن خطوة الرئيس الاميركي ليست مفاجئة، وخصوصاً أنه أكد داماً أن الحاق الهزيمة بـ"داعش" هو أولوية في سياسته الخارجية.

الواضح برأيه أن اميركا تعتبر السعودية حليفاً حيوياً، وربما أساسياً في الحرب على "داعش" والمنظمات الارهابية الاخرى، ولا سيما أن البلدين ملتزمان محاربة هذا التنظيم والحاق الهزيمة به قولاً وفعلاً، مؤكداً أن التنسيق الوثيق لمحاربة الارهاب صار ركيزة أساسية للعلاقات الاميركية-السعودية، وإن تكن العلاقات بين الجانبين تبقى متعددة الأبعاد.

وثمة حرص واضح لدى الجانبين على انجاح الزيارة. ولا شك في أن القمم الثلاث المتوقعة خلالها، وهي السعودية-الاميركية والأميركية-الخليجية والاميركية-الاسلامية تكسب المحطة السعودية للجولة الخارجية الاولى لترامب ثقلاً سياسياً كبيراً. وليست العقود بالمليارات المتوقع اعلانها أو التفاوض عليها الا دليلاً آخر على الثقل الاقتصادي للزيارة.

ولكن خلال زيارته للسعودية، من المقرر أن يلقي ترامب خطاباً عن مواجهة الارهاب والاسلام أمام زعماء الدول الاسلامية. وبحسب رئيس مجلس الأمن القومي الأميركي أتش أر ماكماستر، "يهدف الخطاب الى توحيد العالم المسلم الاوسع ضد الاعداء المشتركين للحضارة، وتأكيد التزام أميركا لشركائنا المسلمين". ويضيف أن "الرئيس سيلقي خطاباً ملهماً ومباشراً في شأن الحاجة لمواجهة الايديولوجيا الراديكالية، وآمال الرئيس لرؤية سلمية للاسلام تسيطر على العالم".

ولكن فكرة القاء ترامب خطاباً عن الاسلام تثير قلقاً بين المراقبين.

ويقول وليم ماكانتس، الذي يدير مشروع العلاقات الاميركية مع العالم الاسلامي في معهد بروكينغز إن "الفكرة عظيمة نظرياً، إذ إن جميع الخبراء في الارهاب المضاد ينصحون ببناء جبهة موحدة مع الدول الاسلامية ضد الجهاديين. ولكن لرئيس بنى حملته الانتخابية على مخاطر الاسلام واقترح حظراً على المهاجرين المسلمين، فان كلاماً عن الاسلام سيكون محفوفاً بالمخاطر. فاذا كرر شعارات حملته سيغضب زعماء الدول الاسلامية والمواطنين الذين يمثلهم هؤلاء. وإذا أشاد بالاسلام سيغضب الناس الذين انتخبوه".

ستيفن ميلر

ويزيد القلق من مضمون الخطاب أن كاتبه، بحسب وسائل الاعلام الاميركية، ليس الا ستيفن ميلر (31 سنة)، مستشار البيت الابيض الذي صاغ أيضاً حظر السفر الاول الى الولايات المتحدة الذي أثار فوضى عارمة قبل أن يوقفه أمر قضائي. ويعتقد أيضاً أن ميلر هو الذي كتب خطاب التنصيب، وإن يكن ترامب يؤكد أنه كتبه بنفسه.

وميلر صاغ أيضاً الخطابين الاخيرين اللذين سيلقيهما ترامب في اسرائيل وأمام حلف شمال الاطلسي في بروكسيل، وإن يكن تلقى معلومات من صهر الرئيس ومستشاره جاريد كوشنير ومستشار الامن القومي الاميركي أتش آر ماكماستر.

ورفض البيت الابيض الرد على سؤال لشبكة "سي أن أن" الاميركية للتلفزيون عما اذا كان ماكماستر أو فيونا هيل وهي كبيرة مديري البيت الابيض لاوروبا وروسيا، سيضطلعان بدور في تحديد معالم كلام الرئيس في بروكسيل.

ويعتبر ميلر الحرب ضد الجهاديين حرباً مقدسة. وهو مقرب من ستيف بانون والكاتبة السابقة في موقع بريتبارت جوليا هان، والاثنان يعتبران اللاجئين تهديداً وجودياً لأمن اميركا.

ويبدي خبراء في الارهاب المضاد قلقاً حيال الخطاب المتوقع لترامب. ففي استطلاع للرأي أجري أخيراً، بحسب "الواشنطن بوشت" يعتبر 84 في المئة من السعوديين أن ترامب معاد للمسلمين.

 ويقول الباحث البارز في مركز سياسة الشرق الاوسط وليم ماكانتس: "كنت أتمنى لو أن هذا الخطاب لم يكن مقرراً، لانه خطير بالنسبة الى الرئيس". وتخوف من أن يحمس الخطاب الراديكاليين في الجهة المقابلة .

 الاطلسي 

وميلر أيضاً هو معارض فذ لحلف شمال الاطلسي. والى مواقفه المتطرفة والمناهضة للعولمة، يُعرف ميلر بشكواه من أن الولايات المتحدة تساهم في الحلف بمبلغ غير متناسق. وهو قال لشبكة "فوكس نيوز" الاميركية العام الماضي: "الواقع أن الحلف منظمة أنشئت منذ عقود ولا تتناسب والتحديات الراهنة للسياسة الخارجية".

بالنسبة الى المنظمين في بروكسيل، ليس مضمون خطاب ترامب الا أحد الامور الاساسية المجهولة في اجتماع لم يترك أي شيء فيه للصدفة. فمنذ أشهر، اهتم مسؤولون دفاعيون من الدول ال28 الاعضاء في المنظمة بكل التفاصيل الصغيرة وخصوصاً في شأن البيان الصحافي الذي سيصدر بعد اجتماع 25 أيار. وطلب من الزعماء المدعوين الى القمة اختصار مداخلاتهم، وهي توصية تهدف خصوصاً الى تجنب زلات ترامب.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم