الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

افتتاح مهرجان كانّ: 70 دورة من الإبهار‎!‎

المصدر: "النهار"
افتتاح مهرجان كانّ: 70 دورة من الإبهار‎!‎
افتتاح مهرجان كانّ: 70 دورة من الإبهار‎!‎
A+ A-

شكّل "أشباح إسمايل" لآرنو دبلشان، خيبة عند العديد من الذين شاهدوه ‏صباح اليوم ضمن عرضه الصحافي. جديد المخرج الفرنسي القدير الذي ‏يفتتح الدورة السبعين من #مهرجان_كانّ (١٧ - ٢٨ الجاري) بدا ‏مخربطاً، ينطوي على الكثير من الحوادث المتداخلة التي تفضي إلى نهاية ‏باهتة. من خلال نصّ مشتت، وتقلبات غير منطقية، واختزالات زمنية ‏حادة، قدّم دبلشان عملاً يفتقد الترابط، ويمكن وصفه بالمفتعل بعض ‏الشيء، بعيداً من معظم ما سبق أن قدّمه صاحب "قصّة ميلادية"، الذي ‏يقول إنّ كلّ جديد له يأتي ضد ما سبق أن قدمه‎. ‎ 


الفيلم من تمثيل ماتيو أمالريك، الذي سبق أن انخرط غير مرة في أفلام ‏دبلشان، وهو يعتبر كنوع من أناه الآخر للمخرج. أما الشخصياتان ‏النسائيتان فهما ماريون كوتيار وشارلوت غاينسبور. ينضم إلى هؤلاء ‏الثلاثة كلّ من لوي غاريل وهيبوليت جيراردو وألبا رورفاكر. الفيلم ‏يخرج في الصالات الفرنسية بالتزامن مع عرضه في كانّ، التظاهرة التي ‏من المتوقع أن يقصدها الآلاف، خصوصاً أننا في صدد الاحتفاء بدورتها ‏السبعين‎. ‎ 

دبلشان يعتبر "أشباح اسمايل" بورتريهاً لايفان، وهو ديبلوماسي يعبر ‏العالم من دون أن يفهم منه شيئاً، وهو في الحين عينه بورتريهاً لاسمايل، ‏المخرج الذي ينكب على حياته من دون أن يفقه هو الآخر أي شيء ممّا ‏يحلّ به. ثم هناك عودة امرأة من بين الأموات. هذا كله يعالجه دبلشان حيناً ‏كدراما رومنطيقية، وحيناً كفيلم غارق في فرنسيته التي تجعل من مثلث ‏غرامي مركز الكون، وفي أحايين أخرى كفيلم تجسّس، وهذا الجزء ‏الأخير هو الأضعف وينسف احتمالات الفيلم كلها. صحيح أنّ أمالريك ‏يضفي بأدائه الجنوني بُعداً وجودياً على النصّ، كما فعل دائماً، إلا أنّ ‏الأمر ليس كافياً هنا. فالفيلم يحتاج إلى أكثر من ذلك ليتم إنقاذه من ‏طموحات دبلشان الذي يغوص في العلاقات الإنسانية والعاطفية المتشابكة‎. ‎

المونتاج ممتاز يحمل تعبيراً خاصاً به، ما يجعل الفيلم برمته يبدو كأنه ‏كابوس يعيشه المرء بعينيه المتفتحتين. الرحيل تيمة يتبلور داخلها دبلشان ‏وفيلمه هذا الذي له قدرة معينة على استيعاب هناته وعيوبه. فهو يعرف ‏على أي مسافة من الحدث يبقى. على السجادة الحمراء، سمعناه يقول إنه ‏ابن جيل جاكوب (الرئيس الأسبق للمهرجان) الذي غيّر حياته، وهو يشعر ‏بانفعال شديد لوجوده هنا، واعترف أنه غير قادر على البقاء داخل الصالة ‏لرصد ردود أفعال الصحافة، لشدة خوفه‎. ‎

حفل الافتتاح في مسرح "لوميير" (٢٢٠٠ كرسي) قدمته الممثلة الايطالية ‏مونيكا بيللوتشي. حفل بسيط لم يدم أكثر من نصف ساعة قدّم خلاله ‏أعضاء لجنة التحكيم التي يترأسها هذه السنة المخرج الاسباني الكبير ‏بدرو ألمودوفار. بعد مونتاج عن أبرز أفلامه، عُرضت على الحضور ‏لقطات من الأفلام الـ١٩ التي تتسابق على "السعفة الذهب" لهذه السنة، ‏علماً أنّ المسابقة تضمّ قامات كبيرة مثل النمسوي ميشائيل هانيكه ‏والفرنسي جاك دوايون والأميركي تود هاينز والألماني فاتي أكين وغيرهم ‏كثر. وأعلن المهرجان نشاطات خاصة لمناسبة بلوغه سبعين دورة، منها ‏حفل ستقدمه إيزابيل أوبير وسيجري خلاله استذكار محطات مهمة من ‏تاريخ كانّ. كلينت ايستوود سيكون حاضراً ليقدّم درساً سينمائياً، وسيتم ‏ابتكار جائزة تُمنح لأفضل مصوّر. كلّ هذا والمزيد ستغطيه "النهار" ‏خلال الأيام الـ١٢ التي يستغرقه المهرجان السينمائي الأكبر في العالم‎. ‎




حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم