الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

"حزب الله" وإيرانيون في "السين" و"القصر الإماراتي"... والتحالف يراقب

المصدر: "النهار"
محمد نمر
"حزب الله" وإيرانيون في "السين" و"القصر الإماراتي"... والتحالف يراقب
"حزب الله" وإيرانيون في "السين" و"القصر الإماراتي"... والتحالف يراقب
A+ A-

على الرغم من انطلاق جولات المباحثات في جنيف بين المعارضة والنظام السوري، ‏تبقى أنظار المراقبين على الحال العسكري، سواء لناحية إمكان نجاح الاتفاق البدعة ‏‏"مناطق تخفيف التوتر" أو تطورات الجبهة الجنوبية ودور الأردن المستقبلي في ‏الأزمة، خصوصاً بعد التصعيد السوري - الأردني الأخير، وما أثارته الحشود ‏العسكرية الغربية على الحدود الأردنية من خوف لدى النظام، وجاء حينها الرد بجملة ‏أردنية حاسمة:"لا نريد منظمات إرهابية ولا ميليشيات مذهبية على حدودنا"، ولا ‏تحتمل هذه الجملة كثيراً من التحليل فهي واضحة، وتدمج في رسالتها بين الميليشيات ‏الإيرانية والداعشيين، وبطبيعة الحال "هيئة تحرير الشام".


وباتت تركيا بحكم المحاصرة على الأرض السورية، ولم ينقل الاعلام في الفترة ‏الأخيرة أي تطورات تتعلق بـ "درع الفرات" بل راحت لتستعيد دورها بالحديث عن ‏‏"ردع إدلب"، لكن إلى الان لم يضعه المعارضون السوريون في اطار الخطة. جبهات ‏الشمال باتت شبه مجمدة وهو يطمئن روسيا.‏


المعلومات الجديدة من سوريا تتحدث عن سحب جزء كبير من الميليشيات الايرانية ‏كلواء "فاطميون" وقوات من "حزب الله" وعناصر "النمر" التي يقودها العميد سهيل ‏النمر إلى البادية السورية. وبحسب المصادر، فإن هذه القوات تمركزت في "مطار "السين" ‏العسكري ومحيطه، ومن هناك انطلقت بعملية توغل سيطرت من خلالها على منطقة ‏السبع أبيار عند أوتستراد دمشق – بغداد‎.‎‏ في محاولة للتقدم في اتجاه تدمر ووصلها ‏بمواقعه في "السين" العسكري، فضلا ًعن محاولة السيطرة على منطقة السخنة ‏والبوكمال في دير الزور أو الاتجاه نحو منطقة الميادين"‏‎.‎‏ ‏


ماذا تريد روسيا؟ بناء على تحليل المصدر، فهي "تهدف إلى السيطرة على الجانب ‏العراقي لسوريا وعزل قاعدة التنف التي توجد فيها قوى دولية من بريطانيا وأميركا"، ‏وتشبه هذا السيناريو بما نجحت في تحقيقه باتفاقيات تركية - روسية أدت إلى محاصرة قوات "درع ‏الفرات" ومنعه من التقدم نحو أقصى ريف حلب الشرقي باتجاه الطبقة، واليوم ايضاً ‏تحاول روسيا تكرار المشروع لكن هذه المرة في البادية السورية بعزل قوات ‏المعارضة السورية التي قاتلت "داعش" لما يقارب الـ 4 سنوات"‏‎. ‎


مطار الـ"ميغ 29"‏



وفي تذكير حول أهمية مطار "السين" العسكري، فهو أحد المطارات العسكرية السورية ‏ذات الأهمية القتالية الجوية، حيث توجد فيه الطائرات الروسية الحديثة مثل "ميغ 29"‏ وهي الأحدث لدى النظام، وهي مخصصة للقتال الجوي (مواجهة الطائرات) وليس ‏للغارات، يحوي المطار 39 حاضنة للطائرات الحربية.‏


تقع قرب المطار غرفة العمليات الإيرانية التي دمرتها فصائل الجبهة الجنوبية ‏جزئياً، ويتربع المطار على الأوتوستراد الدولي دمشق - بغداد، وهنا تكمن الأهمية ‏الإستراتيجية له فهو يبعد أقل من 18 كلم عن مفترق الطرق التي تؤدي إلى تدمر و‏التنف. ‏


وثمة وجود في المطار لعدد من الخبراء الإيرانيين الذين ساهموا قبيل أقل من شهر بتهيئة المطار ‏والمواقع القريبة منه لتكون مواقعاً للمليشيات الإيرانية كـ "القصر الإماراتي" الذي يبعد ‏نحو 700 متر عن المطار ويعتبر الغرفة الرئيسية للعمليات.‏



‎"‎القصر الإماراتي‎"‎

يؤكد مصدر قيادي معارض في البادية السورية لـ "النهار" أن "ما يجري في البادية ‏محاولة لعزل قوات الجيش السوري الحر المعتدلة عن أي مقاومة لتنظيم داعش ‏الإرهابي، وليظهر النظام بصورة المقاتل للإرهاب على الرغم من انطلاق عملياته ضد ‏قوات "الجيش الحر" التي قاتلت التنظيم طوال السنوات الأربع الماضية"‏‎.‎‏ وتابع " قوات ‏الجيش الحر تعتبر النظام والمليشيات الإيرانية وجهاً آخر للإرهاب كإرهاب ‏دولة البغدادي، وستواصل حربها ضد تنظيم داعش وقوات النظام ‏ومليشياته التي هي جزء لا يتجزأ من الإرهاب العالمي الذي يهدد السلم الأهلي في ‏المنطقة‎."‎‏ ‏


وأوضح "الجيش الحر قصف معاقل تلك التنظيمات الإرهابية التابعة لإيران في البادية ‏الشامية وشرق السويداء بعشرات الصواريخ من نوع "غراد" متطور"، في إشارة ‏لتسلمهم صواريخ "غراد" متطورة وحديثة‎.‎‏ وأوضح أن "الاستهداف شمل غرفة العمليات ‏الإيرانية قرب مطار "السين" العسكري التي تعرف بـ "القصر الإماراتي"، ناهيك بالمحطة الحرارية الروسية ومطار خلخلة. ونتج من ذلك مقتل وجرح العشرات في ‏صفوف قوات النظام، إضافة إلى تدمير ما لا يقل عن 3 حواضن عسكرية في مطار ‏خلخلة‎."‎



ومع تقهقر "داعش" في مناطق عدة في العراق وسوريا، فإن البادية باتت تشكل الاهتمام ‏الأكبر للأطراف. ووفق مصدر مقرب ومتابع لنشاط غرفة العمليات الدولية رفض ‏الكشف عن اسمه، فإن "التصعيد الإيراني في البادية السورية ضد حلفائنا يعني لنا ‏الكثير لأن حلفاءنا التي عرفت بشراستها في مواجهة الإرهاب وضربها من إرهاب ‏النظام لاظهار نفسها القوات التي تحارب النظام، في اشارة إلى الغارات وعمليات ‏‏التوغل التي استهدفت فصائل معتدلة تتبع لغرفة العمليات الدولية.‏


ويوضح المصدر، "قصف طيران النظام للقاعدة التي يتم تدريب حلفائنا بها في ‏العمق السوري (في إشارة إلى التنف)، مسألة مهمة تجعلنا نعيد حسابتنا بشكل ‏كبير، وما فعله "حزب الله" من تصوير القواعد لن يمر مرور الكرام سواء كان بشكل ‏مباشر أو غير مباشر".‏


أما عن الحشد العسكري قرب الحدود السورية الأردنية، فيصفها بـ "الطبيعية والداعمة ‏للمملكة الأردنية من أي خطر يشكله تنظيم داعش الإرهابي، ولا يمكننا أن نصرف ‏النظر عن الحشود العسكرية لمواجهة أي خطر يمثل حتى من الميلشيات الإيرانية‎."‎


ووفق المعلومات، فإن "قوات أميركية - بريطانية - نروجية تقوم بتدريب فصائل ‏المعارضة المسلحة في البادية السورية وتحديداً في قاعدة التنف التي حررت بداية عام ‏‏2016، وتعرضت اطرافها الى الاستهداف بالغارتين الاخيرتين من قوات النظام"، ‏ويوجد في البادية السورية فصائل عدة من أبرزها "جيش أسود الشرقية" و"قوات الشهيد احمد ‏العبدو" و"جيش العشائر" و"جيش مغاوير الثورة‎".

[email protected]

Twitter: @mohamad_nimer




الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم