"حزب الله" وإيرانيون في "السين" و"القصر الإماراتي"... والتحالف يراقب
على الرغم من انطلاق جولات المباحثات في جنيف بين المعارضة والنظام السوري، تبقى أنظار المراقبين على الحال العسكري، سواء لناحية إمكان نجاح الاتفاق البدعة "مناطق تخفيف التوتر" أو تطورات الجبهة الجنوبية ودور الأردن المستقبلي في الأزمة، خصوصاً بعد التصعيد السوري - الأردني الأخير، وما أثارته الحشود العسكرية الغربية على الحدود الأردنية من خوف لدى النظام، وجاء حينها الرد بجملة أردنية حاسمة:"لا نريد منظمات إرهابية ولا ميليشيات مذهبية على حدودنا"، ولا تحتمل هذه الجملة كثيراً من التحليل فهي واضحة، وتدمج في رسالتها بين الميليشيات الإيرانية والداعشيين، وبطبيعة الحال "هيئة تحرير الشام".
وباتت تركيا بحكم المحاصرة على الأرض السورية، ولم ينقل الاعلام في الفترة الأخيرة أي تطورات تتعلق بـ "درع الفرات" بل راحت لتستعيد دورها بالحديث عن "ردع إدلب"، لكن إلى الان لم يضعه المعارضون السوريون في اطار الخطة. جبهات الشمال باتت شبه مجمدة وهو يطمئن روسيا.
المعلومات الجديدة من سوريا تتحدث عن سحب جزء كبير من الميليشيات الايرانية كلواء "فاطميون" وقوات من "حزب الله" وعناصر "النمر" التي يقودها العميد سهيل النمر إلى البادية السورية. وبحسب المصادر، فإن هذه القوات تمركزت في "مطار "السين" العسكري ومحيطه، ومن هناك انطلقت بعملية توغل سيطرت من خلالها على منطقة السبع أبيار عند أوتستراد دمشق – بغداد. في محاولة للتقدم في اتجاه تدمر ووصلها بمواقعه في "السين" العسكري، فضلا ًعن محاولة السيطرة على منطقة السخنة والبوكمال في دير الزور أو الاتجاه نحو منطقة الميادين".
ماذا تريد روسيا؟ بناء على تحليل المصدر، فهي "تهدف إلى السيطرة على الجانب العراقي لسوريا وعزل قاعدة التنف التي توجد فيها قوى دولية من بريطانيا وأميركا"، وتشبه هذا السيناريو بما نجحت في تحقيقه باتفاقيات تركية - روسية أدت إلى محاصرة قوات "درع الفرات" ومنعه من التقدم نحو أقصى ريف حلب الشرقي باتجاه الطبقة، واليوم ايضاً تحاول روسيا تكرار المشروع لكن هذه المرة في البادية السورية بعزل قوات المعارضة السورية التي قاتلت "داعش" لما يقارب الـ 4 سنوات".
مطار الـ"ميغ 29"
وفي تذكير حول أهمية مطار "السين" العسكري، فهو أحد المطارات العسكرية السورية ذات الأهمية القتالية الجوية، حيث توجد فيه الطائرات الروسية الحديثة مثل "ميغ 29" وهي الأحدث لدى النظام، وهي مخصصة للقتال الجوي (مواجهة الطائرات) وليس للغارات، يحوي المطار 39 حاضنة للطائرات الحربية.
تقع قرب المطار غرفة العمليات الإيرانية التي دمرتها فصائل الجبهة الجنوبية جزئياً، ويتربع المطار على الأوتوستراد الدولي دمشق - بغداد، وهنا تكمن الأهمية الإستراتيجية له فهو يبعد أقل من 18 كلم عن مفترق الطرق التي تؤدي إلى تدمر والتنف.
وثمة وجود في المطار لعدد من الخبراء الإيرانيين الذين ساهموا قبيل أقل من شهر بتهيئة المطار والمواقع القريبة منه لتكون مواقعاً للمليشيات الإيرانية كـ "القصر الإماراتي" الذي يبعد نحو 700 متر عن المطار ويعتبر الغرفة الرئيسية للعمليات.
"القصر الإماراتي"
يؤكد مصدر قيادي معارض في البادية السورية لـ "النهار" أن "ما يجري في البادية محاولة لعزل قوات الجيش السوري الحر المعتدلة عن أي مقاومة لتنظيم داعش الإرهابي، وليظهر النظام بصورة المقاتل للإرهاب على الرغم من انطلاق عملياته ضد قوات "الجيش الحر" التي قاتلت التنظيم طوال السنوات الأربع الماضية". وتابع " قوات الجيش الحر تعتبر النظام والمليشيات الإيرانية وجهاً آخر للإرهاب كإرهاب دولة البغدادي، وستواصل حربها ضد تنظيم داعش وقوات النظام ومليشياته التي هي جزء لا يتجزأ من الإرهاب العالمي الذي يهدد السلم الأهلي في المنطقة."
وأوضح "الجيش الحر قصف معاقل تلك التنظيمات الإرهابية التابعة لإيران في البادية الشامية وشرق السويداء بعشرات الصواريخ من نوع "غراد" متطور"، في إشارة لتسلمهم صواريخ "غراد" متطورة وحديثة. وأوضح أن "الاستهداف شمل غرفة العمليات الإيرانية قرب مطار "السين" العسكري التي تعرف بـ "القصر الإماراتي"، ناهيك بالمحطة الحرارية الروسية ومطار خلخلة. ونتج من ذلك مقتل وجرح العشرات في صفوف قوات النظام، إضافة إلى تدمير ما لا يقل عن 3 حواضن عسكرية في مطار خلخلة."
ومع تقهقر "داعش" في مناطق عدة في العراق وسوريا، فإن البادية باتت تشكل الاهتمام الأكبر للأطراف. ووفق مصدر مقرب ومتابع لنشاط غرفة العمليات الدولية رفض الكشف عن اسمه، فإن "التصعيد الإيراني في البادية السورية ضد حلفائنا يعني لنا الكثير لأن حلفاءنا التي عرفت بشراستها في مواجهة الإرهاب وضربها من إرهاب النظام لاظهار نفسها القوات التي تحارب النظام، في اشارة إلى الغارات وعمليات التوغل التي استهدفت فصائل معتدلة تتبع لغرفة العمليات الدولية.
ويوضح المصدر، "قصف طيران النظام للقاعدة التي يتم تدريب حلفائنا بها في العمق السوري (في إشارة إلى التنف)، مسألة مهمة تجعلنا نعيد حسابتنا بشكل كبير، وما فعله "حزب الله" من تصوير القواعد لن يمر مرور الكرام سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر".
أما عن الحشد العسكري قرب الحدود السورية الأردنية، فيصفها بـ "الطبيعية والداعمة للمملكة الأردنية من أي خطر يشكله تنظيم داعش الإرهابي، ولا يمكننا أن نصرف النظر عن الحشود العسكرية لمواجهة أي خطر يمثل حتى من الميلشيات الإيرانية."
ووفق المعلومات، فإن "قوات أميركية - بريطانية - نروجية تقوم بتدريب فصائل المعارضة المسلحة في البادية السورية وتحديداً في قاعدة التنف التي حررت بداية عام 2016، وتعرضت اطرافها الى الاستهداف بالغارتين الاخيرتين من قوات النظام"، ويوجد في البادية السورية فصائل عدة من أبرزها "جيش أسود الشرقية" و"قوات الشهيد احمد العبدو" و"جيش العشائر" و"جيش مغاوير الثورة".
Twitter: @mohamad_nimer