الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

غالب... غلبه الهمّ فقرّر الرحيل

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
غالب... غلبه الهمّ فقرّر الرحيل
غالب... غلبه الهمّ فقرّر الرحيل
A+ A-

طلقة واحدة من مسدسه وجهها إلى رأسه، أنهى بها حياته داخل ملحمته في شحيم. هو غالب ي. الذي غلبته المشاكل، فاستسلم لها، تاركاً اربعة أطفال يواجهون قدرهم مع والدتهم. 

ظهر الاحد الماضي حزم غالب (44 عاما) أمره، طلب من عامله ان يقصد الدكان لشراء دخان، تناول مسدسه، ضغط على الزناد، وفي لحظة سقط غارقا بدمائه. عاد العامل ليجده قد لفظ انفاسه. تجمهر الجيران، قبل الاتصال بالقوى الامنية والاسعاف. ويقول موظف في بلدية شحيم مسقط القتيل: "صدف مروري من امام الملحمة، شاهدت تجمعا لابناء البلدة، وسألتهم عما يجري قبل ان اصدم بالخبر". ويضيف: "لا احد يتوقع ان يقدم غالب على هذه الخطوة، فهو معروف بهدوئه ووعيه، ومع هذا لا احد يعلم ما الذي دفعه الى انهاء حياته. فقد مات آخذا سرّه معه".

الامن يجزم ... ولكن!

القوى الامنية والادلة الجنائية حضرت الى مكان الحادث. وبحسب ما يقوله مصدر امني لـ"النهار"، فإن "تقرير الطبيب الشرعي اكد ان يونس انتحر، والتحقيق أظهر أن أسبابا مادية وراء فعلته، والى الآن لم يتم الاستماع الى إفادة زوجته وافراد من عائلته، لكونهم لا يزالون تحت تأثير الصدمة. ننتظر الانتهاء من اخذ الافادات كي نختم التحقيق".

في حين يؤكد ابن شقيق غالب  لـ"النهار" ان اسباب انتحار عمه غير معروفة الى الآن، فهو لا يتحدث عما يجول في خاطره، حتى زوجته لا تعلم شيئا عن اوضاعه المالية، وما اذا كان فعلا يعاني مشاكل اقتصادية". ويضيف: "لا احد يمكنه وصف حالتها، لاسيما انه كان طبيعيا قبل مغادرته الى عمله على طريق البرجين، وودّعته على امل اللقاء، لكن بدلا من يعود الى منزله، شيّع عند الساعة السابعة مساء اليوم نفسه، الى مثواه الاخير في مدافن البلدة".

غُلب غالب

مسدس غالب الذي كان سبب موته ليس جديدا، وكما يلفت قريبه، "منذ زمن يحمله بعدما استحصل على رخصة له، لكن ان يستخدمه في قتل نفسه فهذا أمر لا يستوعبه عقل كل من عرفه، لكونه رجلا رصينا، عرف بتعلقه الشديد بابنتيه وولديه. كان أبا مثاليا، كرس وقته لتأمين مستقبل زاهر لهم، لذلك ليس سهلا ان نتقبل إقدامه على هذه الخطوة، ولا سيما أنه لم يطلعنا يوما على مشاكل يعانيها، ولا استغرب ذلك، فقد عاش عزيز النفس، ربما لذلك فضل الموت على أن يشكو همه لاحد".

غرق غالب في موجة الانتحار التي تضرب لبنان منذ فترة، استسلم لتيار الظروف الصعبة فسحب بعيدا عن احبائه، رحل بعيدا فجأة، تاركا غصة في قلب زوجته وعلامات استفهام لدى ابنائه الذين ينتظرون عودته ودخوله من جديد الى منزله، لملاعبتهم وتمضية الوقت معهم، لكن الصدمة الكبرى عندما يواجهون الحقيقة بأن من كان سندهم قرر الرحيل بإرادته وتركهم، لأنه ضعف يوما عن المواجهة!



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم