الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

نزيل ماتينيون... اشتراكي النشأة جوبيني الهوى ويمارس الملاكمة

المصدر: "النهار"
نزيل ماتينيون... اشتراكي النشأة جوبيني الهوى ويمارس الملاكمة
نزيل ماتينيون... اشتراكي النشأة جوبيني الهوى ويمارس الملاكمة
A+ A-

وسلم الرئيس الوسطي مفاتيح ماتينيون لفيليب البالغ من العمر 46 سنة، الذي كان طوال الانتخابات التمهيدية للجمهوريين الى جانب جوبيه، وانضم فترة وجيزة لفرنسوا فيون، في محاولة لرص الصفوف خلف مرشح الجمهوريين، قبل أن تتزايد الشكوك حوله في ملف الوظائف الوهمية.  وباختياره شخصاً بهذه المواصفات، يؤكد ماكرون  رغبته المعلنة في تجاوز الانقسام بين اليمين واليسار، ويخطو خطوة أولى في اتجاه التعبئة الضرورية  للحصول على غالبية في الجمعية الوطنية، الشرط الضروري لتنفيذ اصلاحاته الليبرالية والاجتماعية. 



وفيليب مولود في روان في 28 تشرين الثاني 1970، وتزعرع في وسط اشتراكي وكانت عائلته تصوت للحزب الاشتراكي. هو نائب في الجمعية الوطنية وينتمي للجناح المعتدل بحزب الجمهوريين ويفترض أن يشكل ثقلاً موازناً للنواب الاشتراكيين السابقين الذين انضموا إلى معسكر ماكرون.

وتقول صحيفة "الموند" الفرنسية أنه منذ أيام مراهقته حدد لنفسه ثلاثة أهداف، وهي ألا يصبح مدرساً للغة الفرنسية مثل أمه وأبيه وأخته، وان ينتقل للعيش في باريس ويضطلع بدور سياسي يوماً ما.

على غرار ماكرون، التحق بأبرز الجامعات والمعاهد. درس العلوم السياسية، وانضم  نادي الروكارديين، (نسبة الى رئيس الوزراء الاشتراكي الأسبق ميشال روكار)، وحصل خلال سنة أو سنتين على بطاقة انتساب الى الحزب الاشتراكي.

وتنقل صحيفة "الفيغارو" عنه قوله: "كنت أكن تقديراً حقيقياً واعجاباً لروكار الذي أكسب الديموقراطية الاجتماعية معنى".

ولكن انتخاب جاك شيراك رئيساً عام 1995 جعله يدرك أخيراً أن "القيم الاساسية الأكثر أهمية بالنسبة اليه، وهي الحرية والسلطة تقربه من اليمين".

ويبرز أصدقاؤه أهمية "خبراته المتعددة"، لمنصب رئيس الوزراء، ويعتبروه منسجماً مع موقع ماكرون "لا في اليسار ولا في اليمين".



أما منتقدوه فيصفونه ب"ثعبان البحر." وتقول النائب عن الهافر ناتالي ناي: "ضربة الى اليمين وضربة الى اليسار...ينسجم جيداً مع ماكرون من هذه الناحية".

  مسيرته السياسية

لدى تخرجه من المعهد الوطني للادارة عام 2001 ، قُدِّم فيليب الذي كان قد صار عضواً في مجلس الدولة، الى أنطوان روفناخت، رئيس بلدية الهافر المقرب من شيراك، والذي اقترح عليه الانضمام الى فريقه البلدي، فصار مساعداً لرئيس البلدية، فخلفه عندما استقال عام 2012. وعام 2014، انتخب رئيساً للبلدية من الدورة الاولى. وعام 2012 اصبح فيليب الذي كان اجداده عمال موانىء، نائبا عن المدينة تحت راية حزب "الجمهوريين" اليميني.

 وعن تلك الفترة، يقول: "أنا محظوظ جداً. روفناخت ساعدني كثيراً. هذا الشخص مهم كثيراً بالنسبة الي".  

ولكن روفناخت من جهته، يقول إنه لم يستشره في أي ملف يتعلق بالمدينة التي قدمها له على طبق. ويضيف بغضب: "ليس لديه أي اعتراف بالجميل".

وفي المجلس البلدي، يصفه معارضوه السياسيون بأنه مستبد.

وفي كتاب لها عن جوبيه،  تصف الصحافية غاييل تشاكالوف فيليب بشكل لاذع اذ تقول "انه مغرور وشديد الثقة بنفسه ولا حدود لطموحاته". 

وقال عنه نائب من النورماندي: "ليس شخصا قريبا" او "ودودا" لكنه يرى فيه "شخصا يتمتع بخصائل".

مع جوبيه، كان الانسجام سريعاً، إذ التقى الرجلان عام 2002. ففي حينه كان رئيس الورزاء السابق رئيساً للاتحاد من أجل حركة شعبية، وعيّن بناء على توصية روفناخت، إدوار فيليب أميناً عاماً للحزب.

وفي أول تعليق له على اختياره رئيساً للوزراء، وصف جوبيه فيليب بأنه "رجل ذو مواهب كبيرة، ويتمتع بكل المؤهلات التي تمكنه من التعامل مع المهمة الصعبة".



ويشهد جيل بواييه، المقرب من رئيس بلدية بوردو بأن فيليب "كبر الى جانب آلان جوبيه منذ 15 سنة. انه انتماء سياسي وفكري قوي جداً. كانا دائماً متفقين على الخيارات الكبيرة".

وفي المقابل، كان فيليب دائماً معارضاً شرساً لنيكولا ساركوزي الذي يكن له كرهاً شديداً منذ أوشكا على المواجهة تقريباً في 17 تشرين الثاني 2002، خلال المؤتمر التأسيسي للاتحاد من أجل حركة شعبية. ففي حينه، كان ساركوزي وزيراً للداخلية، وسعى الى سرقة الاضواء من جوبيه بوصوله في شكل مفاجئ ساعة الغداء. وقد منعه فيليب يومها من الدخول كمنتصر.



ويتذكر فيليب: "في غرفة جانبية اقترب مني. لكمني على صدري بقبضته ثم قال: "لا تكرر ذلك أبداً...وفيما كان يواصل كلامه، أرجعت له يده. كدنا نفقد أعصابنا. كان يمكن أن يتطور الامر الى الأسوأ".

 وترك فيليب الاتحاد من أجل حركة شعبية بعد استقالة جوبيه من رئاسة الحزب، عقب ادانته بعدم الاهلية في قضية المساكن الوهمية الخاصة ببلدية باريس.


في حينه، مارس فيليب مهنة المحاماة ثم انضم الى مجموعة "أريفا" النووية كمدير للشؤون العامة بين 2007 و 2010.

وعلى غرار معلمه، عاد فيليب الى الحياة السياسية، عندما انضم الى حملة جوبيه كناطق باسمه خلال الانتخابات التمهيدية لليمين. والتزاماً بقانون عدم الجمع بين وظائف عدة، تخلى عن مقعده كنائب.



وبعد خسارة جوبيه في التمهيديات، التحق فيليب بفريق فرنسوا فيون باسم التجمع. لكنه ترك المقر العام للحزب في الثاني من آذار بعد اعلان لائحة اتهام بحق مرشح الجمهوريين. وفي حينه، قال: "دعمت فرنسوا فيون لأن هذا كان مبدأ التمهيديات أًصلاً. كانت تلك الطريقة المثلى للدفاع عن القيم والافكار التي أؤمن بها". 

ولاحقاً، نشر مع نحو 15 من المسؤولين المحليين مقالات عدة  للتنديد بالمستوى الضعيف للحملة.
وعرضت عليه صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية نشر مقال له كل يوم أربعاء خلال الحملة الرئاسية. فوافق مبيّناً أنه غير خائف من التعاون مع صحيفة لا تحظى بشعبية كبيرة لدء قراء اليمين. 

وارتبط فيليب بعلاقة صداقة مع ماكرون منذ 2011. وهو يشاركه الاهتمام بالتاريخ.

مولع بالموسيقى، وتحديداً ببروس سبرينغستين (يحب أغنية ذا ريفير")، ومن هواة أفلام كوبريك. كتب روايتين L'Heure de vérité و Dans l'ombre مع صديقة جيل بواييه، مدير حملة آلان جوبيه.


وخلال التمهيديات تابع دروساً في الملاكمة لمقاومة الاجهاد، في محاولة للمحافظة على "السيطرة على النفس". وهو سيكون قادراً على متابعة ذلك في ماتينيون، بعدما خصص فالس غرفة صغيرة لممارسة الرياضة نفسها.





يتكلم الالمانية ومتزوج وأب لثلاثة اولاد، يصف نفسه على انه "اكثر ليبرالية من آلان جوبيه". وقال في 2015 انه يتفق "كثيرا" مع وزير الداخلية الاشتراكي في حينها برنار كازنوف.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم