الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

انتخابات ايران ... مزاج روحاني

المصدر: "النهار"
نجاة شرف الدين
انتخابات ايران ... مزاج روحاني
انتخابات ايران ... مزاج روحاني
A+ A-

هي باختصار اجواء انتخابية حامية بين المرشحين الستة، ثلاثة محافظين وثلاثة معتدلين إصلاحيين، عكستها المناظرات التلفزيونية التي اعتبرت عاملاً اساسياً في خيار الإيرانيين، وانتهت جولتها الاخيرة يوم الجمعة الماضي، وركزت على الملفات الاقتصادية. وعلى الرغم من الانتقادات الشديدة التي يتعرض لها الرئيس المرشح حسن روحاني لعدم تحقيقه إنجازات داخلية بعد الاتفاق النووي مع الدول الكبرى إلا ان الاستطلاعات لا تزال تعطيه الأغلبية .  

عندما تسأل عن اسباب حفاظ #روحاني على موقعه المتقدم رغم التحسن البطيء في يوميات الإيرانيين الحياتية، يأتي الجواب سريعاً أن لا أحد يود العودة الى الوراء أو الى مرحلة ما قبل الاتفاق النووي، بمعنى آخر لا يريد الايرانيون العودة الى العزلة الدولية . ورغم انتقاد حتى المقربين من روحاني لتضخيم التوقعات والآمال قبل التأكد من نوايا الغرب تجاه طهران، مما أحدث خيبة أمل لعدم تحقيق الإنجازات على مستوى التسهيلات المالية والاستثمارية ، إلا أنهم في المقابل يَرَوْن ان التحسن ولو البطيء نسبيا في ما يتعلق بالمواد الاساسية وتوافرها، أفضل من سياسة المواجهة والعزل .

في الاقتصاد، النقاش عالي الوتيرة ، أما السياسة الخارجية فهي الغائب الأكبر ، وهنا يعتبر احد المقربين من المعتدلين، ان الاستراتيجية الايرانية تختلف في أسلوب الحكم وطريقة الأداء وليس لناحية الاهداف ، كون الكلمة الفصل للمرشد الاعلى السيد علي خامنئي . في الجانب المحافظ تعلو الأصوات المناهضة لسياسة روحاني التي قدمت بنظرهم أكثر مما هو مطلوب في الاتفاق وبالغت في التحول غربا .


وحده الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، الذي ألغي ترشيحه بعد ان عارض " نصيحة " المرشد بعدم الترشح ، دعا لإعادة النظر بالسياسات في العراق سوريا والاستراتيجيات الموضوعة لتسريع التفاوض . هذا الكلام يضعه المراقبون في خانة الاعتراض ، ولكن ضمن النظام ، فأحداث ما سمي الثورة الخضراء ، لا تزال ماثلة في أذهان الإيرانيين الذين لا يريدون عودة هذا المشهد الذي يهدد استقرارهم .


من يراقب المشهد الايراني ويمشي في شوارع طهران المزدحمة، ويستمع الى أبنائها ومعاناتهم الحياتية، وحاجاتهم الاقتصادية، وانتقاداتهم للسياسة المتشددة تجاه الحريات العامة، يمكن ان يستنتج ان ما قبل الاتفاق النووي لن يكون كما بعده ، والخطوات الانفتاحية ولو البطيئة ، لن تترجم الا صوتا باتجاه .. الروحانية.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم