"جيوش" منظمة وحروب عبر وسائل التواصل... من هم "الضبّاط والعناصر"؟

وفي عالم السياسة، كان لهذا التطور بصمته الابرز، خصوصاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت منذ نحو 5 سنوات من المحركات الاساسية للحركة السياسية في الدول. فقد تمكنت مجموعات الضغط الالكترونية العربية من قيادة العديد من المجتمعات العربية وتحريكها في اتجاه اسقاط هذا النظام أو ذاك، وتمكنت أيضا من عزل العديد من الاحزاب المعارضة أو الحاكمة، بل تخطتها بمسافات كثيرة في كيفية توجيه الجماهير الحاقدة على أنظمتها. فعلى سبيل المثال لا الحصر، لا يزال اسما وائل غنيم وهادي العبدالله يترددان في العالم العربي حتى الان، وبصماتهما وتأثيرهما واضح على ما جرى ويجري في سوريا ومصر. اضافة الى ذلك، وجد المواطن العادي شبكة الانترنـت الملاذ الذي يعبر فيه عن غضبه واستهجانه، كما تأييده من اداء حكامه وسياسييه، حتى اصبحت مواقع التواصل الاجتماعـي تمثل رعباً لدى الطبقة السياسيـة، وقد بدأ المواطـن بالتعبير عن رأيـه مباشرةً من دون اللجوء الى قناة تلفزيونيـة او محطة اذاعية، بالسخرية تارةً وبإبداء الرأي بموضوعيـة تارةً أخرى، وأصبحوا يلاحقون السياسييـن الى صفحاتهم الرسميـة، مما دفع بعضهم والاحزاب السياسية الى تشكيل جيوش الكترونيـة ضخمة وظيفتها رفع شأنهم واحزابهم، حتى وصلنا الى مرحلة أصبحت الجيوش الإلكترونية تقاتل في ساحات الحرب الافتراضية، وتهاجم العقول، وصحت فيها مقولة ان الحرب الالكترونية يمكنها ان تشعل بلداً من دون اطلاق رصاصة واحدة. لبنان وعالم "الجيوش"لبنان، ورغم ريادته في عالم وسائل التواصل الاجتماعي، بقي بعيداً عن التنظيم في موضوع الجيوش الالكترونية. ورغم تميز حالات حزبية وسياسية فردية في هذا الاطار، ظلت غير منظمة ومكودرة، حتى أواخر العام الماضي، بدت تظهر لدى الاحزاب اللبنانية تنظيمات تختص بوسائل التواصل الاجتماعي، تعمل على ادارة صفحات رؤسائها ومسؤوليها ونوابها ووزرائها وشخصياتها، وتعمل لاظهار مواقفهم بأفضل طريقة والترويج لهم، اضافة الى الرد بشراسة على منتقديهم، عدا عن...