السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

كارثة تضرب ضهر المغارة بفعل آفة تفتك بالصبار

المصدر: "النهار"
رمزي مشرفية
كارثة تضرب ضهر المغارة بفعل آفة تفتك بالصبار
كارثة تضرب ضهر المغارة بفعل آفة تفتك بالصبار
A+ A-

يخوض أبناء بلدة ضهر المغارة في الشوف ، بمختلف أعمارهم، ومواقعهم، معركة ومواجهة شرسة وضارية، للسنة الثالثة على التوالي، على طول محاور حقول الصبار، التي تحيط بالبلدة، وتنتشر في احيائها، وبين المنازل، والتي تشتهر بها البلدة منذ سنوات طويلة، في محاولة لصد الهجوم المميت والمدمر الذي تتعرض له نبات وثمار الصبار، والتي تفتك بها آفة جديدة لم تكن معروفة او موجودة من قبل، ولم يتحدث عنها ابدا الأهل والأجداد. وعلى الرغم من كل المحاولات واستخدام جميع انواع المبيدات والأدوية، إلا ان جميعها باءت بالفشل، واسفرت في المحصلة النهائية الى تلف جميع حقول الصبار ونباته وثماره، وتم تحويلها الى هياكل يابسة، بعد القضاء عليها كاملا على مرأى من ابناء ضهر المغارة، الذين لا حول ولا قوة لهم امام هول هذا المشهد الدامي والخطير والفتاك.

وقد ذاع صيت ضهر المغارة بزراعة وانتاج ثمار الصبار ذات النوعية الجيدة على مستوى الوطن، حيث تشكل هذه الزراعة المصدر الرئيسي والاساسي لرزق الأهالي، الذين يعتمدون جميعهم عليها، اذ ما من بيت الا ويزرع هذه النبتة، فيما يبلغ انتاج الموسم سنوياً في البلدة اكثر من 400 مليون ليرة لبنانية.

وفيما يستمر هذا المسلسل الدامي، وهذه الكارثة، يطلق ابناء البلدة صرخة مؤلمة من قلب جريح ونازف، علهم يجدون آذانا صاغية في هذا الوطن، الذي يتخبط بأزماته وقضاياه وملفاته الخلافية على مختلف الصعد، فيوجه الاهالي نداء الى الحكومة ووزارة الزراعة والمسؤولين في الدولة العمل على مساعدتهم في تثبيتهم في ارضهم وابعاد هذا الشبح المميت عنهم، ودفع التعويضات لهم اسوة بباقي التعويضات التي تدفع للمزارعين في مناطق اخرى من هذا الوطن. وقد أكد عدد من المزارعون ان هذه الحشرة مصدرها اسرائيل، وهي من اطلقتها باتجاه لبنان، وهي تملك المبيدات الخاصة ضدها.



  البلدية

 وفي هذا المجال يؤكد رئيس البلدية طلعت داغر على "وجود مشكلة حقيقية لا بل كارثة بكل معنى الكلمة، في ضهر المغارة من جراء هذه الآفة التي قضت على مواسمنا من ثمار الصبار على مدى ثلاث سنوات"، ويشير الى "ان 80 % من اراضي ضهر المغارة مزروعة بالصبار، التي استبدلت منذ عشرين عاما بعدما كانت تعتمد على الزيتون والخروب، على اعتبار انه اسهل واربح"، ويلفت رئيس البلدية الى "ان ضهر المغارة ارتبط اسمها بالنوعية الجيدة لثمار الصبار على مستوى الوطن" .

ويضيف "منذ ثلاث سنوات جاءتنا هذه النكبة وهذه الكارثة التي تصيب مشط الصبار، والتي هي عبارة عن "مِنّ" ابيض، يقوم بصناعة غشاء على مشط الصبار، ويمتصه حتى يصاب باليباس، ومن ثم ينتقل الى مشط آخر حتى يقضي كليا على النبتة."

ويوضح داغر "انه تم استخدام انواع عدة من المبيدات، لكنها لم تفلح مع المرض، وما زال يستمر ينهش ثمارنا وارزاقنا"، ويقدر داغر انتاج البلدة لثمار الصبار كل موسم سنويا ما يفوق الـ 400 مليون ليرة لبنانية"، ويشير الى انه "ما من بيت في البلدة الا ويستفيد من انتاج هذه الثمار"، ويلفت الى "انه حضر فريق من وزارة الزراعة وكشف ميدانياً على حقول الصبار، واعد تقريراً عن الوضع ورفعه الى الوزارة منذ مدة طويلة، ولم ندري ما هي النتائج والتفاصيل، في حين ان مسلسل الموت لانتاجنا مستمر بشكل كبير ومخيف."

ويؤكد "ان البلدية قامت بمراجعات عدة للمسؤولين والمعنيين للمساعدة على القضاء على هذه الآفة ودفع التعويضات، ولكن للاسف لم يتجاوب معنا احد، بينما نرى التعويضات تدفع في مناطق اخرى من الوطن للمزارعين، وكأننا لا نتبع الى هذا الوطن بل نتبع الى كوكب المريخ او القمر، يبدو انه كتب علينا الشقاء والمعاناة في هذه الحياة، وفي هذه المنطقة، تارة يهددنا مطمر للنفايات في موقع كسارة الجية - بعاصير الذي لا يبعد عن بلدتنا سوى عدد من الامتار، الى ان جاءتنا هذه الآفة التي تضرب اليوم لقمة عيشنا، ومصدر رزقنا".

وبحسب رئيس البلدية فإن "الخسائر كبيرة وهي تصل الى اكثر من عشر سنوات مستقبلا، على اعتبار ان نبات الصبار بعد زراعته يتطلب من خمس إلى ست سنوات لانتاج الثمار، وهذا يعني ان الخسائر لا تقف عند المواسم الثلاثة، وليس كالزراعات الاخرى التي تنج بشكل سريع."

ويُضيف :" فأمام هذا الواقع المرير، نسأل الى اين نذهب؟ لكن على الرغم من ذلك لن نترك ارض الآباء والأجداد، ونطالب الدولة والحكومة بحقوقنا اسوة بالمناطق الاخرى، والعمل على تثبيت وجودنا لا تهجيرنا". ويؤكد ان البلدة يلفها الغبار الابيض الذي يتطاير من هذه الآفة، ويبدو واضحاً على الارض وعلى السيارات وفي الاجواء.



  رئيس البلدية السابق

ويرى رئيس بلدية ضهر المغارة السابق الياس داغر، ان خسائر الاهالي كبيرة جداً بفعل هذه الحشرة التي لم يتمكن احد من القضاء عليها او الحد من انتشارها، ويشير الى انه تم مراجعة وزارة الزراعة، التي ارسلت فريقا وقام برش الأدوية، ولكن لم تنفع مع الحشرة لا بل استمرت بسياستها التدميرية"، ويعتير ان وضع البلدة انقلب رأسا على عقب نتيجة الخسائر الفادحة التي يتكبدوها، لا سيما وان هذه الزراعة مصدر رزقهم الوحيد، ويشير الى ان خسائره في حقوله من جراء هذه الحشرة تقدر ما بين 20 و25 مليون ليرة، مناشدا الحكومة الالتفات الى ضهر المغارة والتعويض على اهلها كمزارعي التفاح في المناطق الأخرى.

 كرم داغر

وأما المزراع كرم داغر الذي يبلغ من العمر 90 عاما ويعتاش من هذه الزراعة، يؤكد ان قيمة خسارته تقدر بـ 19 مليون ليرة كل موسم، ويسأل:" ماذا يمكنني ان افعل بهذا العمر، فانا رجل مريض ولدي زوجة عمرها 94 عاما ونعتاش من بيع الصبار كل موسم؟". ويناشد وزارة الزراعة والحكومة تحمل مسؤولياتها ودفع التعويضات لنتمكن من استكمال مسيرة حياتنا وتأمين لقمة عيشنا.



يوسف توفيق داغر

ويعرض يوسف داغر للواقع بنفس الحال، ويلفت الى انه تكبد نفقات كبيرة في شراء الادوية والمبيدات للقضاء على هذا الآفة، والعمل على حماية إنتاجه من التلف"، ويرى انه مهما عوضت الدولة علينا اذا عوضت، ستكون نقطة في بحر لان خسارتنا كبيرة، ويشير الى ان خسارته تبلغ نحو 5 ملايين ليرة كل موسم، ويرى ان اهالي البلدة يرزحون تحت الاعباء بفعل تلك الخسارة التي كانوا يعتمدون عليها في سد حاجاتهم وتأمين متطلباتهم، خصوصا في مثل هذه الايام التي تترافق مع موسم الاقساط المدرسية.


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم