السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

زوق مكايل عاصمة الدولة... والسلة

المصدر: "النهار"
أحمد محي الدين
زوق مكايل عاصمة الدولة... والسلة
زوق مكايل عاصمة الدولة... والسلة
A+ A-

مع بدايات الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 انتقل مقر رئاسة الجمهورية من بعبدا بسبب القصف الى زوق مكايل، وتحديداً في 25 آذار 1976 وأصبح الطابق العلوي من "قصرالزوق" مقراً لرئيس الجمهورية آنذاك سليمان فرنجيه لتصبح "الزوق" العاصمة السياسية في تلك الحقبة وفيها تتخذ قرارت رئاسية بعيداً من الانفجارات والنار. وبعد أربعين سنة على هذا الحدث واستقرار الأوضاع في البلاد، تستعد البلدة مجدداً لحمل لقب كبير "عاصمة كرة السلة الآسيوية". 

مجمّع "نهاد نوفل للرياضة والمسرح" سيستضيف فعاليات كأس الأمم الآسيوية لكرة السلة الـ29 والتي ستقام بمشاركة 16 منتخباً بينها الصين وايران واوستراليا ونيوزيلندا في شهر آب المقبل، في أهم حدث رياضي يستضيفه لبنان منذ دورة الألعاب الفرنكوفونية 2009.

ويعد المجمّع الذي تم بناؤه على مساحة 12 الف متر مربع وافتتح رسمياً في آذار 2016، أحد أكبر القاعات الرياضية في لبنان حيث تتسع مدرجاته لأكثر من 8000 متفرج فضلاً عن وجود مرافق مهمة بينها النادي الصحي الضخم، ويشرف عليه مجلس إدارة يتألّف من 6 أعضاء من المجلِس البلدي و3 أعضاء من ذوي الإختصاص المؤهلين.

ويرى مدير المجمع وعضو اللجنة الإدارية للاتحاد اللبناني لكرة السلة طوني خليل في حديث لـ"النهار" ان استضافة كأس آسيا في مجمع نهاد نوفل يمثل اهمية كبيرة بالنسبة الى المنطقة، ويقول: "نمتلك قاعة حديثة ترتقي الى المستويين القاري والدولي حيث تكمن أهميتها بأنها ستستضيف كأس آسيا في الصيف ثم تصفيات كأس العالم وبالتالي فستصبح الزوق موطن المنتخب اللبناني الذي يمكنه استغلال عاملي الأرض والجمهور على أفضل نحو ممكن. الزوق ستكون عاصمة كرة السلة اللبنانية والآسيوية". 

وكشف ان منطقة الزوق كانت عاصمة كرة السلة اللبنانية أيضاً عندما كانت لعبة عادية قبل ان يتم تحديثها مطلع التسعينات بفضل جهود باني نهضة كرة السلة "البريزيدان" انطوان الشويري، إذ كانت البلدة تضم ثلاثة اندية هي الأقوى، احياء الرياضة والكهرباء والتضامن، فضلاً عن فرق أخرى. وتابع خليل: "الأمر الممتاز بالنسبة الى الزوق أنها ستتعيد وعلى نحو أكبر مكانتها السلوية لتي انطلقت قبل سنتين بصعود التضامن مجدداً الى الدرجة الاولى ثم منافسة احياء الرياضة على الصعود في الموسم الماضي والكهرباء يتطور نسبياً أملاً بعودته ليكون لاعباً أساسياً في البطولات المحلية، وحالياً يخطف المجمّع الكبير الأضواء السلوية ليؤكد ان أبناء الزوق كانوا حراس الشعلة السلوية سابقاً وما زالوا".

وأشار الى ان المدرجات تضم نحو 3500 مقعد وهي المدرجات السفلى، إضافة الى المدرجات العلوية التي لا تحتوي على كراسي انما قادرة على استيعاب نحو خمسة آلاف متفرج".

ويخضع المجمّع حالياً الى بعض التعديلات على مرافقه ليتلاءم مع المواصفات التي يضعها الاتحاد الآسيوي وذلك قبل اقل من مئة يوم على انطلاق البطولة في العاشر من آب المقبل، اذ من المفترض إعادة توزيع الغرف وهي أربع لتبديل ملابس اللاعبين على ان تكون متشابهة ومطابقة للمواصفات، وغرف للحكام، ولفحص المنشطات والعناية الطبية والعلاج من الاصابات الطارئة، ومكاتب للاتحاد الآسيوي، ومركز إعلامي قريب من قاعة المؤتمرات الصحافية التي تلي المباريات، والتي بدورها يجب ان تكون قريبة من اماكن وجود اللاعبين. وأضاف خليل: "سيتم انهاء هذه الأمور قبل تموز المقبل وسيتم انشاؤها في الموقف الداخلي تحت القاعة،على ان تجهز بأحدث الوسائل المتطورة كما ستتم إعادة ترتيب المنصة واستحداث صالون لكبار الضيوف".

وتطرق الى موضوع مواقف السيارات، فأشار الى ان المجمّع يضم 3 مواقف والبلدية تعمل لترتيب هذا الأمر عبر تأمين مساحات إضافية قريبة لتتسع المنطقة الى زهاء 3500 سيارة.

انعاش اقتصادي 

ومما لا شك فيه ان كلفة استضافة البطولة باهظة مادياً بالنسبة الى بلدية زوق مكايل، لكن اصرار المجلس البلدي برئاسة ايلي بعينو على تنظيم الحدث كبير جداً. وقال بعينو في اتصال مع "النهار": "عندما طرح أمر الاستضافة علينا في مجمّع نهاد نوفل تلقفنا الموضوع بحماسة كبيرة، إذ يهمنا استضافة هكذا حدث كبير، وأظهرنا كمجلس بلدي عن إرادة وتصميم كبيرين للعمل على انجاح البطولة كون المجمع هو الأكبر والأفضل والأمثل في لبنان لاستضافة كأس آسيا. فمن هذا المنطلق أخذنا التحدي على مسؤوليتنا خصوصاً ان الزوق مثلت تاريخياً الدور الأكبر في كرة السلة اللبنانية عبر نواديها الثلاثة". وأضاف بعينو: "انا امتلك خلفية رياضية وأدرك مدى أهمية الرياضة في مجتمعنا، إلا ان الامور ليست سهلة حيث اعتقدنا في بادئ الأمر ان الكلفة لتأهيل الملعب طبقاً للمواصفات المطلوبة تكلف نحو 800 الف دولار، إلا ان الدراسات الحقيقية رفعت المبلغ الى نحو 3 ملايين دولار وهو أمر أكبر من طاقة البلدية وقدراتها المادية. لذلك طرقنا باب الدولة وزرنا الأسبوع الماضي وزير الشباب والرياضة بغية مساعدتنا لتجهيز الملعب لكل الأحداث الرياضية على غرار ما تحقق عام 2000 لدى بناء ملاعب بكلفة 65 مليون دولار لاستضافة كأس آسيا لكرة القدم. كما يمكن الاستفادة مستقبلاً في استضافة بعض مباريات أورو ليغ". واكد بعينو ان العمل لتأهيل مرافق الملعب قد انطلق قبل أسبوعين بانتظار تأمين الأموال حيث أظهر الوزير فنيش حماسة بالنسبة الى الأمر لكن تأمين الاموال يتطلب موافقة مجلس الوزراء. وأضاف رداً على سؤال عن المساعدة الحكومية: "أؤكد للجميع ان البطولة غير مهددة وستستضيفها زوق مكايل لأنه اذا لم تساعدنا الدولة سنضطر الى أخذ الأمر على عاتقنا وتأمين الأموال من جيوبنا الخاصة لأننا وعدنا بالإستضافة وعلينا الايفاء بوعدنا والملعب سيكون جاهزاً 100 % في نهاية حزيران المقبل".

وبحسب بعينو فإن المردود الماضي للبلدية قد يعادل الصفر، لكن من شأن البطولة انعاش المنطقة اقتصادياً وسياحياً، وهي مفيدة للمجتمع المحلي وللبنان كونها تعيده الى الخارطة الرياضية الدولية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم