"هارلي" الجديدة على طرقات الأندلس... و"النهار" تشارك

بداية قبل أن أتحدث عن تجربتي لدراجة "هارلي دايفيدسون" الجديدة من طراز "ستريت رود 750" (StreetRoad 750) "التي طرحت في الأسواق مطلع هذا الشهر. أود أن ألفت القارئ الى أنني من عشاق دراجة "الهارلي" بطرازاتها المعروفة والتقليدية الكبيرة، والعالية الصوت. فقد كانت أول "هارلي" اقتنيتها قبل نحو عشرة اعوام متوسطة الحجم من طراز(Dyna) ، ويبلغ وزنها نحو350 كلغ، من دون الأكسسوارات التي يمكن اضافتها اليها . ثم اقتنيت دراجة أكبر وأكثر وزنًا وحجماً من طراز ( Electra Glide Ultra ) بمحرك "هارلي 103" ويبلغ وزنها في اقل تعديل نحو 475 كلغ من دون حمولة اضافية، حجمها يوازي حجم سيارة صغيرة من "فيات 500"! وما زلت اقود دراجتي هذه حتى كتابة هذه السطور وأستمتع بها كثيرة .

اذا انا ممن اعتادوا "الهارلي" الكبيرة و الضخمة ، بتصميمها الذي لم يتغيّر بشكل عام منذ عقود طويلة بالنسبة الى طراز "داينا"، وحوالي عقدين بالنسبة الى طراز "الكترا غلايد". وهنا كان الجديد بالنسبة الي عندما دعيت من شركة "هارلي دايفيدسون" العالمية الى مدينة ماربيا الاسبانية كصحافي وكهاو قيادة الدراجات النارية، من اجل تجربة طراز جديد من دراجات هارلي ستطرح بدءا من الشهر الجاري في الاسواق العالمية . والجديد ان الدراجة الجديدة من طراز "ستريت رود ٧٥٠ " مختلفة جداً عن الطرازات التي اعتدت قيادتها . كما ان صورة دراجات "هارلي" في الاذهان مسكونة بالطرازات التقليدية التي لم نرَ بشكل عام سواها على طرقاتنا في لبنان، وحتى في الخارج . ومن منا لا يتذكر المواكب الكبيرة التي يتجاوز فيها عدد دراجات "الهارلي" المشاركة المئات، وهي تنطلق من مراكز "الهارلي" إن في شارع الحمرا، أو في منطقة الدورة، عابرة الاوتوسترادات الساحلية، كما الطرقات الجبلية .

"هارلي ديفيدسون " "ستريت رود 750 " مختلفة : فهي أصغر، وتصميمها عصري جداً، ويشبه الطرازات المخصصة للسباق، او ما يعرف بـ "سبيد بايكس" . لا يتجاوز وزنها 240 كيلغ، ومحركها أصغر لكنه نشط جداً، بقدرة على المناورة نظراً لصغر حجمها الذي يؤهلها لكي تكون دراجة للمدينة ، كما للمسافات المتوسطة بحدود 20 الى 300 كلم بحسب رأيي. وقدت الدراجة يوما كاملا، خلال جولة مع مجموعة من الزملاء من الصحافة المتخصصة بالدراجات. وحدي كنت الصحافي غير المتخصص لكن الهاوي، لا بل عاشق "الهارلي". وقد كانت تجربتي للدراجة، من هذه الزاوية .

عبرنا بالـ” ستريت رود 750 “ صعوداً من مدينة ماربيا الساحلية جبال سييرا نييفسر الاندلسية ، على طرقات متعرجة لمسافة تجاوزت 200 كلم ، مع وقفات قصيرة. اختبرنا خلالها عزم الدراجة، وقوة محركها، كذلك قدرتها على التجاوز، تعاملها مع الطرقات المنحنية ، والمتعرجة بسرعات عالية نوعا ما . ثم قدنا الـ "ستريت رود" على طرقات سهلة ومستقيمة . كما قدنا الدراجة على الطريق الساحلية وصولا الى مينة ماربيا، وسط زحمة سير كبيرة اختبرنا خلالها قدرات الدراجة على المناورة السريعة .

صحيح اني من عشاق "الهارلي" التقليدية كما أسلفت، ولكن تجربة "ستريت رود 750 " التي بدت للوهلة الأولى غريبة عني ، كانت ممتعة للغاية، وإن كنت عند السرعات العالية افتقدت للوزن ( Electra Glide Ultra ) الذي يمنح الدراج شعورا اكبر بالامان فوق سرعة 120 كلم. في كل الاحوال، فإن الـ "ستريت رود 750" هي دراجة شباب يمكن ان يستخدموها طوال ايام الاسبوع في المدينة بعكس "الهارلي" التقليدية، فضلا عن عطلات نهاية الاسبوع خارج المدينة . محركها المبرد بالسائل بعكس محركات الهارلي التقليدية بالهواء، يخفف كثيرا من حماوة المحرك بعكس الدراجة التقليدية .

هل ستحل هذه الدراجة مكان "الهارلي" التي أملكها؟ ربما لانني لا استخدم دراجتي خلال ايام الاسبوع . ثم انني لا ازال متعلقا بصورة "الهارلي" النمطية، وقيادتي للدراجة متقطعة خلال العطلات . لكن الزمن يتغير . وثمة شباب يدخلون سوق الدراجات لديهم نمط مختلف من الحياة .

ان كنتم تحبون الدراجات، تحبون "الهارلي ديفيدسون" وتعيشون حياة شبابية عصرية، فربما ستحبون الـ "ستريت رود 750". جربوها.