الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بشير رع هذا الحالِم الذي أقنعهم ذات نهار جميل بأن الأحلام المُستحيلة مُمكنة!

المصدر: النهار""
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
بشير رع هذا الحالِم الذي أقنعهم ذات نهار جميل بأن الأحلام المُستحيلة مُمكنة!
بشير رع هذا الحالِم الذي أقنعهم ذات نهار جميل بأن الأحلام المُستحيلة مُمكنة!
A+ A-

كتبوا رسالة مؤثّرة في بساطتها في ذلك النهار الجميل.  

كانت كلماتهم نابعة من القلب.

لم "يزخرفوا" لغتهم ولم يبحثوا مطولاً عن الجمل البليغة.

أرادوا أن يفهم هؤلاء "الأبطال" الذين مدّوا لهم يد العون بلا تردد، وبلا أحكام مسبقة، حجم هذه "الهدية الشاهقة" بجمالها، وتأثيرها عليهم.

على معنويّاتهم.


فجأة، صارت الأحلام المستحيلة أكثر يسراً.

فجأة ظهر طيف ابتسامة صغيرة أخذت مكان دمعة الامتنان.

ثمة من يشعر بهم.

ثمة من يرى أبعد من لحظة التخلّي التي يأملون أن تكون عابرة. تلك اللحظة الراعبة في قدرتها على تحويل مسارهم. تلك اللحظة التي حولتهم سجناء، يعيشون أيامهم خلف القضبان، هناك، حيث الندم لغة التواصل الصامتة في ما بينهم. تلك اللحظة التي كادت أن تأخذ معها كل شيء، لولا "اقتحام" هذا الشاب الحالِم بلحظات أجمل وأكثر نقاءً، حياتهم، ذات يوم انقلبت فيه المقاييس.

ذات يوم، قال لهم بهدوء أن بإمكانهم أن يحلموا مجدداً، وبأكثر من طريقة.


قبل عام، ومن خلال عمله المنتظم مع مختلف الجمعيّات الخيريّة، دَخل الشاب بشير رع سجن رومية ليعطي السجناء – الرجال، بعض صفوف في اليوغا دمج فيها اللياقة البدنية.

لم يعرف سلفاً أنه سيبدّل حياة العشرات نحو الأفضل، وأنهم سيتفاعلون بهذه القوّة مع الصفوف، وسيحلّقون نحو الحريّة الافتراضيّة بفضل الانضباط المكتسب يوماً فآخر من "اليوغا"، أو أنهم سيتعلّقون بالإيجابيّة التي ينقلها إليهم "بشير".

دخل هذا الحالِم السجن، وفي باله أن يحاول قدر المستطاع أن يدمج اليوغا في حياة السجناء اليوميّة ليفيدوا منها ولتنعكس إيجابياتها عليهم، بطريقة أو بأخرى.

واليوم، بعد سنة من هذه المُغامرة الرائعة، يقف "بشير" أمام هؤلاء السجناء ناظراً إليهم بفخر.

"وصلوا لهون...والخير لقدّام".

في البداية، كان عدد المُشاركين في الصف، "شي 20 سجيناً".

يوماً فآخر، صار العدد يتضاعف.

يروي بشير رع لـ "النهار"، "لم يعد لدي عدد كافٍ من الفراش، ولهذا السبب وجّهتُ نداءً في صفحتي الخاصة بفايسبوك طالباً من الناس أن يتبرّعوا بفراش زرقاء الّلون أو بمبلغ 25 ألف ليرة لشرائها".

لم يتوقّع "بشير" هذا التجاوب الرائع من الناس.

عشرات الناس.

لم يتوقّع هذه الإيجابيّة "المُشعّة".

هذا الإندفاع.

هذه الرغبة الحقيقيّة في العطاء.

هذه الرغبة الحقيقيّة في المُساهمة في تغيير يوميّات هؤلاء الذين توقّفوا عن الانتظار.

انتظار وَميض "ولو شي إنّو" من الأمل.


 في ذلك النهار الجميل، تحوّل فايسبوك "ملاذاً" افتراضيّاً للإنسانيّة.

فإذا بالسُجناء يكتبون معاً رسالة جماعيّة مؤثرة في بساطتها.

لم يُزخرفوا لغتهم ولم يبحثوا مطولاً عن الجُمل البليغة.

... واليوم، بفضل هذه الصفوف الأسبوعيّة المُنتَظمة، صارت عضلاتهم أقوى، ونفسيتهم "أقوى وأقوى"! بعضهم أقلع عن عادة التدخين!

في البدايات، كانت الصفوف "متلانة ضجّة"! وأصرّ بشير رع ألا تكون الموسيقى زينة الصفوف الخلفيّة.

 أراد أن يمتحن قدرتهم على الصمت.

على تحمّله.

على "الازدهار" وسط لغّته الانيقة.

اليوم، بعد عام على كتابته معهم سطور هذه المُغامرة الزاهية الأولى، "ما بسمع إلا صوتي بالصفّ".

اليوم، بعد عام على اللقاء الأول، تعلّم السُجناء أهميّة الوقت، وقيمته الكبيرة.


يُعلّق "بشير"، "أردتهم أن يَفهموا جيداً أن أجمل هديّة نُقدّمها إلى الآخرين هي وقتنا. اليوم، باتوا يُقدّرون الوقت ويفهمون سُلطته".

وكم أصبح الانضباط من العناصر المحوريّة في أيّامهم، أضف إليه السيطرة على الذات.

... وكم كانت الرسالة مؤثّرة في بساطتها في ذلك النهار الجميل!

                        [email protected]







حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم