الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

صفعة قوية من ترامب تهدد أسعار النفط

المصدر: م.م
صفعة قوية من ترامب تهدد أسعار النفط
صفعة قوية من ترامب تهدد أسعار النفط
A+ A-

مكاسب قوية سجلتها أسعار النفط عالمياً خلال الايام القليلة الماضية نتيجة عوامل عدة دفعت بالأسعار الى الارتفاع وتخطي حاجز 50 دولاراً. ولكن رغم هذه المكاسب، سجلت الاسعار خسارة للأسبوع الثاني على التوالي نتيجة المخاوف من أن تخفيضات الإنتاج التي اتفاق عليها ودخلت حيز التنفيذ مطلع العام الحالي بقيادة منظمة الدول المصدرة للنفط #أوبيك لم تتمكن بعد من معالجة تخمة المعروض في الاسواق العالمية. وفي التفاصيل، سجل الخام 49.43 دولاراً للبرميل نهاية الاسبوع، ورغم المكاسب التي سجلتها، يبقى النفط متراجعا بنسبة 8% مقارنة بذروة الاسعار التي سجلها في نيسان الفائت، فيما بلغ خام برنت 51.91 دولاراً للبرميل منخفضاً ايضا بنحو 8.5% عن ذروة الاسعار منتصف نيسان. ولكن ما هي ابرز الاسباب التي ساهمت في الفترة الماضية بارتفاع الاسعار: 

تراجع المخزونات الاميركية

تراجعت مخزونات الولايات المتحدة من الخام بشكل كبير في آخر 3 أسابيع، ورغم ذلك ارتفعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير مع قيام المصافي بزيادة معدلات الإنتاج إلى أعلى مستوى منذ تشرين الثاني 2015، ما حدا بالتأثير الايجابي لتراجع المخزونات على الاسعار. وانخفضت مخزونات الخام بمقدار 3.6 ملايين برميل في الأسبوع الذي إنتهى في 21 نيسان مقارنة بتوقعات سابقة بتراجع يقارب نحو 1.7 مليون برميل، ما يساهم في تقليص تخمة المعروض في الاسواق العالمية.

توقعات ايجابية

توقع الأمين العام لمنظمة أوبيك محمد باركيندو توازن السوق العالمية للخام خلال النصف الثاني من العام الحالي، وأكد ان المنظمة راضية بشكل كبير عن التزام الدول المنتجة للنفط بخطة ونسب خفض الإنتاج، بالإضافة إلى تسارع نمو الطلب على الخام. ومن المقرر أن يجتمع منتجو النفط من #أوبيك وخارجها في 25 أيارالمقبل في فيينا، لمناقشة قرار تمديد اتفاق خفض الإنتاج. وقد تحدثت العديد من المعلومات عن إمكانية السير بهذا التمديد نظراً الى ان الاسعار التي لم تعد بعد الى المستويات التي تطمح لها الدول المنتجة للنفط. وشهدت اسعار النفط منذ ثلاث سنوات انخفاضا متسارعا حيث هوت من مئة دولار للبرميل في حزيران 2014 الى نحو ثلاثين دولاراً بداية العام 2016. وفي مسعى لاعادة التوازن الى الأسعار، اتفقت دول اوبيك في تشرين الثاني في الجزائر على خفض الانتاج بنحو 1.2 مليون برميل يوميا ابتداء من الاول من كانون الثاني ، بينما وافقت الدول المنتجة خارج المنظمة على خفض الانتاج 558 ألف برميل يوميًا منها 300 ألف ملقاة على عاتق روسيا، ودخل الاتفاق حيز التنفيذ مطلع العام 2017 لمدة ستة اشهر في فترة أولى مع امكانية تمديده. وها هي المنظمة تواجه ضغوطا لتمديد هذا القرار حتى نهاية العام الحالي لإعادة المخزونات العالمية الى المستويات الطبيعية والانتهاء من الفائض الموجود. ورسميا، أعلنت السعودية أنها ستؤيد تمديد اتفاق خفض الانتاج بعد لقاء وزير الطاقة السعودي خالد الفالح مع نظيره الأذري ناطق علييف الاسبوع الفائت، كما اعلنت وزارة الطاقة الجزائرية ان الجزائر وفنزويلا تؤيدان تمديد الاتفاق. بدوره، أبدى وزير النفط الإيراني رغبته في تمديد اتفاق خفض الإنتاج، ولكن الموقفين الليبي والنيجري يبقيان غامضين.

روسيا ملتزمة!

قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أن روسيا خفضت إنتاج النفط بـ 300 ألف برميل يوميا، التزاما منها باتفاق فيينا وبلغ حجم التخفيض نحو 298 ألف برميل يوميًا من النفط. وأوضح أن روسيا وصلت إلى مستويات الاتفاق مع #أوبيك. وفي سياق غير بعيد، وصف وزير النفط الكويتي، عصام المرزوق، نسبة الالتزام باتفاق خفض الإنتاج بـالتاريخية مشيراً إلى أن نسبة التزام أعضاء أوبيك وغير أوبيك بالاتفاق هي 98% في أذار، بارتفاع 4% عن نسب الالتزام في شباط. وتوقع استمرار تراجع المخزونات ووصولها إلى معدل الخمس سنوات وتوازن السوق في الربع الأخير من العام الجاري مع تراجع تخمة المعروض إلى 200 ألف برميل يوميا في 2017. بدوره اشار وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أن الطلب على النفط في النصف الثاني سيكون أعلى من النصف الأول والتزام أعضاء أوبيك بالاتفاق 100% والتزام غير الأعضاء 85%. وأضاف إن مساهمة روسيا في اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي كانت جيدة في نيسان. إلى ذلك، توقع مسح أجرته رويترز توازن العرض والطلب بسوق النفط بنهاية العام الحالي إذا قررت أوبيك وشركاؤها تمديد اتفاق تقليص الانتاج.

ولكن عدة عوامل حدت من مكاسب الاسعار، وقد تصب في صالح الزامية تمديد اتفاق خفض الانتاج .

قرار ترامب... صدمة للسوق!

وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب نهاية الاسبوع مرسوما يأمر بمراجعة القيود التي فرضها سلفه باراك أوباما على التنقيب واستخراج النفط والغاز في عرض البحر ولا سيما في القطب الشمالي، منتقدا الحكومة الفيدرالية لحظرها "التنقيب والإنتاج في 944% من هذه المناطق. وفور الإعلان عن المرسوم الرئاسي، أقرت مذكرة للتصدي له في منطقة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، الولاية التي تعترض على سياسات إدارة ترامب في العديد من المواضيع في طليعتها الهجرة والبيئة. وهذا المرسوم الذي يزيد من إنتاج النفط والغاز في الجرف القاري للولايات المتحدة يثير مخاوف من زيادة الاستخراج التي بدورها ستضغط على الأسواق. ووفقا لحسابات الوزارة فإن المنطقة تحوي نحو 90 مليار برميل من النفط، و9 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، إلا أنه يمنع في الوقت الحاضر استخراج النفط والغاز من كامل أراضي الجرف تقريبا. وأظهرت إدارة معلومات الطاقة أن إنتاج الولايات المتحدة من النفط ارتفع بـ 193 ألف برميل يوميا في شباط 2017 إلى 9.03 ملايين برميل يوميا، وتم تعديل مستويات إنتاج الخام في كانون الثاني عبر زيادته بنحو 3 آلاف برميل يوميا إلى 8.84 ملايين برميل يوميا.

إرتفاع الانتاج الليبي

وأيضاً المخاوف من عودة كبيرة للمعروض الليبي من النفط في الايام الماضية حدت من مكاسب الاسعار. فقد كشف رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا مصطفى صنع الله إنه تم استئناف العمل في حقل الشرارة كما أعيد ايضاً فتح حقل الفيل الذي تبلغ طاقته نحو 90 ألف برميل يوميا، ليرتفع إنتاج ليبيا من الخام الى نحو 491 ألف برميل يومياً في الوقت الذي تستهدف فيه البلاد مستوى 800 ألف برميل يومياً وصولا حتى 1.1 مليون برميل.


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم