"شمعة البيت" فقدَ صوابه... ماذا يقول والد علي الذي تسلل الى اسرائيل لـ"النهار"؟

علي مرعي، سُلِطت الأضواء عليه خلال ساعات، بعد تخطيه السياج الشائك على الحدود اللبنانية-الفلسطينية، خارقاً الحدود الدولية، حتى وصل الى مستوطنة "كريات شمونة" قبل أن يعتقله الجيش الإسرائيلي، لتبدأ حالة استنفار أمني لسرية "المطلة" الاسرائيلية ومطالبة الدولة اللبنانية عبر اليونيفيل باستعادته للتحقيق معه. 

 أمس حزم علي أمره، انطلق جنوباً الى بلدتي المطلة وكفركلا، مستكملاً طريقه قبل ان يتم ايقافه والتحقيق معه من قبل الجيش الاسرائيلي ليسلّم صباح اليوم الى "اليونيفل" عبر معبر الناقورة والتي سلمته بدورها للجيش اللبناني الذي حقق معه حول الأسباب التي دفعته للدخول الى فلسطين المحتلة .

تجاوز الحدود

عند الساعة السادسة والنصف من مساء أمس، اتصل عماد مرعي بابنه علي (24 عاما) الذي اخبره انه " في طريقه الى بلده اسرائيل وبالتحديد الى كريات شمونة"، بحسب ما قاله الوالد لـ"النهار" والذي اضاف " طلبت منه العودة الى المنزل، لكنه أصرّ على اكمال طريقه، وبعد ساعات أرسل لي رسالة لكي اتصل به، لكن الصدمة عندما اجاب على الهاتف رجل إسرائيلي يتحدث باللغة العربية أخبرني ان علي بخير".

الوالد المصدوم من فعل ابنه على الرغم من انه كما قال " بدا علي غير طبيعي منذ نحو ثمانية ايام تاريخ عودته من تركيا التي مكث فيها ليومين، حيث قصدها للسفر الى المانيا من دون ان يتمكن من ذلك". وأضاف " بدا فاقداً وعيه، مجنوناً بكل ما للكلمة من معنى، تارة يقول ان اصله يهودي، تارة ايطالي واسترالي".

علامات استفهام!

علي الذي عمل في لبنان سائق تاكسي بين النبطية وبيروت، تربى في عائلة متواضعة مع شقيقين نعيم ومحمد وشقيقتين لين ودعاء، وبحسب قريبه " شقيقه محمد كان يعمل في مطعم في النبطية، على عكس ما تداولته بعض الوسائل الاعلامية من ان علي هو الذي يعمل في المطعم، كان هادئا ولا يبدو عليه اي علامات تشير الى امكانية قيامه بهذه الخطوة"، واضاف "عندما تم تداول خبر تجاوز الحدود من قبل شاب لبناني لم يخطر في بال أي من أقرباء علي ان يكون هو من قام بهذه الخطوة، على الرغم مما كنا نسمعه في الفترة الاخيرة من معاناته من اضطرابات نفسية".

بين بيروت وحبوش تنقل علي وبحسب مختار البلدة "بيت جد مرعي في الشارع العريض لحبوش، والده يملك منزلاً صغيراً في الضيعة، وكما هو معروف فان مرعي هو شمعة المنزل، شاب وسيم عرف بهدوئه، لكن لا احد يعلم ما حصل معه في تركيا، كان بكامل قواه العقلية قبل ان يقرر السفر الى المانيا، فجأة انقلب رأساً على عقب، فقد عقله، وقد فاجأ الجميع بخبر تجاوزه الحدود".

سواء كان علي مضطرباً نفسياً أو بكامل قواه العقلية، فإن اجتيازه الخط الازرق خرق امني كبير يطرح علامات استفهام عن دور "اليونيفيل" في ضبط الحدود، واجراءات الجيش الاسرائيلي التي كما ظهر انها بالفعل أوهن من بيت العنكبوت!