الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

المسبار الفضائي "كاسيني" يبدأ نزوله باتجاه زحل

المصدر: "أ ف ب"
المسبار الفضائي "كاسيني" يبدأ نزوله باتجاه  زحل
المسبار الفضائي "كاسيني" يبدأ نزوله باتجاه زحل
A+ A-

باشر المسبار الاميركي "كاسيني" الموجود في مدار زحل منذ العام 2004 المناورات التي ستجعله يغوص في اجواء الكوكب الغازي العملاق في 15 ايلول المقبل في ختام مهمة علمية مثمرة جدا.

وقال نيكولا ألتوبيلي المسؤول العلمي للمهمة في وكالة الفضاء الاوروبية على هامش اجتماع لاتحاد "يوروبيين جيوساينسز يونيون" في فيينا خلال الاسبوع الحالي، "سمح كاسيني بكم كبير من الاكتشافات الثمينة ستجعلنا نعيد كتابة المؤلفات حول علم الكواكب في مواضيع كثيرة".

وأتم المسبار الذي يحمل 12 جهازا علميا، بنجاح في 22 نيسان تحليقه ال127 والاخير عن مسافة قريبة فوق تيتان اكبر اقمار زحل بمروره على مسافة 979 كيلومترا من سطحه ما ادى الى تعرضه لعملية تسريع كبير على ما اوضحت وكالة الفضاء الاميركية (ناسا).

وسيدور المسبار 22 حول زحل قبل ان يبدأ عملية النزول باتجاهه محلقا بين الغلاف الجوي العلوي للكوكب وحلقاته الداخلية وهي منطقة تمتد على 2400 كيلومتر غير مستكشفة حتى الان.

ومن المقرر ان يجري المسبار اول عملية نزول عبر الحلقات الاربعاء عند الساعة التاسعة بتوقيت غرينتش. وسيفقد "كاسيني" بذلك اي اتصال مع الارض لمدة 24 ساعة تقريبا سيكون خلالها قريبا من زحل. وسيجري خلالها مراقبات عملية.

وخلال مرور المسبار عبر الحلقات سيقوم محلل الغبار الكوني فيه بأخذ عينات مباشرة من الجزئيات.

ويتوقع ان يعود الاتصال مع الأرض الخميس عند الساعة 07,05 بتوقيت غرينتش. وسيبدأ المسبار بعيد ذلك بنقل المشاهد والصور والبيانات العلمية.

وقال لوتشيانو اييس عضو فريق البحث للمسبار "كاسيني" في جامعة سابيينتسا الايطالية ان "الجزء الاخير من حياة كاسيني سيكون بمثابة العاب نارية فعلية لانه من خلال توغله بين سطح زحل وحلقاته سيجري المسبار قياسات علمية ما كانت لتكون ممكنة بطريقة اخرى".


وكان توماس زوربوكين المسؤول المساعد لادارة المهمات العلمية في الناسا قال في نيسان "سيسمح لنا ذلك بتحسين فهمنا لتشكل الكواكب العملاقة وانظمة الكواكب بشكل عام وتطورها".

وخلال مهمته الطويلة حول زحل سمح "كاسيني" بالتوصل إلى اكتشافات مهمة مثل وجود محيط شاسع تحت سطح قمر انسيلادوس الجليدي فضلا عن بحور من الميثان السائل على تيتان.

وكان تحليل اخير للبيانات التي جمعها المسبار الطيفي المجهز به "كاسيني" عند مروره في سحابة بخار في القطب الجنوبي لقمر انسيلادوس، اظهر وجود الهيدروجين المنبثق من تشققات في الغطاء الجليدي.

ولا يمكن تفسير هذا الهيدروجين الا من خلال نشاط مائي-حراري مؤات لقيام الحياة على ما قال علماء عند اعلانهم عن هذا الاكتشاف في 13 نيسان.

وخلال المهمة المستمرة منذ 13 عاما تمكن "كاسيني من تغطية نصف دورة زحل الكاملة حول الشمس التي تستمر 29 عاما. وسمح له ذلك القيام بعمليات مراقبة على مدى موسمين على "تيتان". ويعتبر علماء الكواكب ان ذلك يمكنه ان يوفر اضاءات كثيرة حول ماضي الأرض ومستقبلها.

وبعد عشرين عاما على اطلاقه، لم يعد "كاسيني" يملك الكثير من الوقود على ما افادت الناسا وكان ينبغي اتخاذ قرار بشأن افضل طريقة لانهاء المهمة.

وتوقعت ليندا سبالكر المسؤولة العلمية عن المهمة في "جيت بروبالشن لابوراتوري" التابع للناسا في باسادينا في كاليفورنيا قبل فترة قصيرة ان "يقوم كاسيني بمراقبات رائعة في نهاية حياته الطويلة".

ويأمل الفريق العلمي الحصول على معلومات قيمة حول البنية الداخلية لزحل وحقله المغنطيسي ومصدر حلقاته. وينوي الباحثون الحصول كذلك على صور ومشاهد غير مسبوقة ملتقطة عن قرب عن غيوم زحل.

واوضح ايرل مايز من "جيت بروبالشن لابوراتوري" "بالاستناد الى افضل نماذجنا الحسابية فإن المساحة الفاصلة بين الحلقات والكوكب ستكون خالية من ركام كبير قادر على إلحاق أضرار بالمسبار".

وعندما سيقوم "كاسيني" بالغوص للمرة الاخيرة في الغلاف الجوي لزحل في 15 ايلول سيستمر في نقل البيانات من عدة اجهزة ولا سيما حول تركيبة الغلاف الجوي الى حين انقطاع البث.



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم