الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

غرازييلا سيف سفيرة ومغنية سوبرانو عالمية... مشاريعها لا تنضب

نيكول طعمة
غرازييلا سيف سفيرة ومغنية سوبرانو عالمية... مشاريعها لا تنضب
غرازييلا سيف سفيرة ومغنية سوبرانو عالمية... مشاريعها لا تنضب
A+ A-

حياتها ممزوجة بعلومها، فنونها وثقافتها، والإنسان يتقدّم اهتماماتها. طموحها سبق ولادتها بأعوام... ومهما قلتَ عنها لا تفيها حقَّها بسطور، إذ تحتار من أين تدخل إلى عالم هذه الشابة الاستثنائية، وإلى أين تخرج وسط أضواء هذه السفيرة ومغنية السوبرانو الدولية، اللبنانية غرازييلا زخيا سيف.  

أبصرت غرازييلا النور قبل أربعين سنة ونيّف في منزل لبناني عريق وعائلة متحدّرة من منطقة الكفور الكسروانية. وتُخبرنا في حوارها مع "النهار"، أنها نَمَتْ في جو فنّي مميّز "أخذتُه من والدتي غولدي كرم التي تعلّمتُ منها أيضاً الغوص في الكتب حتى قبل دخولي المدرسة".

تخرّجت سيف من مدرسة الحكمة - الأشرفية، فكانت الأولى بين زملائها، حاصدة المنح لدخول الجامعة. تقول: "درست الحقوق في العديد من جوانبه الجزائية والخاصة بالأحوال الشخصية والتحكيم الدولي كي أؤسس مع والدي مكتباً خاصاً بالاستشارات القانونية. وبعد سنوات قليلة أصبحتُ مستشارة قضائية ومُحكِمة في غرفة التجارة الدولية".

"السوبرانو العالمية"

شغف غرازييلا بالموسيقى بدأ باكراً، فأرادت صقل موهبتها الفنية بالعزف على البيانو ومرافقته بالتمارين الصوتية الخاصة، فبرزت مقدرتها الفريدة حتى وصلت أصداؤها إلى رئاسة الجمهورية في لبنان، حيث اعتمدها الرئيس الراحل الياس الهراوي آنذاك مغنية سوبرانو لحفلات التشريفات الرسمية في القصر الجمهوري. ونالت تنويهات عدة من ممثلين رسميين لسفارات الدول في لبنان. ومع استمرار مسيرتها الفنية بين النخبة السياسية المحلية والأجنبية في البلد تعلّمت الأداء بـ12 لغة عالمية، وأكملت تحصيلها الأكاديمي فتخصّصت في القانون الديبلوماسي العام والبروتوكول الدولي، لتصبح قدوة في الإصرار على النجاح والتميّز حيثما وُجدت في عواصم العالم ومدنه.

غرازييلا سيف هي اليوم "السفيرة الدولية لرؤساء فروع المنظمات الدولية إلى لبنان والشرق الأوسط". أطلق عليها لقب "سفيرة الحب والسلام والأحلام الوردية للإنسان والإنسانية" في العالم أجمع. تجمع في شخصيتها الرقة، القوة والذكاء، وعطش الانفتاح على الجميع. تقول: "انفتاحي على كل أنواع البشر جعلني أتعلّم لغات عدة (عددها 12 حتى اليوم) من أجل مخاطبتهم والتواصل معهم".

من أميركا إلى بيروت

لمع اسم غرازييلا سيف في عالم الاغتراب اللبناني من خلال أعمالها الإنسانية والثقافية. وهي حالياً تكرّس وقتها وتصب جهودها في "اتحاد السفراء الدوليين" في الولايات المتحدة الأميركية (United Ambassadors-at-Large -USA) بعدما انتُخبت لمنصب رئيسة أصيلة له العام 2014، وأُعلنت النتيجة من "الكومنولث" في ولاية فرجينيا حيث المقر الرئيس للاتحاد. وتوضح سيف أنّ الإتحاد يعمل بالتنسيق مع الإدارة الأميركية في واشنطن، "وأنا مَن وضعت الشرعة الأساسية للاتحاد وشعاره "التعايش العالمي"، وهدفه الأساسي "مكافحة التطرف" كما كنت أعمل قبل ذلك على إزالة الحواجز والتقريب بين إنسان وآخر".


أما لجهة كون السفيرة غرازييلا لبنانية، فتقول إنّ البيت الأبيض يتعامل معها بانفتاح ضمن إطار البروتوكول. وبالنسبة الى علاقات الاتحاد مع الدول العربية، تشير إلى أنها تقوم بجولات مستمرة في الوطن العربي ضمن مهمات ثقافية، إجتماعية وإنسانية.


وبوتيرة لا تهدأ ولا تكل، وفي إطار مواصلة تحقيق أهداف الاتحاد، افتتحت سيف قبل نحو ثلاثة أشهر في لبنان مكتب الإتحاد الأميركي للشرق الأوسط.  

وباستفسارنا عن الخدمات النوعية التي يقدمها المكتب الاتحاد في بيروت للبنانيين؟ تجيب أن مكتب بيروت الكائن في الأشرفية، "يهتم بمساعدة مواطني الشرق الأوسط لناحية استثمار طاقاتهم أكانت فكرية أم اقتصادية، خارج لبنان ضمن برنامج متكامل من دون أن يضطروا لترك عائلاتهم وأشغالهم في بلدهم الأم". أما للراغبين في السفر للزيارة أو للمّ شمل عائلاتهم، "يقدم المكتب استشارات قانونية واجتماعية لتأمين الإقامة اللائقة بهم، بالإضافة إلى الاتصال بالمدارس والجامعات المناسبة لتمكين الشباب من اكمال دراستهم بحسب اختصاصهم". وأشارت إلى أنّ عمل المكتب يتم بالتعاون الدائم مع المركز الرئيس للاتحاد في فيرجينيا، لا سيما مع شركات ومؤسسات متخصصة للإستشارات في القارة الأميركية الشمالية وأميركا اللاتينية، وفي بريطانيا ومع اختصاصيين في كندا وأوستراليا والاتحاد الأوروبي لمتابعة التفاصيل الأخرى كالترجمة القانونية أو تصديق الأوراق من الخارج وإليه، والمساعدة بتعبئة التأشيرات اللازمة وإيجاد البرامج الجامعية كما سبل العمل او الإستثمار الآمن من الشرق الأوسط وإليه".


ماذا نقول عن الفنانة، المهندسة والمثقفة، الحقوقية والديبلوماسية، الرسامة والديكوريست والباحثة في الحقوق المدنية والأحوال الشخصية والتحكيم الدولي والبروتوكول الديبلوماسي؟ سيف أول صوت يُعتمد في الشرق الأوسط كمرجعية لتعليم الغناء في لوس أنجليس - هوليوود. هي كاتبة رموزية لسيمفونيات والأناشيد الخاصة بافتتاح المهرجانات العالمية والتكريمات للشخصيات الدولية، حاملة بصمتها الخاصة بقدرتها على الأداء وكتابة النوتا وتوزيعها موسيقياً بآلات تجمع مختلف الحضارات باللغات الثلاث العربية والفرنسية والانكليزية. وأدخلت اللغات الثلات على السيمفونية الأخيرة التي أطلقت عليها اسم "نشيد حضارة السلام"، ونالت عليها الجائزة الأولى من منظمة "الأونيسكو".

وتقول غرازييلا إنها أول امرأة تنال شهادة في قيادة طائرة الهيليكوبتر من مطار كاليفورنيا. وأنها حازت على جائزة الأولمبيك العالمية في #قطر عن نشيد افتتاح الأولمبياد العام 2010.


إنها حفيدة أديب يوسف كرم لجهة والدتها الذي كان من المهتمين الأوائل في لبنان بالثقافة والتنمية البشرية والعمل على انماء البنى التحتية لأبناء منطقته الكفور الكسروانية. في هذا السياق، تقول سيف: "أفتخر بطيف جدي الذي أثّر إيجاباً في مسيرتي في شتى الصعد مع أنه تركني وأنا في السنة الأولى من عمري". وتسعى أن تشكّل مثله قدوة وتضع بصمتها في المجال الإنمائي المحلي والإغترابي.

تواصل هذه المرأة نشاطها الذي لا ينضب لتكون صلة وصل بين شعوب مختلف الدول ممثلةً الثقافة والأعمال الاجتماعية والإنسانية والسلام العالمي من خلال جولاتها المستمرة. وتؤكد حقّ كل إنسان في العيش حيث هو باحترام وسلام، من دون أن يتعرّض له أحد في حقوقه، وأن يتقبّل الآخر ولا يرفض الإختلاف، بل يحترمه، فيكون الإحترام الإنساني متبادلاً".

[email protected]

Twitter: @NicoleTohme




حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم