الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الحيوانات أيضاً ضد جدار ترامب... عمليات تزاوج قد تحدث "بين أعضاء العائلة الواحدة"

المصدر: "أ ف ب"
الحيوانات أيضاً ضد جدار ترامب... عمليات تزاوج قد تحدث "بين أعضاء العائلة الواحدة"
الحيوانات أيضاً ضد جدار ترامب... عمليات تزاوج قد تحدث "بين أعضاء العائلة الواحدة"
A+ A-

تجتاز نمور أميركية وأغنام جبلية وظباء يوميا بحرية تامة الحدود بين #المكسيك والولايات المتحدة في محيطها الحيوي، غير أن مشروع إقامة جدار فاصل بين البلدين قد يهدد هذه الأجناس الحيوانية بالانقراض. 

وتدعو لافتة منصوبة في قلب الصحراء المارة الى "التنبه لمرور حيوانات برية" بين أشجار الصبار والشجيرات قرب الطريق السريع الذي يربط بين مدينة سونويتا الحدودية بشمال غرب المكسيك.

فعلى جانبي الحدود، أقيمت محميات لهذه الحيوانات: في الشمال، في ولاية اريزونا، ثمة محمية كابيتسا برييتا للحيوانات البرية. أما جنوبا، في ولاية سونورا المكسيكة، فهناك محمية بينياكاتي الطبيعية وصحراء ألتار المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

هاتان المحميتان تضمان مساحات ممتدة على 90 كيلومترا من اصل أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر تشكل الحدود: في نطاق غير محدد بسياج معدني خلافا للمناطق الأخرى، ما يطلق العنان لتنقل الأيائل والذئاب وغيرها من الحيوانات البرية التي تتنقل باستمرار بين جانبي الحدود.

وحده سياج بسيط أقيم في الموقع "تم تصميمه خصيصا لعدم الحاق أي اصابات بالحيوانات البرية كي لا تحصل مشكلات في اجتيازها"، على ما يوضح ميغيل انخيل غراغيدا المسؤول عن الموارد الطبيعية في محمية بينياكاتي لوكالة فرانس برس.

وقد تحصل المشكلات مع إنشاء الجدار الذي يسعى لإقامته الرئيس الأميركي دونالد ترامب بهدف منع عبور المهاجرين غير الشرعيين ومهربي المخدرات، إذ سيكون لذلك أثر مدمر بالنسبة للحياة البرية والنباتية في المنطقة بحسب الخبراء.

في هذه المنطقة حيث تبلغ الحرارة أحيانا 55 درجة مئوية، باتت الأمطار أكثر ندرة ما يرغم الحيوانات على اجتياز مسافات أطول بحثا عن الماء والطعام ومواقع الاختباء وفق غراغيدا.

ويلفت غراغيدا إلى أن أكثر الحيوانات المتضررة ستكون الثدييات الكبرى والتي تواجه أصلا خطر الانقراض بينها ظباء سونورا ذات الوبر العسلي والأغنام الجبلية ذات القرون الحلزونية.

ويحذر الخبير في جامعة اريزونا ارون فليش من أنه "اذا ما وضعنا جدارا حدوديا عملاقا في قلب مسكنها، سنقطع حركة الهجرة لبعض الأجناس ما سيمنعها من إعادة استعمار" أراضيها.

ففي بعض المواقع في الصحراء، قد تختفي بعض الأجناس موضعيا على وقع موجات جفاف حادة أو أمراض وفق فليش الذي يقول إنه "إذا لم تستطع الحيوانات عبور الأراضي لإعادة استيطان هذه المناطق، لن تعود أعداد الحيوانات يوما كما كانت".

وبذلك، يشير خيراردو كيبايوس من معهد العلوم البيئية في الجامعة الوطنية المستقلة في مكسيكو، الى الأعداد القليلة من نمور اليغور في الأراضي الأميركية (أربعة حيوانات أو خمسة فقط) تعتمد في بقائها على وصول حيوانات أخرى من هذه الفصيلة من المكسيك.

إلى ذلك، من شأن وقف عبور الحيوانات التسبب بتراجع تدريجي في التنوع الجيني للحيوانات البرية المحلية.

ويقول غراغيدا: "اذا ما قسمنا أعداد الحيوانات الى النصف، سنشهد عمليات تزاوج بين أعضاء العائلة الواحدة" و"هذا قد يؤدي الى مشكلات مستقبلية متعلقة بالقربى".

وسيكون كل النظام البيئي للمنطقة موضع اضطراب اذا ما تم حد تحركات هذه الثدييات بواسطة الجدار.

هذا الأمر مرده إلى أن حيوانات كثيرة تنجح في استخدام مخالبها لكسر القشرة التي تتشكل على سطح الصحراء بعد سنوات من انحباس الأمطار، ما يسمح للمياه بخرق الطبقات السفلية تحت الأرض. وتسمح الحيوانات العاشبة من ناحيتها بنشر عدد كبير من البذور ما يوفر استمرارية للحياة البرية المحلية التي ستواجه تهديدا في حال إقامة أي جدار.

ويشير كيبايوس إلى أن الجدار سيكون له "أثر بالغ" على مجاري المياه عند الحدود إذ سيكون دون مرورها بين البلدين عوائق ما قد يؤثر على الحياة البرية ويؤدي الى فيضانات.

كذلك، فالبشر أنفسهم قد يتضررون من هذه الاضطرابات في النظام البيئي اذ ان جودة المياه والكميات المتوافرة منها ستتغير، كذلك الأمر بالنسبة للمناخ المحلي والجزيئات العالقة في الهواء وانتاجية الأراضي بحسب الخبير.

ويؤكد كيبايوس أن "اقامة الجدار تعني تدمير كل شيء"، مضيفاً إن منظمات مكسيكية وأميركية غير حكومية عدة تحضر لحملات ضد مشروع ترامب.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم