الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

قصة تفطرُ القلب... توفيت سيدريك بعد الانجاب ولحقت بها جدتها الى السماء

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
قصة تفطرُ القلب... توفيت سيدريك بعد الانجاب ولحقت بها جدتها الى السماء
قصة تفطرُ القلب... توفيت سيدريك بعد الانجاب ولحقت بها جدتها الى السماء
A+ A-

انتظرت تسعة أشهر لاستقبال مولودتها، حلُمت بغمرها، تقبيلها وإرضاعها، لكن ما حصل معها لم ينهِ فقط أحلامها بل حياتها، بعد نزيف حاد أصابها جراء الولادة، أدخلت على إثره في غيبوبة قبل أن يتوقف قلبها عن النبض، هي سيدريك ابنة شقيق المناضل جورج عبد الله، التي قاومت يومين قبل أن ترفع راية الاستسلام في الأمس.

يوم الخميس الماضي دخلت سيدريك الى مستشفى رحال في عكار، وضعت مولودتها، قبل ان تصاب بنزيف حاد بعد 24 ساعة أدى إلى دخولها في غيبوبة، نقلت على اثرها الى مستشفى جبل لبنان بطوافة عسكرية نهار الجمعة، مع اطلاق حملة في مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بالتبرع بالدم لها، لكن لم يصمد قلب الشابة كثيراً، فحجم الالم كان كبيراً، رحلت صباح أمس، تاركة عائلة مفجوعة على فقدانها، وزوج أصرّ ان تبقى ذكراها خالدة من خلال إطلاق اسمها على ابنتهما.

الجدّة وفت بوعدها

لم تقتصر خسارة القبيات على عروس تبلغ من العمر 24 عاماً، اذ لم تتحمل جدتها أديل نادر "الثمانينية" هول الكارثة، سقطت في ساحة البلدة وهي رافعة صورة حفيدتها خلال انتظار وصول جثمانها، أبت ان تفارق حبيبتها التي عاشت وإياها فترة قبل زواجها، قررت البقاء الى جانبها في الدنيا والآخرة، إذ كما قال جورج نادر قريب العائلة "يوم الاحد الماضي زارت الجدة سيدريك في المستشفى، صلّت لها، هامسة في أذنها وهي غارقة في غيبوبتها داخل غرفة العناية الفائقة انها ستموت من بعدها في حال استسلمت للموت، وبالفعل وفت بوعدها".

جنباً الى جنب وضع نعشا سيدريك وجدتها في صالون كنيسة الغسالة، زوجها انطونيو يوسف وهو من عديد الحرس الجمهوري لا يعي حتى اللحظة أن من احبها وارتبط بها، حالماً واياها بإنشاء عائلة رحلت مرغمة عند أولى محطتهما معاً في بناء مستقبل زواجهما. اما والدها اميل المغترب في روسيا البيضاء فقد أفنى حياته من اجل ابنتيه سيدريك وأماندا، عمل كل ما في وسعه كي يؤمن لهما حياة سعيدة، قبل ان يخطف الموت كبيرته منه فجأة، فلا احد يمكنه ان يصف حالته.

وداع "عروس السماء"

وهبت سيدريك الحياة لصغيرتها، لكن الموت كان في انتظارها، قصتها المأسوية هزت مواقع التواصل الاجتماعي، منذ الإعلان عن حاجتها للدم حتى شيوع خبر وفاتها ومما كتب عنها "فَيَرْجعُ التُّرَابُ إِلَى الأَرْضِ كَمَا كَانَ، وَتَرْجعُ الرُّوحُ إِلَى اللهِ الَّذِي أَعْطَاهَ" و "يرحمها ويجعل مسكنها الجنة والتعازي لعائلة عبدالله ولعمها جورج ابراهيم عبدالله...عروسة السماء...المسيح قام حقا قام"،" و" وداعا يا عروس... بالثوب نحو السماء".

عند الساعة الرابعة من بعض ظهر اليوم يقام جناز سيدريك وجدتها، بالورد والزهور يتم وداع العروس، لكن ذكراها ستبقى تفوح مع كل لحظة تكبر فيها طفلتها التي ستهب من منحتها حياتها، الخلود بعد مماتها!


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم