لا خروج من برج بابل قوانين الانتخاب إلا بالعودة إلى الاهتمام بأولويات الناس

ما كان لبنان يواجه "برج بابل" قوانين انتخاب لو أن الأحزاب فيه كانت وطنية كما في الماضي ولو أنها لم تكن طائفية كما هي اليوم بكل أسف. وما كانت تفصل قوانين على قياس مصالحها بل على قياس مصلحة الوطن والمواطن، ولما كانت تهتم بالحصول على مزيد من المقاعد النيابية بل كانت تهتم بطرح برنامج يشرح خطها السياسي لتجعل الناخب يختار بينها وبين خط آخر في الانتخابات. في الماضي كانت الكتلة الوطنية تخوض الانتخابات منافسة الكتلة الدستورية على أساس خطين سياسيين: خط الكتلة الوطنية الذي يقول بأن لبنان لا يوصف الا بذاته والأمة فيه أمة عربية لبنانية، وخط الكتلة الدستورية الذي يقول بلبنان العربي. فكان الحل الوسط بالقول إنه "ذو وجه عربي"... وفي انتخابات لاحقة خاضت الأحزاب المعركة بين خطين سياسيين: خط التصدي لـ"المد الناصري" وخط الانحياز اليه. ثم كانت الانتخابات الاخيرة بين خطين: خط الانحياز للسياسة السورية، وخط مناهضته ولم يكن ثمة كلام على مسيحيين يفوزون بالنيابة بأصوات مسلمين أو مسلمين يفوزون بالنيابة بأصوات مسيحيين بل كان الفائز هو هذا الخط السياسي أو ذاك. وللخروج من لعبة...