الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الإنسان بين آلاف الأجهزة وملايين الرسائل... لتحليل البيانات الضخمة ودراسة المخاطر

رلى معوض
الإنسان بين آلاف الأجهزة وملايين الرسائل... لتحليل البيانات الضخمة ودراسة المخاطر
الإنسان بين آلاف الأجهزة وملايين الرسائل... لتحليل البيانات الضخمة ودراسة المخاطر
A+ A-

يستخدم الأشخاص في عصرنا الرقمي آلاف الأجهزة المتصلة بهم في حياتهم العملية واليومية. وفي العالم اليوم 6.5 مليارات جهاز هاتف و10 مليارات جهاز متصل بالأفراد (connected objects)، ومن المتوقّع أن يرتفع العدد الى أكثر من 50 بليون جهاز متّصل بسبعة ملايين شخص في حلول السنة 2020. يتم إرسال نحو 31.25 ملايين رسالة في الدقيقة الواحدة، ومشاهدة 2,77 مليوني فيديو ويستخدم بليون شخص موقع "فايسبوك" يوميا. توفّر جميع هذه الوسائل بيانات (data) يمكن تحليلها واستثمارها في مختلف مجالات الحياة، ما يؤدّي الى ظهور أبرز الاختراقات العلمية لهذا العقد "البيانات الضخمة-Big data".  

لذلك نظّمت "منسقيّة الحدّ من مخاطر المواد الكيميائية والبيولوجية والاشعاعية والنووية" في رئاسة مجلس الوزراء و"المجلس الوطني للبحوث العلمية" المؤتمر الدولي الأول في شأن البيانات الضخمة، مع "المركز الفرنسي لتحليل البيانات الضخمة Cognitus "ومشاركة خبراء دوليين.

نصولي

وقال منظّم المؤتمر والمنسّق الوطني للحدّ من مخاطر المواد الكيميائية والبيولوجية والاشعاعية والنووية ومدير "الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية" التابعة لـ"المجلس الوطني للبحوث العلمية" الدكتور بلال نصولي، أنّ معالجة البيانات الضخمة وتحليلها لاستخراج المعاني المفيدة تساعد صانعي القرار في اتخاذ القرارات الفعاّلة في مختلف القطاعات، منها الصناعة، حماية البيئة، الاقتصاد، الصحة العامة، الأمن القومي وغيرها. كما يشكّل تحليل البيانات الضخمة، أداة لدراسة المخاطر البيولوجية والاشعاعية والنووية والكيميائية وتقويمها من خلال معرفة الأشخاص المنخرطين واتصالاتهم وخططهم ما يساعد على مكافحة التهديدات والحدّ منها.

طاهر

ولفت المنسّق العلمي للمؤتمر والباحث في مجال البيانات الضخمة في جامعة "فرساي" الفرنسية وفي كلية العلوم في الجامعة اللبنانية الدكتور يحيى طاهر الى أنّ النمو السريع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ساهم في ظهور انترنت الأشياء ووسائل التواصل الإجتماعي، ما يعزّز تطوّر عالم متّصل وذكي. إذ توفّر جميع الأدوات المحيطة بنا معطيات وبيانات يمكن للحكومات أن تستخدمها وتحلّلها لتحسين نوعية الخدمات في مختلف القطاعات مثل الاتصالات، الصحة العامة وغيرها. يقول طاهر إنّ لبنان يمتلك الكثير من البيانات في مختلف القطاعات، غير أنه يفتقر الى الخبرات في مجال معالجة البيانات وتحليلها ما يوجب العمل على تعزيز القدرات العلمية الوطنية بدل استيراد الحلول التقنية من الخارج.

بن برنو

وشدّدت البروفسورة في جامعة "باريس-ديكارت" سليمة بن برنو على أهميّة استخراج المعاني من البيانات، اذ لا يكفي توافر البيانات، بل يجب العمل على تحليلها واعطائها معنى لاستثمارها في مختلف القطاعات. إذ يساعد تحليل البيانات الضخمة على كشف الشبكات الارهابية، أو على تحديد المخاطر في مجال الصناعة ما يسهّل عمل شركات التأمين، أو على تعقّب حركة المهاجرين ما يعزّز حمايتهم. والمدن الذكية، التي تتصدّرها فيينا ثم تورنتو وباريس ونيويورك، تلبّي حاجة المجتمعات في ادارة أفضل للخدمات ومنها نقل العام وزحمة السير وانارة الشوارع وغيرها.

الحق

وشرح مدير التكنولوجيا في "المركز الفرنسي لتحليل البيانات- “Cognitus الدكتور رفيق الحق اهميّة البيانات الضخمة في المجال العسكري اذ تساعد المعلومات، التي يمكن رصدها من خلال الحسّاسات الموجودة على خوذات وبدلات العسكريين أو على المركبات العسكرية، على فهم أدقّ لساحات المعارك ما يساعد القادة العسكريين على الاستجابة بسرعة وعلى اتخاذ القرارات المناسبة.

حسيد

وتؤثر البيانات الضخمة، وفق مدير مختبر "Liris-Cnrs" في "جامعة كلود برنار ليون1" البروفسور مهند سعيد حسيد، في مختلف القطاعات وعلى ادارة الموارد، وعلى مشاركة المواطن في اتخاذ القرار من خلال الوصول الى البيانات ما يعزّز ديموقراطية المجتمعات (يشار الى المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا هم الدول المتصدّرة في شأن البيانات المفتوحة للمواطن). يعتبر حسيد أن لبنان بحاجة الى تدريب الباحثين، والطلاب والاساتذة.

شعيب

وشدّد مدير "المركز الفرنسي لتحليل البيانات" نسيم شعيب على أنّ انشاء مركز وطني للخبرات في مجال تحليل البيانات يساعد على مواكبة التطوّر في مجال الذكاء الاصطناعي (artificial intelligence) وعلى تدريب جيل جديد من الخبراء في تحليل البيانات، ما يعزّز تطوّر المجتمع في مختلف القطاعات.

الحريري

ولفت مدير مختبر " Autonomic computing" في "جامعة اريزونا الأميركية" البروفسور سليم حريري الى ان انفتاح لبنان وابداعه يساعدان على أن يكون مقّر مركز الخبرات في البيانات الضخمة في الشرق الأوسط من دون وجود حاجة، في العصر الافتراضي، الى أن يقيم الخبراء في لبنان بل يمكن لهم متابعة المهام عن بعد. خصوصا ان مستقبل التكنولوجيا يرتكز على البيانات الضخمة وتحليلها لاستخراج المنتجات والقيمة المعلوماتية في جميع المجالات ما يساعد الحكومات على اتخاذ القرارات الصائبة والفعّالة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم