الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

سليمان من بيت الدين: يجب تشكيل حكومة تواكب هيئة الحوار الوطني

المصدر: "الوكالة الوطنية للاعلام"
A+ A-

سأل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، عن السبب الذي يجعل اللبنانيين يظهرون وبشكل مجاني ان لبنان دولة فاشلة، في بلد يمتلك ديموقراطية يتقاتل الجميع من حولنا من اجلها، فيما نحن نحاول الاطاحة بها؟. ورأى "ان الالتزام بإعلان بعبدا هو الذي يحمي وحدة لبنان واستقراره كما الالتزام بالاستراتيجية الدفاعية الذي يحمي لبنان من اسرائيل، و"اقول يحمي لبنان وارض لبنان فقط."


واعلن الرئيس سليمان في كلمته خلال مناسبة انتقاله الى المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين، "الحقيقة، للسنة الخامسة على التوالي اكون سعيدا وانتظر هذا الموعد الذي اتي فيه الى بيت الدين وامارس مهامي من قلب الجبل الاشم، من قلب الشوف، من قلب المنطقة التي اشعر فيها فعليا انها منطقة الدولة اللبنانية، منطقة دولة القانون والعدالة. من قلب منطقة العيش المشترك العيش الواحد الذي هو اساس فكرة قيام الكيان اللبناني". واضاف "انا اعتز بهذه المرحلة التي امر فيها في بيت الدين في كل عام، ولكن يا للاسف، جاء عيد الفطر مرتين على التوالي والوضع في لبنان مضطرب، ويعاني مما يعانيه الوضع في الشرق الاوسط، وخصوصا في سوريا الشقيقة.والوضع اللبناني مضطرب باقتصاده وبفكر ابنائه وقلقهم على مصير الوطن، مضطرب بوجود مخطوفين داخل الوطن، مخطوفين من داخل الوطن وفي داخل الوطن، ومخطوفين من الوطن خارج الوطن، ومخطوفين ايضا من خارج لبنان واصدقاء لبنان داخل الوطن".


وتمنى الرئيس سليمان "لمناسبة عيد الفطر السعيد ان يكون مباركا على الجميع، عشنا الشهر الفائت بفرح، عشنا معا كلبنانيين وفرحنا بالعيد معا بعادات مختلطة في لبنان والاعياد مشتركة في لبنان، ولكن هناك مناسبة لنتساءل دائما لماذا لا تتابع هذه الاجواء؟ لماذا لا تجعلنا الاعياد نتابع سويا امورنا المصيرية؟ وتجعلنا نتساءل ونسأل مع الناس ونحن ايضا ليس لدينا الجواب الشافي. لماذا لا نستطيع بناء دولة؟ ما هو السبب؟ لماذا بنينا دول الاغتراب؟ لماذا لا نستطيع بناء دولة في لبنان، ماذا ينقصنا؟ لماذا نظهر بشكل مجاني ان لبنان دولة فاشلة؟ من يأتي الى لبنان رغم كل شيء يجد ان الوضع بألف خير لكن نحن نريد ان نبرهن للعالم اننا دولة فاشلة لا نستطيع القيام بأي شيء. خطابنا الاعلامي يقول كذلك، تصرفاتنا وخطابنا الاعلامي يدمر مكونات الوطن. السؤال بلا جواب. نحن لدينا ديموقراطية منذ عشرات السنين، هذه الديموقراطية التي يبحثون عنها في دول الجوار، نحن دفعنا ثمنها من شبابنا واقتصادنا ورفاهيتنا، كان لبنان ساحة للصراع، صراع الامم القريبة والبعيدة. هذا يكفي. هل من الضروري ان ندفع ايضا ثمن ديموقراطية الآخرين؟


انهم يتقاتلون ليحصلوا على الديموقراطية حولنا، هل نتقاتل نحن لالغاء الديموقراطية التي لدينا؟ ابدا، هذا الامر يدعو فعلا الى التساؤل. لماذا علينا ان نقدم لبنان واقتصاده وثقافته وامنه وحرية شعبه، حرية التعبير، حرية الممارسة فدية على مذبح ديموقراطية الآخرين؟ السؤال يتكرر، نحن لدينا اتفاق مهم، لدينا الميثاق الوطني الذي تجدد عبر اتفاق الطائف الذي انبثق عنه دستور ارسى معادلة ميثاقية سياسية بين جميع الطوائف اشركت الجميع في السياسة والجميع راضون وهذا المثال هو صالح لعالم الغد. هذه الديموقراطية التي نمارسها، صالحة للعالم المتنوع المتعدد، العالم الجديد. والسؤال نفسه: لماذا لا نطبق هذا النظام بشكل صحيح؟


الطائف اوصى باتفاقات وعلاقات مميزة مع سوريا، واوصى بالحفاظ وعدم تعريض امن الدولتين من الدول الاخرى. لا نحن نتعرض لامن سوريا ولا سوريا تتعرض لامننا. جاء اعلان بعبدا وثبت هذه المبادىء التي نص عليها الطائف، وكنا اتفقنا جميعا في هذا الاعلان على تحييد لبنان عما يجري من صراعات حوله وعن عدم السماح بأن يكون لبنان منطقة عازلة او آمنة للتدخل في سوريا لا عن طريق استقبال المسلحين وايوائهم ولا عن طريق ارسال المسلحين وايوائهم. اتفقنا في اعلان بعبدا على ضبط الحدود من قبل الجميع ولمصلحة الجميع، ولكن لم يتم تطبيق الاعلان كما يجب.


ايها الاخوة،
الالتزام بإعلان بعبدا هو الذي يحمي وحدة لبنان واستقراره كما الالتزام بالاستراتيجية الدفاعية التي قدمناها بعد اعلان بعبدا ووضعنا التصور على الطاولة وبتصرف الشعب اللبناني، وايضا الالتزام بالاستراتيجية الدفاعية يحمي لبنان من اسرائيل واقول يحمي لبنان وارض لبنان فقط. تكلمنا عن المعادلة التي وردت في البيانات الوزارية وهي الجيش والشعب والمقاومة، وان هذه المعادلة تحمي لبنان شرط ان يكون لها مدير او جهة تدير هذه العلاقة، ومن اجدى وادرى بادارة هذه المعادلة غير الدولة اللبنانية؟ وهذه المعادلة هي للتطبيق ولكن دون التفرد بالتطبيق
واقول اليوم ان الدولة اذا لم تقم بواجباتها، طبعا يفقد الجيش هيبته وتنكشف حصانة المقاومة، واذا لم يدافع الجيش عن الارض ضد الاعتداءات الاسرائيلية ولم يقم بواجبه في حفظ الامن بشكل جيد، فهو ايضا يكشف المقاومة ويضعف الدولة. كذلك الامر لا يمكن للمقاومة ان تتفرد بالتدخل في الشؤون الخارجية او الداخلية. فمن اجل المقاومة ومن اجل تحصينها، يجب ان نلتزم بإدارة هذه المعادلة التي اعتمدناها لان هيبة الدولة تسقط وتحرج الجيش وتشله وتسقط ايضا هيئة الحوار الوطني التي قامت بهذا الانجاز الذي يستوجب التطبيق. فلنعد جميعا الى الداخل، الى الوطن، ونخصص قدراتنا وقوتنا وامكاناتنا من اجل الوطن والدفاع عنه. فلندعم الجيش اللبناني ولا نغدر به، ولا نتهمه ونصعب مهمته، كما قلت في عيد الجيش عن طريق ايجاد مسلحين واسلحة ومنظمات تتصرف على هواها. فلندعم هذا الجيش حتى يصبح الجهة الوحيدة التي تملك السلاح ومقدرات الدفاع عن الوطن. اريد ان اقول ان القدرات الوطنية واعني الجيش، الدولة، المقاومة، ليست لفئة وليست لطائفة، بل هي ملك الوطن لا يمكنها ان تنحاز، وعلى الوطن ان يقرر كيف يتصرف بهذه القدرات. ان كان ببطولات الرجال او بعقولهم ودمائهم، والدولة الاساس لهذه المعادلة وهي تمثل الشعب وهي المسؤولة عن ايجاد حكومة لهذا العشب تدير شؤونه وتسهل اموره الحياتية وتحافظ على امنه وكرامته وسيادته. حكومة اردناها دائما وبشكل مستمر، حكومة جامعة من كل الاطياف اللبنانية، شرط الا يصبح هذا المبدأ متراسا لرفع المطالب او تعجيز تأليف الحكومة.


الاستحقاقات الدستورية تقترب، بالأمس اجلنا الانتخابات النيابية من اجل ايجاد قانون جديد، نأمل في اقراره وقريبا يبدأ السباق الى رئاسة الجمهورية والوقت ينفذ ولا يمكن الانتظار طويلا. يجب تأليف حكومة تدير شؤون الشعب، هكذا يقول الدستور، وهو يعطي صلاحية لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ان يؤلفا هذه الحكومة كما يريان مصلحة البلد. لا يمكن ان اتخلى عن صلاحية تشكيل الحكومة. ففي وقت نطالب بتحسين وتطوير صلاحيات رئيس الجمهورية، هناك صلاحية اساسية في تشكيل الحكومة، فيجب ان تشكل الحكومة في اقرب الآجال، هذا ما اقوله للجميع.


بالامس شكلنا حكومة وبأكثرية من فريق واحد، ولم تعتد على حقوق بقية الافرقاء، فرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ملزمان بالدستور الحفاظ على مصلحة الشعب اللبناني اكان اي فريق ممثلا بالحكومة ام لا. نحن الضمانة وضماننا يتعلق بمصلحة المواطن والحياة والعيش، فلا يجوز ان يتراجع لبنان بهذا الشكل في وقت يتعرض لصعوبات. حكومة تعالج المشكلات الحياتية، الامنية، موضوع النازحين الذي اصبح يشكل ضغطا كبيرا على المواطن والوطن. هذا الوعاء الصغير، لا يمكن ان يتسع لهذا العدد من النازحين، فمن اجل الجميع ومن اجل اللبنانيين جميعا، ومن اجل النازحين ايضا، يجب معالجة هذا النزوح وضبطه.


وتبقى ايضا المشاريع الاصلاحية واهمها يتعلق باللامركزية الادارية التي تعني البلديات. هذه المشاريع يجب ان تعود لتدرج في جدول اعمال الحكومة. انا اعلم انه لا يمكن في ما تبقى من وقت اقرار كافة المشاريع والقوانين، ولكن على الاقل يجب اطلاق هذه المشاريع وهذه القوانين، يجب تشكيل حكومة تواكب هيئة الحوار الوطني التي تجمع كافة الاطراف والتي يجب ان تنطلق ايضا بسرعة وتعود الى النظر باعلان بعبدا لتطبيق كافة بنوده تطبيقا صحيحا وصادقا، هيئة الحوار للمصارحة، كفى تكاذبا، علينا ان نتصارح على طاولة الحوار. بدأنا هذا العمل ولكن اجتماعات الهيئة توقفت، وانا سأصارح الشعب اللبناني والاطراف اللبنانيين، سأقول ما يفكر به الناس والشعب، كفى كذبا، فننظر الى الامور كما هي ونعالجها، فلنعش بواقعية ونقبل الرأي الآخر، فنفهم هواجس الآخرين، يجب ان نقول ما يريد الناس قوله. هل حقا لا يستحق الشعب اللبناني دولة؟ نعم الشعب اللبناني يستحق دولة، كما قلت في البداية، اللبنانيون في الاغتراب بنوا ممالك وامبراطوريات، فكيف بهم لا يستطيعون بناء دولة؟ اللبنانيون حرروا لبنان من اعتى عدو في هذه المنطقة، فكيف لا يستطيعون ان يبنوا دولة في لبنان؟ هل الخطف هو من شيمة لبنان؟ او الغدر بالجيش؟ هل التكفير هو دين اللبنانيين؟ هل الكمائن والتربص هي عهد اللبناني على شريكه في الوطن؟ ما نراه في هذه الايام امر غريب خارج عن كل معتقداتنا وتربيتنا منذ الاستقلال ولغاية اليوم.


اعود واكرر انني سأقول الحقيقة وكثيرون من اللبنانيين الى جانبي في هذه الحقيقة. والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، والنائب وليد بيك جنبلاط الى جانبي في هذه الحقيقة. سميت هذين الشخصين فقط لانني اريد ان انوه بالجهد الذي بذلاه اكان النائب جنبلاط او بكركي، من اجل اتمام المصالحات في الجبل ان شاء الله هذا العام، واقامتي هنا تنتهي باقامة مصالحة بلدة بريح.


اشكركم جميعا واشكر حضوركم في هذا الاستقبال الذي اصبح له رمزية كبيرة جدا بالنسبة الى الجبل والدولة اللبنانية ورئاسة الجمهورية. اشكر كل شعارات الترحيب المرفوعة على الطرقات، في البلدات المجاورة واتمنى لكم سنة طيبة وكل عام وانتم بخير".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم