الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

خيبة أمل فرنسية من اليسار واليمين التقليديين

المصدر: باريس - "النهار"
سمير تويني
خيبة أمل فرنسية من اليسار واليمين التقليديين
خيبة أمل فرنسية من اليسار واليمين التقليديين
A+ A-

عبر الشعب الفرنسي امس عن خيبته من اليسار واليمين التقليديين بتأهل المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبين. ويشكل عدم تأهل مرشحي اليمين التقليدي فرنسوا فيون والحزب الاشتراكي بينوا آمون اعادة خلط اوراق على الساحة السياسية الفرنسية ستحدد معالمها الانتخابات التشريعية في حزيران المقبل. فهل سينجح الرئيس المنتظر في تشكيل اكثرية يمكنها ان تحكم فرنسا خلال السنوات الخمس المقبلة، ام انه البلد سيواجه ازمة مؤاسساتية؟ 

ولم تردع التهديدات الأمنية الناخبين الفرنسيين من التوجه بكثافة الى صناديق الاقتراع في الجولة الاولى من هذه الانتخابات وهو فوز للديموقراطية على الارها. وسيكون بالطبع لشخصية الرئيس المقبل تأثير حاسم على مسار الأمور في فرنسا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وأمنيا كما على علاقتها فرنسا الخارجية داخل الاتحاد الاوروبي ومصير الاتحاد الاوروبي وعملته الموحدة وتعاملها مع الدولة الكبرى وتحديدا الولايات المتحدة وروسيا.

لم تحصل مفاجأت كما توقع البعض رغم وقوع زلزال داخل الطبقة السياسية الفرنسية بعد فشل مرشح اليمين التقليدي فرنسوا فيون من خوض الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية وهي خسارة كبيرة لليمين الذي كان يعتبر ان الطريق معبدة معبدة لوصول مرشحه الى قصر الاليزيه قبل ان تفوح رائحة الفضائح التي زعزعت معركة مرشحه. وهي المرة الاولى في تاريخ الجمهورية الخامسة التي يغيب فيها مرشح اليمين التقليدي عن الدورة الثانية. ومن جهة ثانية لم يتأهل مرشح الحزب الاشتراكي للمرة الثانية في هذه الانتخابات الرئاسية وخرج الحزب منها ضعيفا اذ لم يتخط مرشحه بينوا آمون نسبة ٧ في المئة من المقترعين. فهل سيتمكن الحزبين من حشد الناخبين خلال التشريعية؟

فرنسا كما اعلن ماكرون "اختارت التغيير" وكرّست خيبة أمل مواطنيها تجاه تياري اليمين واليسار التقليديين اللذين هيمناعلى السياسة في فرنسا لنحو اكثر من نصف قرن. ويمكن في حال تكريس النتائج في الانتخابات التشريعية المقبلة حصول زلزال سياسي عنوانه اعادة تشكيل المشهد السياسي الفرنسي.

وسيكون لهوية الرئيس المقبل تأثير على مواقف فرنسا من أزمات الشرق الاوسط والعالم العربي بشكل عام. بين لوبين التي تتبع نهجا متشددا يركز على الأصول المسيحية والاوروبية وعلى اولوية الاندماج داخل المجتمع الفرنسي وغيره من أشكال الخطاب الشعبوي، فيما يدعو ماكرون الى وحدة هذا المجتمع مع تأثير ذلك على سياسة الرئيس المقبل على القضايا العربية.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم