حسن ضيا مسيرة بطل يتحدى "الشلل" للوصول الى العالمية
في بلد يعتبر العدو الأول لطموح اي شاب، يصر حسن ضيا الشاب العشريني على مواجهة مجتمع لا يرى فيه سوى "مقعد" بعدما اصابه مرض منذ الصغر منعه عن الحركة ومتابعة حياته كأي طفل في عمره، الا ان عزيمته وحبه للحياة وللرياضة خصوصاً، اوصلاه الى حصد المراكز الأولى في اي بطولة يشارك فيها، لا بل ان طموحه تخطى حدود الوطن ليصل به الى المثابرة والتدريب المتواصل لتحقيق هدف المشاركة بماراتون رومانيا الشهر المقبل، ومن بعدها الانطلاق الى العالمية.
طموح لا حدود له
حسن الذي اصابه "Spina Bifida"، وهو عبارة عن خلل ينتج من مشكلة في مرحلة النمو المبكر جداً للجنين، تصيب عصب سلسلة الظهر. الا ان هذه المشكلة لم تكن عائقاً امامه، ففي سن الثانية عشرة قرر المشاركة في سباق الماراتون، بعدما تابع بطل لبناني آخر (ادوار معلوف) يحصد المركز الثالث في "الألعاب الباراولمبية" المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، فكان بمثابة الاشارة الأولى لحسن ليشق طريق معلوف ويتحدى الصعوبات ويبدأ رحلة البحث عن البطولات. ففي العام 2008 كانت التدريبات الأولى بمساعدة ودعم مباشر من معلوف، ليتمكن في سنة 20011 ولغاية 2015 من حصد المركز الأول بسباق 10 كلم في"ماراتون بيروت"، والعديد من السباقات الأخرى، كحصده المركز الرابع بسباق 42 كلم على متسابقين من لبنان والبلدان العربية يفوقونه سناً وخبرة.
طموح حسن يقف امامه اهمال من قبل الدولة و"استغراب" من قبل المجتمع، فالتدريبات التي يقوم بها تقتصر على الاماكن المغلقة كملعب بيروت البلدي او في منزله، وفي حال قرر المغامرة والتدرب على الطرق اللبنانية حتى وان كانت في ساعات الصباح الأولى، تكون بمثابة فيلم رعب له كما حصل معه حينما قرر سلوك طريق الكسليك لمسافة 40 كلم.
اهمال الدولة
الدعم المفترض من الدولة او حتى "اللجنة الباراولمبية اللبنانية" اقتصر على “bml bank” وبعض المنظمين في"ماراتون بيروت" ودعم معنوي ومتابعة مباشرة من ادوار معلوف، ليتمكن من خلال الدعم البسيط من الانتقال من السباقات العادية الى خوض مغامرة اخرى في "هاند سايكل"، وهي عبارة عن سباق بحاجة الى التدريب المكثف خارج المنزل، والى مرافقة، اما من الشرطة او حتى من بعض الرياضيين على الدراجات الهوائية. اما في لبنان فالأمر مختلف كثيراً، ولكن اصرار حسن على الانطلاق من لبنان والوصول الى العالمية يبقى علامة فارقة على عكس بعض الرياضيين الذين انطلقوا من اوروبا ورفعو اسم لبنان عالياً.
حصْدُ البطولات اصبح الشغف الأول لحسن، فالتدريبات المكثفة لم تمنعه من اكمال دراسته الجامعية، وتحقيق حلم آخر في مجال الاعلام، فتنسيق الوقت ما بين دراسته ورياضته المفضلة يبقى العامل الأهم له، فعند انتهاء حصصه الجامعية يثابر "النجم الشاب" على التدريب بشكل يومي لساعات عديدة، قبل خوضه سباق "ماراتون صيدا"، وبثقة كبيرة يؤكد أنه سيحصد المراكز الأولى، معتبراً ان "ماراتون صيدا" و"ماراتون طرابلس" سيكونان بمثابة تدريبات قبل خوض المشاركة الأولى العالمية له في "بوخارست هاف ماراتون".
دعم الأهل
لا ينسى حسن دور الداعمين له من المنظمين والأهل والاصدقاء مستفيداً من اي فرصة للوصول الى هدفه، وبضحكة ساخرة يقول في احد السباقات: قررت احدى السيدات اجتياز الطريق المخصصة للمتسابقين فاصطدمت بها وتعطل "كرسي الهاند سايكل"، ولولا الدعم المباشر من قبل الراعين له وانتظاره دعم الدولة لانتهت فرصة المشاركة العالمية، مضيفاً :"ان دعم الأهل بشكل مباشر وايمانهم بما اقوم به واصرارهم منذ الصغر على تقديم اي مساعدة لي أوصلني الى ما انا عليه الآن. اما اليوم فالحلم اصبح اكبر بالمشاركة العالمية"، آملاً في تحقيق المراكز الأولى ليكون بمثابة درس لأي شاب لديه طموح وهدف واصرار على تحقيق ما يتمناه، متمرداً في الوقت نفسه على واقعه ومجتمعه. فحسن ما زال في سن الـ21 والسباقات التي تنتظره كثيرة، عاتباً في الوقت نفسه على الدولة اللبنانية لعدم تقديمها اقله الدعم المعنوي لا المادي له وللعديد من النجوم الذين سبقوه، فادوار معلوف قدمت له هولندا جنسيتها واصبح يحصد المراكز العالمية من خلالها، اما الدولة اللبنانية فعندما تقرر الدخول في عالم الرياضة تفسده، وما حصل في كرة السلة او كرة القدم وغيرها من الالعاب خير دليل على ذلك.