السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الراعي: وضع لبنان لا يتحمل الانتظار ولا يمكن ربطه بأحداث سوريا ومصر والعراق

المصدر: "الوكالة الوطنية للاعلام"
A+ A-

اختتم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي زيارته الرعوية لرعايا أبرشية بيروت المارونية في المتن الأعلى، والتي رافقه فيها رئيس آساقفة بيروت المطران بولس مطر والنائب البطريركي العام المطران بولس صياح، بقداس إلهي في ساحة المتين بعدما كان زار بيت الموحدين الدروز في المتين وكنيسة سيدة الخلاص في مشيخا وكنيسة مار شربل (قيد الإنشاء) ومركز الصليب الأحمر في وطى المروج- غابة بولونيا وكنيسة مار مخائيل في بنابيل.


وبعد الإنجيل، ألقى الراعي عظة جاء فيها: "المتين وبلدات هذه المنطقة اعتادت سماع كلام الله وتعليم الكنيسة، فتقدمت دينيا وثقافيا ووطنيا. واليوم أكثر من أي يوم مضى، ترانا كلبنانيين وبخاصة المسؤولين السياسيين بحاجة لاستلهام هذا الكلام والتعليم. فزمننا الحالي زمن الضياع والانقسامات وتعطيل عمل المؤسسات الدستورية، والأخطار الأمنية، وانحراف العمل السياسي عن هدفه "كفن شريف لخدمة الانسان والخير العام. وهو فن يلتزم، من أجل هذه الغاية، النشاط الاقتصادي والاجتماعي والتشريعي والإداري والثقافي، بحيث تتوفر لجميع المواطنين أوضاع الحياة التي تمكنهم، أشخاصا وجماعات، من تحقيق ذواتهم تحقيقا أفضل" (شرعة العمل السياسي، ص 6).


من هنا، من هذه البلدة التاريخية ومن هذه المنطقة المخلصة للبنان، ندعو الأفرقاء السياسيين عندنا لتحمل مسؤوليتهم التاريخية الحاسمة. فلا يمكن أن يستمر لبنان في حالة من التفكك في أوصاله الدستورية والاقتصادية والاجتماعية. فإذا كانوا حقا رجال دولة، بكل أبعاد الكلمة، بات لزاما عليهم الخروج من متاريسهم الهدامة، وأحكامهم المسبقة ومشاريعهم المضمرة، ونواياهم غير المعلنة، وشبهات خياراتهم، والجلوس الى طاولة الحوار بروح المصارحة والمصالحة، من دون إغفال دور المثقفين وسائر فعاليات المجتمع اللبناني وهيئاته الاقتصادية والإنمائية والتربوية".


واضاف "لقد دعا فخامة رئيس الجمهورية الى اتخاذ هذه الخيارات والبدائل، التي حدد مساحاتها في خطاب عيد الجيش في أول آب الجاري بكل صراحة ووضوح، كرئيس للبلاد، مسؤول عن حماية الدستور ووحدة الشعب اللبناني وكيان الدولة، من أجل خير لبنان وكل اللبنانيين. إنها خيارات وبدائل استراتيجية داخلية وخارجية، إقليمية ودولية. وقد كتب عنها الكثير، وألقيت عليها أضواء، وطرحت حلول. إن الوضع في لبنان لا يتحمل التأجيل والانتظار، ولا يمكن ربطه بما ستؤول إليه الأحداث في سوريا ومصر والعراق. بل ينبغي العمل من قبل الجميع على بناء الدولة القادرة والفاعلة، وفقا لنصوص اتفاق الطائف وروحه. بحيث تكون دولة ذات حكم توافقي قائم على سلطة مركزية قوية، تشارك فيها جميع القوى الوطنية، وعلى لامركزية إدارية موسعة".


وقال "كم يؤسفنا أن يوصم الأمن اللبناني، أمس الأول، على طريق مطار بيروت بوصمة عار تشوه وجه لبنان، بخطف الطيارين التركيين بدقة واتقان احترافي، فيما أمن الدولة غائب ومغفل. إننا نندد بشدة بهذا الخطف المشين والمسيء للبنان وندينه. ونقول للمسؤولين في الدولة اللبنانية: كفى استهتارا بالأمن ومصالح الناس واحترام الغرباء. كفاكم خلافات شخصية على حساب لبنان ومؤسساته وشعبه. إننا نطالب بالإفراج عن الطيارين المخطوفين في أسرع وقت ممكن. ونجدد النداء بالإفراج عن اللبنانيين المخطوفين في أعزاز، والمطرانين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم والكهنة الثلاثة المخطوفين في الأراضي السورية. ونصلي على هذه النية".


ودعا "من هذا المكان الغني بالتراث الوطني اللبناني الى جمع الشمل والقوى من أجل إعادة إحياء لبنان في كيانه وهويته ورسالته وفي علاقته بمحيطه العربي وبالأسرة الدولية. إن موقعه الجغرافي ونظامه السياسي المميز عن كل محيطه، يقتضي إبعاده عن سياسة المحاور الاقليمية والدولية، وعن التمحور في أحلاف خارجية تخوض صراع مصالح ونفوذ على أرضه وعلى حسابه، مع الحرص على انفتاحه وتفاعله مع محيطه والعالم. بالتالي ينبغي الوصول إلى إعلان حياد لبنان مع تعزيز قدراته الدفاعية، بحيث يكون ملتزما قضايا السلام والعدالة وحقوق الإنسان وترقي الشعوب، اقليميا ودوليا".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم