الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الانتخابات الفرنسية... هل يقضي الارهاب على الديموقراطية؟

المصدر: باريس - النهار
سمير تويني
الانتخابات الفرنسية... هل يقضي الارهاب على الديموقراطية؟
الانتخابات الفرنسية... هل يقضي الارهاب على الديموقراطية؟
A+ A-

شهدت فرنسا خلال الأسبوع الأخير من الانتخابات الرئاسية عملية إرهابية أدت الى مقتل شرطي في جادة #الشانزيليزيه والإرهابي الذي غدره، فيما تمكنت الشرطة من القبض في مرسيليا اول الاسبوع غلى ارهابيين كانا يخططان لإجراء عملية ارهابية خلال الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية. التهديد الامني الذي تعرضت له فرنسا يطرح تساؤلات عدة ويؤثر بشكل مباشر على مجريات هذه الانتخابات: فكيف سيتعامل الناخب الفرنسي مع هذا الوضع؟ ومِمن من المرشحين سيكون المستفيد الاول من هذا الوضع؟ وما هو عموماً تأثير هذه العملية الارهابية في وسط باريس على نتائج الانتخابات؟ 


سيكون بالطبع للعملية الارهابية التي نفذت مساء الخميس الماضي تأثير مهم اولاً على جو الانتخابات غداً. وقد اعلن رئيس الوزراء الفرنسي برنار كازنوف أمس ان السلطات الفرنسية حشدت عدداً كبيراً من رجال الامن (نحو ستين الف عنصر) لتامين سلامة مجرى العملية الانتخابية والناخبين الذين قد يتخذ عدد منهم قررا بالامتناع عن التصويت خوفاً من العمليات الارهابية، مع العلم ان نسبة عدد المترددين وعدد الذين قرروا عدم الاقتراع قبل العملية الارهابية كان مرتفعاً نحو 35 في المئة من الناخبين لعدم اقتناعهم بالمرشحين رغم عددهم الوفير (11 مرشحا) بعد ان اصابتهم خيبة امل من السياسيين وبرامجهم. فالمهم للسلطات الفرنسية ان لا يؤثر الوضع الامني على زيادة نسبة عدد الممتنعين عن التصويت لان عدم الاقتراع يشكل ضربة للديموقراطية.


اما الخطر الثاني فهو طغيان العاطفة على قرار التصويت وليس العقل، وان تؤدي الصور التي تشاهدها الناس على شاشات التلفزيون الى نشوء خوف عند الناخب الفرنسي وان يكون اقتراعه نابعاً من هذا الخوف ومدى تاثيره على نتائج الانتخابات الرئاسية.


واصبح موضوع الارهاب ثالثا في صلب المعركة الانتخابية. فسيتساءل الناخب الفرنسي قبل وضع ورقته في الصندوقة: "من هو المرشح الذي يمكنه ان يحميني من الارهاب في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها البلاد؟"، وقد شهدت البلاد العديد من العمليات الارهابية التي ادت الى مئات القتلى والجرحى منذ سنتين. وبالطبع ان هذا التساؤل لدى الناخب سيؤثر على نتائج الاقتراع ،وقد تحصد مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبين نسبة عالية من الأصوات لانها تحرك مشاعر الخوف عند الناخب الفرنسي.


ويمكن القول ان لا احد حتى الان من السياسيين تمكن من ان يكون "المرشح" الأوفر حظا لهذه المعركة ولم يتمكن اي مرشح من أن "يلبس" بالنسبة الى الناخبين "ثياب" الرئيس لان المعركة قامت على رفض رجال السياسة بشكل عام وعدم الاقتناع ببرامجهم وإمكانهم تشكيل مستقبل فرنسا، وهذا ما يفسر المفاجآت خلال الدورات التمهيدية داخل اليمين واليسار.


وقد تستفيد المرشحة لوبين من هذا الواقع وقد أقنعت ولأول مرة عددا كبيرا من نسبة الناخبين نحو 22 في المئة من المقترعين بان الأحزاب التقليدية الفرنسية، اليمين والحزب الاشتراكي، اللذين حكما فرنسا اكثر من ستين عاما فشلا في تأمين الاستقرار الامني وأنهم مسؤولان سياسيا على ما تشهده البلاد من اعمال ارهابية، وانها من خلال برنامجها الذي اعلنت فيه الحرب على الارهاب وكل الغرباء الذين يعيشون في فرنسا مستعدة للقضاء على الارهابيين وتأمين سلامة الفرنسيين.


ويامل المرشح اليميني فرنسوا فيون من ان تؤدي العملية الارهابية الى زيادة عدد نسبة مؤيديه. فبعد ان كانت معركته مشوبة باتهام زوجته واولاده بوظائف وهمية فإن المعركة ستأخذ بعد العملية الارهابية منحى اخر. فهل رئيس الوزراء السابق هو الرجل الذي لديه الخبرة الكافية بين بقية المرشحين ليجعل من محاربة الارهاب المحور الاساسي لولايته الرئاسية. ويمكن ان تتحول المعركة الرئاسية الى معركة حول كيفية القضاء على الارهاب مع العلم ان فيون عندما كان رئيساً للوزراء في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي قلص عدد رجال الامن وتم اعادة تنظيم المخابرات الفرنسية وهذا ما ينتقده عدد من الخبراء.


اما المرشح إيمانويل ماكرون فسيشدد امام ناخبيه انه لا يستخف بالتهديدات الارهابية ولكنه يختلف مع فيون ولوبين حول كيفية معالجتها. وسيحاول اعادة الصراع حول البرامج الانتخابية بين اليمين واليسار الوسطي. وقد يشدد على انه يرفض ان يكون الخوف محرك هذه الانتخابات، وسيدعو الى عدم تقسيم الفرنسيين بين المسيحيين من جهة ومن جهة اخرى المسلمين الارهابيين كما تحاول القيام بذلك لوبين. وسيؤكد ان المعركة ليست ضد المسلمين بل ضد المتطرفين والارهاب.


وماكرون يتميز عن لوبين وفيون اللذين سيحركان هذه المشاعر التي يمكنها ان تقسم الفرنسيين بانه يدعو الى وحدتهم والى دينامية من اجل التقدم.



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم