الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"ممنوع فتح الشباك"... "الكوستابرافا" يعرضُ عضلاته و"هروب جماعي صيفاً"!

المصدر: "النهار"
م. ب.
"ممنوع فتح الشباك"... "الكوستابرافا" يعرضُ عضلاته و"هروب جماعي صيفاً"!
"ممنوع فتح الشباك"... "الكوستابرافا" يعرضُ عضلاته و"هروب جماعي صيفاً"!
A+ A-

أشرقت الشمس وبان المرج. #الكوستابرافا عرض عضلاته لكلّ من استهان به، مانعاً سكان ساحل بيروت الجنوبي من فتح شبّاك.  

وإذا كانت أشعة ربيع نيسان فعلت ما فعلته، وأيقظت ما أيقظته من انبعاثات مختمرة على شاطئ البحر، فإنّ الصيف يعدُ "السكان المعترين" بهروب جماعي. نحن في زمنٍ تهجرنا فيه "قنابل" أكياس #النفايات عوض صواريخ الميليشيات. مصدر المصيرين واحد: من يتربّعون نواباً ووزراء في دولتنا العتيدة. على أمل أن يكون القصاص أكثر إيلاماً للمواطنين هذه المرة، وأن يذوقوا "الواوا" الموجعة التي تجعلهم لا يكبتون صراخهم، ولا يبتسمون في وجه زعمائهم، ضحكة كاذبة. فلنصلِّ ألا يعتادوا استنشاق الروائح، لأنّ تجاربهم الماضية لا تبشّر خيراً. تبقى العين على القضاء للبتّ في قضية إقفال المطمر. حتى ذلك الحين، وإذا سألت عما يتكبده سكان ساحل بيروت الجنوبي، فيأتيك الجواب من أصحاب الاختصاص. أما وزارة البيئة، فماذا تقول؟



رياح جنوبية غربية

يؤكد الدكتور علي فاعور أنّ الروائح منبعثة من مطمر "الكوستابرافا"، داحضاً أي نظرية تدّعي أنّ مصدرها مختلف. ويشرح علمياً الأسباب التي تؤدّي الى انتقال الرائحة الكريهة في الهواء لتصل الى التجمعات السكنية في ساحل بيروت الجنوبي، ويقول لـ"النهار" إنّ "وجود المطمر في جنوب غرب بيروت، سيؤدي حتماً الى انبعاث الروائح في المناطق المحيطة، بسبب الرياح الجنوبية الغربية التي تنقل الانبعاثات في اتجاه اليابسة وليس في اتجاه البحر". السخرية تبدو جلية في حديث فاعور الذي يستغرب كيف للدولة اللبنانية أن تقيم مطمر نفايات في جنوب غرب عاصمتها، وهي تعي اتجاه الرياح. ويتمثل بالاعتراضات التي ندّدت بإقامة مصنع البحصاص في جنوب طرابلس. كلام فاعور يجعلنا نتساءل عن فداحة الوضع، خصوصاً أننا نتحدّث عن جبل قمامة في "الكوستابرافا" وليس عن مصنع! لا بل أنّ الدولة أصرّت على إقامة مطمر في محيط مطار رفيق الحريري الدولي، وفي منطقة يشتهر فيها الاكتظاظ السكاني، إذ أنها ملجأ كلّ من أراد أن يقطن قريباً من العاصمة. وتبلغ الكثافة السكانية في ساحل بيروت الجنوبي، وفق فاعور، 20 ألف نسمة في الكيلومتر المربع الواحد، فيما تدخل ألوف السيارات يومياً من مدخل بيروت الجنوبي. كلّها عرضة أمراضٍ فتّاكة، من دون أن ننسى الكلفة السياحية الضخمة المترتبة على منطقة سعر إيجار الشقة فيها يتجاوز الـ600 دولار أميركي.



جراثيم في الهواء

صحياً، تؤثّر رائحة النفايات الكريهة المنبعثة من مطر الكوستابرافا في الجهاز التنفسي للإنسان، وتقلل من مناعته، ما يجعله عرضةً أمراضٍ عدّة، خصوصاً بالنسبة إلى من يعاني أمراضاً مزمنة كالربو والقلب.

علمياً، تنتقل الباكتيريا الموجودة في الهواء إلى جسم الإنسان بعد استنشاقه الأوكسيجين، فتدخل عبر الرئتين وتنتقل بالدم.

 ويؤكد الاختصاصي في الأمراض الداخلية الدكتور جهاد شقير لـ"النهار"، أنّ أيّ انبعاثات لروائح كريهة مصدرها النفايات، تنذر باحتوائها جراثيم في الهواء، لا بل أنّ الرائحة الكريهة عينها سببها احتواء الجراثيم هوائياً. ما يعني أنّ أيّ جوّ موبوء يؤثر سلباً في صحة الانسان، لأنه يتنشق هواءً وسخاً بدلاً من الأوكسيجين النظيف".

وينصح شقير بعدم تناول الأطعمة في الشرفة واقفال النوافذ لأنها ستكون عرضة للجراثيم، مؤكداً أنّ المواد الكيميائية الموجودة في النفايات والتي بدورها تتحول جراثيم، تؤثر سلباً في روائح الملابس المغسولة والمنشورة في الهواء الطلق، خصوصاً الصوفية منها.



وزارة البيئة

رسمياً، لا تعتقد وزارة البيئة على لسان وزيرها طارق الخطيب أنّ"الكوستابرافا" هو مصدر روائح النفايات الكريهة، كما يقول لـ"النهار". إذاً، كيف نعرف مصدر الرائحة، وما الحلّ؟ "يقال إنّ مصدر الرائحة الكريهة هو نهر الغدير ومحطات التكرير". ولكن من الواضح أنّ الرائحة ناتجة عن نفايات وليس عن مياه مبتذلة، لا بل من المؤكّد أنّ اتجاه الرياح ينقل الانبعاثات الهوائية الكريهة إلى مناطق ساحل بيروت الجنوبي. "لا علم لي باتجاه الريح وحركة الهواء"، يقول الخطيب. لكن الناس ضاقت ذرعاً في الروائح التي ما عادت تطاق، فيردّ: "إذا كانت الروائح مصدرها الكوستابرافا، لا بدّ من وجود وسائل لتخفيفها". متى إذاً؟ ماذا نقول للناس المهدّدين بترك منازلهم والهروب جماعياً من الواقع المزري؟ "سنجري دراسة لنعلم من خلالها مصدر الرائحة، وثمة مهندس موجود بشكلٍ دائم في "الكوستابرافا" ومشرف على ما يجري". إذاً، ما هي المهلة الزمنية التي تتطلبها الدراسة لتبصر النور؟ "تتطلبّ أسبوعاً".


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم