السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

في شتورا... ما الذي يدفع رجلا الى صبّ البنزين وإضرام النار بنفسه؟!

زحلة – "النهار"
في شتورا... ما الذي يدفع رجلا الى صبّ البنزين وإضرام النار بنفسه؟!
في شتورا... ما الذي يدفع رجلا الى صبّ البنزين وإضرام النار بنفسه؟!
A+ A-

أدخل زعيم مصطفى إبرهيم، وهو كردي من كوباني، من مواليد 1973، الى مستشفى شتورا مصاباً بحروق في وجهه وصدره وبطنه ويديه من الدرجة الاولى والثانية، بعد أن أقدم على اضرام النار في نفسه، ليل الاربعاء. والسبب؟ إخفاقه في لقاء إبنته القاصر، البالغة بحسبه 17 سنة و3 أشهر من العمر، بعد أن وصلته صور وأخبار جعلته يشتبه بسلوكها، وفي إبعادها عن مجتمع يعتقد بانه دفعها للانجرار الى الاسوأ، بعد تزييف عمرها على أنها راشدة، على ما يقول. 

ويروي الرجل من سريره في المستشفى، بأنه خرج من السجن في سوريا منذ 7 أشهر، بعد أن أمضى عقوبة 7 سنوات، لاطلاقه النار على زوجته ومن يقول بانه عشيقها، يومها كانت إبنته في التاسعة من عمرها. وبأنه بعد خروجه من السجن توجه الى تركيا عن طريق التهريب حيث أقام شهرين، تاركا طليقته وابنتهما وابنهما، الذين كانوا قد لجأوا الى لبنان، بحالهم. الى ان جاءه أحدهم وأطلعه على صور منشورة لابنته "وهي تضع رأسها في حضن شاب، وهي ترقص". فثارت ثائرته، لافتا الى ان الاكرد يعطون الحرية لبناتهم، ولكن ليس أن تمشي مع الشباب وتلتقط صور لها بالاوضاع تلك مع رجل، فغادر تركيا وتوجه الى لبنان عن طريق التهريب، حيث أوقف لبضعة ايام لدخوله البلاد خلسة، وخرج قبل يومين، محاولا الوصول الى إبنته. وقد تبين له انها تقيم عند خالتها في بلدة قب الياس، وليس مع والدتها، متحدثا عن أن للخالة وزوجها سيرة عاطلة، ويتهمها بأنهما جرّا إبنته الى أن تكون برفقة اشخاص سيئين وصولا الى إشتباهه بانه يجري تشغيلها في شبكة دعارة. لم يتمكن زعيم من لقاء إبنته، على ما يقول، ولا حتى عن طريق إبنه، البالغ من العمر 16 سنة والمقيم مع والدته، الذي نفى علمه بكل ما يتعلق بأخته. وبينما كان يفترض ان يتم ترتيب لقاء له معها عبر احد الاشخاص فأنه في المقابل سمع تهديدات له وكلاما شائنا يتعلق بابنته وشرفها وتعييره بعدم قدرته على أن يفعل شيئا. لم يتحمّل الرجل، المتخبّط بمشاعر العار المرتبطة بالشرف، والمكبّل بالعجز، فاشترى ليتر بنزين وأضرم النار بنفسه.

يقول زعيم بان كل ما يريده هو ان يأتي بإبنته لتعيش مع اعمامها. وهو إذ لا ينكر أنه في أحد المرات هدد بقتلها بناء على تشكيكه بسلوكها إلا انه ينفي بانه بالحقيقة يريد ايذائها، ولذلك هو يرضى بالا يتم تسليمه أبنته لتعيش معه بل أن يتم تسليمها لاعمامها لتعيش معهم.

هل يظلم زعيم إبنته بتشكيكه في سلوكها، إنطلاقا من بضعة صور وأخبار وصلته بالتواتر؟ أم هل حقاً يجري تشغيل قاصر في شبكة دعارة؟ لدى زعيم مجموعة اسماء وعناوين عن اشخاص يقول انهم يسهلون الدعارة ويتعاطون حشيشة الكيف والحبوب المهلوسة، يمكن للتحقيق الامني ان يهتدي بها للوصول الى حقيقة الامور المتعلقة بفتاة قاصر من جهة وبصحة وجود شبكة دعارة محتملة من جهة ثانية. زعيم مصرّ على "إنقاذ" إبنته ويقول بأنه حتى لو أُبعِد عن لبنان، فهو سيعود خلسة سيراً على الاقدام لهذه الغاية، لكن زعيم في ورطة أخرى ذلك أنه يحتاج الى علاج متخصص لحروقه، على ما أفدنا بالمستشفى، وهو لا يملك المال لذلك.




حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم