الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

جمال سليمان لـ"النهار": التاريخ يحكم على مَن يوالي الأسد... أين الحيادية الفنية؟

المصدر: "النهار"
إسراء حسن
إسراء حسن
جمال سليمان لـ"النهار": التاريخ يحكم على مَن يوالي الأسد... أين الحيادية الفنية؟
جمال سليمان لـ"النهار": التاريخ يحكم على مَن يوالي الأسد... أين الحيادية الفنية؟
A+ A-

"أسوأ أنواع الاغتراب عندما لا يستطيع المواطن العودة إلى وطنه بإرادته. ويقتصر الامر على مشاهدة بلده عبر نشرات الأخبار. كلّها دمار وقتل وصراع وحرب، تسأل نفسك: هل سأعود إلى وطني؟ هل سيبقى هذا الوطن؟ هل سأبقى حيّاً كي أعود اليه؟ الواقع صعب ومأسوي بالنسبة إلينا لأننا ابتعدنا عن سوريا ولا يمكننا العودة إليها في الوقت الراهن، ولكن لن يطول الامر قبل أن نستطيع العودة". كلمات تجسّد صرخة تخترقها غصّة عبّر عنها الفنان السوري #جمال_سليمان. 

هي ليست صرخته وحده، بل عبّر بجرأة عن صرخات المهجرين قسرياً من سوريا، خصوصاً في ظل استمرار ماكينات القتل والذبح هناك. والحديث دوماً مع فنان سوري يتيح الفرصة لاستراق النظر إلى الجزء المظلم من ابتعادهم من وطنهم، لكن ذلك لم يمنعهم من مواصلة مسيرتهم الفنية التي يجدون فيها منفذاً لرفع الصوت ودعم قضيّتهم من خارج الأراضي السورية. هذه هي حال المعارضين، أمّا المؤيدون للنظام فموقعهم آمن في سوريا تغطيه مظلة دعم بقاء #بشار_الاسد على كرسيه.


لا يُخفي سليمان مواقفه ويعلن دعمه للقضية الوطنية بوصفه فناناً ومعارضاً سورياً ناشطاً. وفي مقابلة مع "النهار" أفصح عما يجول في واقعه الفني والسياسي. 

الفنان السوري المغترب


سليمان المقيم في القاهرة بسبب الحرب الدائرة في #سوريا يتحدّث عن "عيشة" الفنان السوري المغترب قسرياً، ويقول: "هناك الملايين من المغتربين عن اوطانهم بخيارهم يملكون الحرية في قرار العودة إلى وطنهم متى شاؤوا". لكنه لا يملك سوى متابعة أخبار بلده عبر شاشات التلفزيون والاخبار من هنا وهناك. ومثلما هو يؤيد التغيير والاصلاح والحرية والثورة فهو من المواجهين لسياسات الارهاب، وقدّم التعازي الى الشعب المصري بأكمله وليس إلى الأقباط فحسب في الحوادث الأرهابية الأخيرة، معتبراً أنّ "الارهاب يستهدفنا جميعاً ويضرب الوطن في صميمه ويجب أن نتوحّد ضد هذه الآفّة".


 بين مؤيد للنظام ومعارض له... أين الحيادية الفنية؟


يجزم سليمان بأنّ الدعوة إلى السلام ليست موقفاً حيادياً، والحيادية في هذا الشق شيء سلبي جداً، ويقول: "نحن كفنانين سوريين نتبنّى موقفاً ندعو من خلاله إلى وقف الحرب".


ويتابع: "كيف يعود السلام إلى سوريا؟ الجمهور اعتاد على الفنانين أن يظهروا في اللقاءات الصحافية وعبر وسائل الاعلام كأنهم ملائكة، ويقولون بما هو عام عن سوريا ولا يُفهم منه سوى الكلام المعهود الرومانسي. الفنانون يخافون التعبير عن موقفهم حتى لا يخسروا جزءاً من جمهورهم، أو خوفاً من مغبّة موقفهم بسبب وجود أشخاص معارضين لتلك المواقف"، لافتاً إلى انّ "هناك لحظات تاريخية معيّنة يجب أن يحدد فيها الانسان موقفه منها. الناس تعتقد أن هذا تدخّل في أمور السياسة، لكن ما يحصل في سوريا ليس استحقاقاً سياسياً. نتكلم عن قضية وطنية ووطن يُدمّر كل يوم ويُقتل ناسه، فكيف لا نتحدث عن هذا الوطن الذي نكاد نفقده؟".


ألم تخسر جزءاً من جمهورك بإعلان معارضتك للنظام السوري؟ يستطرد قائلاً: "حتى لو كنت خسرت فأنا خسرته لفترة وجيزة جداً، حتّى الناس الذين ظنّوا انني خسرتهم يفكرون بالكلام الذي أقوله ويعيدون النظر. أشعر أن موقفي إلى جانب زملائي في الوسط الفني موقف وطني سيحترمه الناس وسينظرون إلينا على أننا تصرّفنا بشكل صائب، وقبل أن نكون فنانين نحن مواطنون". ويضيف: "ليس لدي وطن آخر غير سوريا ومن حقّي ان أدافع عنه وأن أحدد كيف سيكون الكفاح من أجله".


وتابع: "هناك فنانون يشهرون الولاء للنظام والتاريخ سيحكم على كل منّا، ونحن نرى أن موقفنا هو الصواب لأنّ الدفاع عن النظام مسألة صعبة جداً تدفع الانسان إلى الكذب". 



 "اللّوبي" الفنّي لأجل سوريا


بالنسبة الى سليمان، لوبي الفنانين يوجد في شكل عفوي وصادق من خلال التوحّد، ويقول: "أنا منخرط رسمياً في العمل السياسي كمعارض وأحضر مفاوضات جنيف ولي مساهمات فيها وألتقي ممثلين عن دول عدّة أتحدث فيها عن طبيعة الحل في سوريا، وأرى أنني أساهم لأجل سوريا رغم الظروف الصعبة في ظل استماع العالم لنا بطرف أذنه".


ووفق رؤيته "الوقت سيأتي لكي يجلس الناس الى طاولة الحوار، ولا بد من ان يقتنع النظام السياسي بأن هناك صفحة يجب ان تُطوى في سوريا وتحل مكانها صفحة الديموقراطية وتسليم السلطة عبر صناديق الانتخابات حتى تطوى صفحة الاستبداد والفساد".


يؤمن سليمان بأنّ "النظام القائم استبدادي ويجب أن يتم التغيير وأن تكون سوريا دولة القانون، هو حل لكل السوريين وليس لبعضهم، باستثناء السوريين الذين يجدون في استمرار الحرب مصلحة لهم".


ماذا عن دونالد ترامب؟


نسترسل وسليمان في الشق السياسي لا سيّما بعد انتخاب دونالد #ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، فيوضح: "يجب ان نتنبّه أن سوريا ليست كل العالم بالنسبة لأميركا وروسيا، هناك مخاض صعب جداً من أجل ولادة نظام عالمي جديد يحكم القرن الحادي والعشرين"، معتبراً أنه "مع الرئيس ترامب تطور المخاض وأصبح الحديث أكثر حدة وجدية بعدما اعتاد الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما أن يدير ظهره على عكس ترامب الذي أعلن أنه يريد المواجهة وجهاً لوجه". ويرى أن ترامب أراد من الضربة الأميركية الأخيرة أن يقول للعالم: "لست الرئيس اوباما ولديّ عدد من الخيارات غير الحوار، في محاولة منه للتأكيد أنه ليس مديناً للرئيس فلاديمير بوتين بأي شيء ومستعد للدخول حتى في مواجهة معه".

بين الفن والسياسة ماذا يختار؟

لأنّه ناشط فنّياً كما سياسياً، يؤكد سليمان أنه "ينحاز إلى مهنته الأولى بشكل رئيسي، لكن هناك واجب وطني اشعر أنني لا أستطيع إلا ان أقوم به. الاعلام يركّز الآن على الشق السوري وبوصفي معارضاً سورياً لا بدّ من ان أؤدي دوري فيه".


مَن هو الملك انمار؟

يواصل سليمان تصوير مشاهده في الجزء الثاني من مسلسل "أفراح ابليس" الذي سيعرض بعد #رمضان، ويقول: "الجزء الأول كان دراما عائلية صعيدية، في الجزء الثاني المسألة توسّعت إلى ما هو أكثر من ذلك". المسلسل سيناريو وحوار مجدي صابر، ويشارك في بطولته إلى جانب سليمان محمود الجندي، محمود عبدالغني، محمد عادل، كمال أبو رية، منة فضالي وأحمد صفوت.

غير أنّ سليمان لن يغيب عن السباق الرمضاني، فبعد "أفراح القبّة"، يشارك في الملحمة التاريخية "أوركيديا" (كتابة عدنان العودة، إخراج حاتم علي، ومشاركة قيس الشيخ نجيب، سامر المصري، باسل خيّاط، عابد فهد، سلافة معمار، ايميه صيّاح، يارا صبري وآخرون)، ويجسد شخصية الملك انمار المشحونة بالأسئلة الصعبة التي وصلت إلى مرحلة الحلم. يفسّر سليمان دوره: "انمار رجل وجد نفسه فجأة متورطاً في قصة حب صعبة جداً، ووجد انه يستطيع أن يحكم المملكة بأكملها وأن يمتلك ما يشاء ويحظى بطاعة رعيّته، لكنّه فشل في أسر قلب امرأة أحبّها ليقع فريسة هذا الحب ويغوص في الأسئلة الوجودية". يميل سليمان إلى الأعمال التي تحمل بعداً إنسانياً وأخلاقياً، ويرى ان تجسيدها في قصص الخيال التي تغوص في الواقع يجعلها تعيش أكثر من القصص الواقعية.

[email protected]

twitter: israa_hasan27

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم